من الأمور اللافتة للنظر خلال اليومين الماضيين تبوء جامعتي الإسكندرية والقاهرة لمركزين متقدمين في التصنيف العالمي, الإسكندرية بين أفضل200 جامعة, والقاهرة بين أفضل500 جامعة واللافت أيضا غياب الحفاوة المتوقعة بالخبر في أغلب الصحف الخاصة إن لم يكن كلها.اعتدنا خلال المرحلة الماضية ان تتصدر الصفحات الأولي في النصف العلوي تقارير عن خلو قائمة أفضل جامعات العالم من جامعاتنا الوطنية, مع إبراز التفوق الإسرائيلي علي وجه التحديد في هذا المقام. و يتواكب مع الاحتفاء المبالغ فيه بتراجع مستوي جامعاتنا, تحليلات و كتابات وقراءة في واقع الجامعة المصرية, وتدهور مستوي التعليم, وتراجع دور الأساتذة, مع خلط التعليمي بالسياسي في سياق الحديث عن تأثير دور الأمن, ومسئولية الحزب الوطني و خلافه. المشكلة أن البعض منا يعتقد في القاعدة الإعلامية القائلة أن الخبر في الشر, أي أن السلبي هو المجال للنشر, بينما الإيجابي لا يلفت الأنظار, والنتيجة أن اعتمدت بعض صحفنا الخاصة نظرية إجري ورا الشر لتداعب القراء وتزيد من التوزيع, حتي ولو كان ذلك علي حساب الحقيقة. بعيدا عن ذلك فإن هذا التطور الإيجابي المهم في علاقة جامعاتنا الوطنية بالمستويات العالمية, يجب ألا يلهينا عن حقيقة واقعة اسمها مستوي التعليم الجامعي ن والنواقص الشديدة التي تعاني منها جامعاتنا وهيئات التدريس و مستوي التعليم ومستوي الخريجين وخلافه. يجب ألا نعتبر تحقق ذلك الإنجاز طفرة في واقع حياتنا التعليمية الجامعية من كل جوانبها, وإنما هي مجرد دفعة ونموذج يجب الاحتذاء به في جوانب أخري, تجعل من الاعتراف بجامعاتنا الوطنية في الخارج هدفا لا يجب أن نحيد عنه. وراء هذا الإنجاز مصريون نجحوا في التخطيط لجوانب معينة تسببت في التفوق, هذه تجربة يجب أن تنتقل للجميع, حتي نحقق المزيد. [email protected]