أجبرت الطماطم مستهلكيها علي نقلها لقائمة الفاكهة التي يتم شراؤها في المواسم والمناسبات متمردة بذلك علي العائلة التي طالما انتمت إليها وهي الخضراوات, وتمرد الطماطم علي الخضراوات لم يأت لأنها كما عرفت دائما' مجنونة' وإنما لقيمتها الغذائية المرتفعة التي جعلتها فاكهة الفقراء. وإذا كانت الطماطم هي العنصر الرئيسي في الوجبات المصرية, إلا أن احتواءها علي عناصر غذائية مرتفعة القيمة وتنافسها للفاكهة في أسعارها وقلة المعروض منها رشحها للانضمام لقائمة الفاكهة بجدارة حيث باتت سببا في ابتهاج المستهلك المصري عند الحصول علي أية كمية منها حتي ولو لم تتعد هذه الكمية نصف الكيلو. وذكرت تقارير عن أزمة ارتفاع أسعار الطماطم في السوق المصرية, أنه بالرغم من جنون الطماطم وارتفاع أسعارها لفترة طويلة بطريقة غير مسبوقة, إلا أنها مازالت' تفاح الفقراء' ولعل هذا يعطيها الحق في تلقين المستهلكين درسا بألا يهملوها عند انحسار الأزمة ورخص سعرها وأن يعتبروها كالفاكهة لعلها تشفي من جنونها الذي جبل عليه آباؤنا وأجدادنا وعانوا منه مرارا. وأضافت أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب مؤخرا في ارتفاع أسعار الطماطم في مصر وأغلب الدول العربية نتيجة انخفاض الإنتاجية وتعرضها للتلف خلال عملية النقل و يؤدي تجاوز درجة الحرارة35.5 درجة إلي فشل عملية تلقيح وإخصاب الطماطم. وأشارت إلي أن هناك7500 نوع من الطماطم وأن ارتفاع أسعارها ليس ظاهرة مصرية حيث يتجاوز سعرها مائة جنيه في بعض دول الخليج, وتقيم بعض الدول الأخري أياما وطنية ومهرجانات عالمية لها أشهرها مهرجان بيونول للتراشق بالطماطم في أسبانيا حيث تستخدم مئات الأطنان من الطماطم في ضرب الآخرين وتصطبغ المدينة ومن فيها باللون الأحمر, ويغرق الكبار رجالا ونساء والصغار أيضا في فيضانات من عصير الطماطم. وأكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس ضرورة ألا تمنعنا أزمة الطماطم من الاستفادة من المواد الغذائية الغنية بها وفي مقدمتها مادة الليكوبين وهي الصبغة الحمراء المسئولة عن لون الطماطم. وقال إن الأبحاث الحديثة تؤكد أن لهذه المادة فوائد صحية كبيرة مما يمكن وصفها بأكسير الشباب فهي تحمي الجلد من التأثير الضار لأشعة الشمس و تزيد من تماسك خلايا الجلد مع بعضها البعض مما يؤخر ظهور تجاعيد الشيخوخة ويجعل الطماطم واحدا من مضادات الشيخوخة, وترفع المناعة وتمنع الإصابة بالسرطانات. وأضاف أنه في ظل ارتفاع أسعار الطماطم فلا مانع في الوقت الحاضر من استخدام صلصة الطماطم الجاهزة كبديل للطماطم المطبوخة للتحايل علي هذه الأزمة وكذلك استخدام الفلفل الرومي الأحمر كبديل مؤقت لها في السلاطة حيث يعطي إلي حد ما نفس القيمة الغذائية. وشرح أن مادة الليكوبين مادة طبيعية مضادة للأكسدة قوية المفعول وقادرة علي إيقاف التأثير المدمر للشوارد الحرة علي خلايا الجسم, لافتا إلي أن عمليات الطهي تزيد من فعالية مادة الليكوبين وارتفاع قدرة الجسم علي امتصاصها خاصة بعد إضافة زيت الذرة لها وأن التدخين يفسد أثر هذه المادة الفعال علي الجسم. وأوضح بدران أن ثمرة الطماطم الواحدة تحتوي علي5 ميلليجرامات من مادة الليكوبين وتحتوي ملعقة الصلصة الكبيرة علي3 ميلليجرامات منها فيما يحتاج جسم الشخص البالغ إلي مادة الليكوبين بنسبة20 إلي40 ميلليجراما يوميا. وقال الدكتور مجدي بدران إنه طبقا للأبحاث المنشورة علي شبكة الانترنت فإن57 دراسة أثبتت أن الذين يتناولون الطماطم أو مادة الليكوبين من أي من مصادره تقل معدلات إصابتهم ببعض السرطانات وأن تناول الطماطم في حد ذاته يقلل الإصابة بالسرطان بنسبة70%, ويخفض النمو السرطاني بنسبة77%. وأضاف أن الألياف الموجودة في الطماطم.ترفع المناعة واستعداد الجسم لمقاومة الإصابة بالسرطان. وأوضح أن المتابع لانتشار الأمراض القلبية في الأسر التي تكثر من أكل الطماطم يلاحظ انخفاض معدلات الإصابة بها بين أفرادها وكذلك انخفاض نسبة الإصابة بالكوليسترول الضار المنخفض الكثافة حيث تمنع أكسدته وترسبه علي الجدران الداخلية من الشرايين. وفسر بدران ذلك بقدرة الليكوبين علي الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين المبكر خاصة في منتصف العمر.