ليست ألمانيا وحدها.. ولا إيطاليا وفرنسا معا, ولا أيضا بريطانيا, بل يمكن القول ان الاتجاه المعادي للعرب والمسلمين اصبح( موضة) في كل دول الغرب المسيحي في أوروبا والولايات المتحدة واستراليا وأنحاء اخري في العالم المسلمون والعرب أصبحوا أشخاصا غير مرغوب في وجودهم في الدول المشار اليها, وهذا الموقف المعادي بلا مواربة والذي يتعارض مع ابسط قواعد الدبلوماسية بدأ يتحول لاتجاه رسمي في بعض الدول. القضية خطيرة وتنذر بعواقب وخيمة, وتداعياتها تتطور يوميا هنا وهناك, وترصدها بعض الصحف ووسائل الاعلام كل بطريقته. في صحيفة الهيرالدتريبيون الامريكية نشر تقرير حول الظاهرة بالتركيز علي المانيا وحدها تحت عنوان( ارتفاع عداء الألمان للأجانب) كتبته المحررة جودي ديمبسي جاء فيه لا أهلا ولاسهلا بالعرب والأتراك في ألمانيا هكذا أكد رئيس حكومة بافاريا للعالم كله, مطالبا بوقف هجرتهم لبلاده كاشفا عن العنصرية ضد العرب والأتراك, مما أثار إستياء الجميع. من جانبه طالب رئيس الجالية التركية المسئول الألماني بالاعتذار العلني, بالإضافة الي الانتقادات الشديدة التي وجهت اليه من قبل الاحزاب الاخري بما فيها حزب المستشارة الألمانية( انجيلاميركل), تضمن التقرير إستطلاعات ودراسات اجريت في ألمانيا وفقا لتقرير جديد الموقف زاد سلبية تجاه الاجانب المقيمين في المانيا خلال عام2010, فهناك ثلث الألمان يريدون ترحيل الاجانب كما ان حوالي10 في المائة يفضلون عودة النظام النازي نسبة الي هتلر لاعتقادهم انه كان كزعيم قادرا علي تحمل الصعاب هذا التقرير اعدته مؤسسة فريد ريش ابورت وهي منظمة بحثية تابعة لحزب المعارضة الاشتراكي الديمقراطي الالماني وعلي صعيد اليمين المتطرف في ألمانيا وقد تم نشره بالتزامن مع الجدال المشحون بالانفعالات الذي اثير حول الهجرة والاندماج لحوالي سبعة ملايين اجنبي يعيشون في ألمانيا مع ذويهم والذي أثار هذا النقاش مجموعة من كبار السياسيين وكان يركز علي الأجانب من العرب والأتراك هناك. كما ذكر التقرير أن الموقف العام المتأجج تجاه الأجانب في ألمانيا يزداد حدة ويتجه نحو العنصرية والتعصب وعلي غرار ذلك قال( هورست زي هوفر) رئيس حكومة بافاريا في تصريحات له الأسبوع الماضي لقد حان الوقت لكي يعودوا الي بلدانهم التي جاءوا منها وأوضح التقرير ان2411 مبحوثا أجمعوا علي أنهم يتعرضون للنفوذ الأجنبي بسبب ان هناك كثيرا من الاجانب في ألمانيا. وأشارت المؤسسة التي نفذت تقريرا مماثلا قبل سبع سنوات الي ان وجهات النظر لم تعد تقتصر هذه المرة علي اليمين المتطرف او المتعاطفين معهم فقط بل تسللوا للتيار الرئيسي في المانيا. وأضاف التقرير انهم تضمنوا جميع الفئات العمرية والفئات الاجتماعية بغض النظر عن الدولة والعمل او التعليم لكل الجنسين, وحسبما ذكر معدو التقرير لقد وجدنا زيادة في التيارات المناهضة للديمقراطية وكذلك في تيارات العنصرية بينما دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا لايزال قويا جدا مع اكثر من75 في المائة من المبحوثين ايدوا ذلك. ويقول( جيرو نيجابور) أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة في برلين ان الساسة هم وسطاء لترويج النظرية الشعوبية ووجهات النظر العنصرية بدلا من الافصاح عن ميولهم او التيارات التابعين لها علنا للجميع فهم يكتفون بذلك, لأنهم يعتقدون انهم بهذا يستطيعون كسب الاصوات. كما قال( جيرو) ان الامر يبدو وكأنه تحد غير مقبول الان ضد الاجانب