أقامت مجموعة من المؤسسات الثقافية الخاصة والحكومية في الاسكندرية احتفالا ثقافيا بعنوان أيام التراث السكندري بمناسبة اختيار الاسكندرية عاصمة للسياحة العربية لهذا العام ومن هذه المؤسسات مكتبة الاسكندرية,ومركز الدراسات السكندرية, والمعهد العالي للسياحة والفنادق والحاسب الآلي, ومتحف الاسكندرية, ومنتدي الاسكندرية للفنون المعاصرة, والمركز الثقافي الفرنسي ومؤسسة الجيزويت, وأيضا مؤسسة جدران التي نظمت ضمن هذه الاحتفالية مجموعة ندوات بعنوان لحن الاسكندرية وتعتمد هذه الندوات علي استضافة كاتب بأحد مقاهي وسط البلد بالاسكندرية لكي يتواصل مع جمهور عادي في محاولة للتواصل مع فئة جديدة من الجمهور, علي حد تعبير عبد الله ضيف المسئول عن تنسيق برنامج الندوات وأحد العاملين بمؤسسة جدران, والذي أكد أن هذا النشاط هو جزء من تعاون مستمر مع المؤسسات السابق ذكرها, وأن استضافة كاتب علي مقهي يستهدف تعريف الجمهور العادي البعيد عن المشاركة الثقافية بالكتاب وأعمالهم الابداعية وعن معيار اختيار الكتاب قال أبو ضيف كان الاختيار خاضعا لفكرة اقامة علاقة حميمية بين الجمهور والكاتب بشرط أن يكون له علاقة بالاسكندرية بأي شكل من الأشكال كأن يكون كتب عنها مثل ابراهيم عبدالمجيد أو أحد أبنائها مثل علاء خالد أو يكون عاش بها فترة كبيرة, أي أن تكون الاسكندرية ذات أثر عليه,وبهذا نعطي لهذا الكاتب فرصة بأن يلتقي بجمهور لايمكن أن يقابله في الفاعليات الثقافية العادية وأكد ضيف أن اللقاء يعد فرصة للجمهور الذي لاتوجد لديه فرصة حقيقية لمعرفة هؤلاء الكتاب, ويمكن من خلال هذه الندوات أن تؤثر تجربة الكاتب علي الحاضرين مثل أن يري الشباب كاتبا شابا مثل طارق امام فيخلق لديهم عدة تساؤلات عن تحققه, وأن في امكانهم أن يتخطوا فكرة قلة العمل والبطالة بايجاد مشروعهم الخاص ختي بعيدا عن الكتابة نفسها, فيفتح له مجالا لتفكير مختلف. ومن جانبه قال الكاتب طارق امام رغم حداثة الفكرة الا أنها منظمة, وتمت في أماكن مفتوحة مثل المقاهي وليست أماكن مغلقة كما اعتدنا, ومزدحمة بالناس, فاقيمت ندوتي في مقهي أندريا في ساحة تطل علي أكثر من مقهي, وكان الجمهور مختلطا مابين مثقفين وجمهور عادي, ولم تكن ندوة بالمعني المعروف لكنها أشبه بليلة فضفضة, وكان الحديث مزجا بين الجانب الأدبي والجانب الشخصي في علاقتي بالاسكندرية وتأثيرها علي وفي رأيي أن هذا النشاط الثقافي الاسكندرية تحديدا في حاجة اليه لأنها علي هامش الهامش,اذ أن النشاط الثقافي في القاهرة مرئي أكثر علي عكس الاسكندرية, فالمؤسسات هناك لاتقوم بدور حقيقي لذا ظهرت عدة مراكز ثقافية خاصة,تقوم بهذا النشاط, وتبحث عن أماكن خاصة بهم وجديدة في نفس الوقت. فيما أشار الكاتب ابراهيم عبد المجيد صاحب رواية لا أحد ينام في الاسكندرية الي حميمية اللقاء وأعرب عن أمنياته بتفعيل مثل هذه الأمسيات في كل مكان لأن اللقاء بجمهور مختلف يخلق نوعا أخر من التواصل ونوعا أخر من الحوار بين الكاتب وهذا الجمهور العادي بعيدا عن الجمهور المعتاد من المثقفين ومن جانبه وصف الكاتب علاء خالد هذه الندوات بأمسيات الحكي الشفاهي, فهي أقرب لهذا الشكل بسبب وجود كاتب علي مقهي يحكي عن الاسكندرية وعلاقته بالمكان وتأثيره علي كتاباته, وأكد أن هذا النشاط الثقافي الواضح بالأسكندرية نتج عن تراكمات مختلفة أولا مكتبة الاسكندرية والمراكز الخاصة مثل الجيزويت ووجود جيل جديد يقوم بأنشطة مستقلة مثل السينما والمجلات الثقافية وأشار الي أن كل هذا لم يكن موجودا حتي خمس سنوات مضت.