تتجه عيون شعراء وكتاب العالم صباح غد الخميس نحو الأكاديمية الملكية السويدية المانحة لجوائز نوبل المختلفة, انتظارا لاعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب هذا العام, وترجح الصحف الدولية والمهتمون بالآدب, ان يتم منح الجائزة هذا العام لأحد الشعراء دون الروائيين, وذلك بعد ثلاثة عشر عاما كاملة عافت فيها جائزة نوبل شعراء العالم, منذ فوز الشاعرة البولندية ويسلاوا زيمبروسكاWislawaSzymborska حيث تتجه الترجيحات لفوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومرTomasTranstromer. ونشرت الجارديان البريطانية ان موقع المقامرة الشهير لابوكسLadbrokes رجح فوز الشاعر السويدي بعد ان ارتفعت اسهمه في المقامرات المعقودةمن خلاله حول الفائزين, واضعا اياه في المقدمة قبل الشاعر البولندي آدم زاجاجويسكيAdamZagajewski والشاعر العربي السوري ادونيس الذي يتكرر ترشيحه للجائزة منذ عام1988 دون ان ينالها, ويأتي بعده في قائمة ترجيحات الفوز الشاعر الكوري الجنوبي كو آون. ويبدو ان كل الأسماء المطروحة هذا العام هي من الأسماء مزمنة الترشيح, فمن بين الروائيين المرشحين الامريكية جويس كارول اوتيس, والكندية مارجريت اتوود اللتان صارتا كذلك, من الاسماء التي يتكرر ترشيحها دون ان تنال الفوز. يأتي اسم الكاتب الاسرائيلي عاموس عوز كذلك هذا العام في قوائم المرشحين المزمنين لنوبل, وإلي جواره الجزائرية آسيا جبار, واللبناني الياس خوري, وإن كانت هذه الأسماء جميعها مستبعدة من بورصة التوقعات التي انحسرت في اسماء الشعراء السابق ذكرهم, إلا ان هذه الترجيحات جميعا لا تعد ضمانة للفوز, فقد اتجهت ترجيحات ذات الموقع لادبروكسLadbrokes العام الماضي لفوز الاسرائيلي عاموس عوز بينما كانت اسهم الالمانية هيرتا مولر التي حازت الجائزة متدنية للغاية, لينتهي الاعلان بانقلاب غير متوقع وفوز هيرتا مرلر بالجائزة, وكذلك كان الشعر السوري المؤسس أدونيس صاحب اعلي اسهم في بورصة الفوز في دورة عام2008 الا ان الجائزة البالغ قدرها مليون يورو تجاوزته لتذهب للروائي الفرنسي جان ماري جوستاف لو كليزو. وان كانت بعض المؤشرات ترجح بالفعل توجه لجنة الجائزة لاختيار شاعر للفوز بها في ظل كون الروائيين المرشحيين يأتون من العالم الجديد( الولاياتالمتحدة وكندا) التي شن عضو لجنة الجائزة هوراس انجدال عليهم العام الماضي هجوما لاذعا واصفا ادبهم بالسطحي والمتقر للعمق الانساني الجاد مما قد يشكك في فرص كل من جويس كارول اوتس وتوماس بينكون وفيليب روث الامريكيين في الفوز بالجائزة, كما يقلل كذلك من فرص الكنديات اليس مونرو ومارجريت اتوود, ويدعم من هذا التوجه حقيقة ان آخر مرة حصل فيها كاتب من الولاياتالمتحدة علي جائزة نوبل في الأدب كان الامريكية توني موريسون عام1993. وكان أشهر الامريكيين المرشحين فليب روث المعروف بكتاباته الساخرة التي تكشف جوانب مثير للجدل في حياة الأسر اليهودية الامريكية, مستفيدا من جذوره ونشأته اعلن بوضوح انه لا يهتم بجائزة نوبل, ولا ينتظر اعترافا اوروبيا بموهبته, ورجح روث في حديثه إلي وكالة رويترز العام تعقيبا علي تصريحات هوراس انجدال( الذي هاجم الأدب الامريكي) ان غيره من الأدباء الامريكيين كذلك لا يهتمون بالجائزة, ولا ينتظرون اعترافا اوروبيا بأدبهم الذي اثبت نجاحه حول العالم عقب الحرب العالمية الثانية, ورغم هذا التصريح الحاد الا ان الاهتمام الامريكي بالجائزة لم يتوقف, وتم ارسال اسم روث نفسه لينافس علي الجائزة هذا العام. وسواء ذهبت الجائزة غدا إلي شاعر عربي, أو روائي اسرائيلي, او كاتب أمريكي.. تبقي نوبل هي أرفع الجوائز الأدبية التي تتطلع لها أنظار العالم كل عام, خاصة وانها تتميز عن زميلتها الأشهر البوكر بكونها جائزة عالمية, لا تتوقف عند حدود اللغة او الجنسية, وتعلن بجلاء استهدافها لترسيخ المباديء الانسانيةالمتوافق عليها كدعم السلام ورفض التمييز وتأكيد المباديء التي تسعي اليها الانسانية جميعها من عدالة وحرية ومساواة, وإن ظلت جائزة نوبل نفسها دوما محل تشكيك من كل من يتم اسقاطه من قوائمها لما قد تحمله التوجيهات السياسية والتفصيلات الفنية للجنتها المانحة المكونة من ثمانية عشر عضوا من تأثير واضح في اسماء الفائزين والمستبعدين علي حد سواء.