أطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس من الأمين العام للمجلس الأعلي اللبناني السوري نصري خوري علي عمل المجلس وعلي التعاون اللبناني السوري الثنائي في بعض المجالات وكان الرئيس سليمان قد عقد أمس اجتماعا لمساعديه تحضيرا للزيارتين اللتين سيقوم بهما منتصف الأسبوع المقبل إلي نيويورك والمكسيك. يأتي ذلكك في وقت تصاعدت فيه الرب الكلامية بين حزب الله والأكثرية النيابية, حيث انتقد تيار المستقبل اللبناني دعوة حزب الله للقضاء بالتراجع عن قراره بشأن استدعاء المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد والاستماع إلي إفادته حول الاتهامات التي وجهها إلي السلطات الحكومية والقضائية والأمنية. واتهم عضو كتلة التيار في البرلمان النائب عمار حوري حزب الله بالتعامل مع سلطات الدولة اللبنانية بفوقية وكأنه مرشدها الأعلي. ورفض حوري باسم تياره موقف حزب الله, داعيا إلي التراجع عن هذا الموقف بسرعة وبأن يعود إلي المقاومة ضد إسرائيل. واعتبر حوري أن حزب الله يؤمن الغطاء للواء جميل السيد ويتبني مواقفه ويعتمد أسلوبا لا يليق بتاريخ الحزب وبالعيش المشترك وبالشراكة الوطنية. من جانبه, وصف وزير الدولة اللبناني وائل أبو فاعور حديث رئيس الحكومة سعد الحريري الأخير الذي أقر فيه بأن شهود الزور قد ضللوا التحقيق في جريمة اغتيال والده ب' الموقف الشجاع والمسئول'. ودعا أبوفاعور- في تصريحات أمس- القوي السياسية إلي عدم تحطيم الدولة والمؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية والقضاء. وقال إن اللبنانيين ينقلون وطنهم من أزمة إلي أزمة ومن توتر إلي توتر وكلما تم إطفاء مشكلة اشتعلت مشكلة أخري في مكان آخر منتقدا السلوك السياسي السائد الذي يفتعل الانقسامات والخلافات. واعتبر أن قيمة حكومة الوحدة الوطنية تكمن في المشاركة في النقاش والقرار السياسي علي طاولة مجلس الوزراء وليس في الشارع وعلي المنابر. وحول الملاحقة القضائية بحق المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد, طالب أبوفاعور بألا تتحول قضية قضائية إلي سبب لخلاف سياسي أو ذريعة لمزيد من الانقسام السياسي, مشددا علي أن يدرك السياسيون حجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم. وحذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من أن الفوضي السياسية وتصعيد التصريحات تأخذ البلاد باتجاهات التوتر والإرباك. واتهم قاسم- في تصريح صحفي أمس- قوي14 آذار الأكثرية وتيار المستقبل بخرق اتفاق التهدئة علي قاعدة إن لا يتم التعرض للقضايا الخلافية المعقدة وخاصة فيما يتعلق بالقرار الاتهامي والمحكمة الدولية. وقال: إنه من المعيب طرح شعار مذهبي للتحريض وإثارة البلبلة ومحاولة الاتجاه بالبلاد نحو قضايا هامشية وجانبية لإبعاد النظر عن ملف' شهود الزور', وعن اتهام إسرائيل, ولتهيئة المناخ لإثارة سياسية خارج دائرة المألوف. كما حذر من الإثارة المذهبية والطائفية, داعيا إلي الرد علي المواقف السياسية بمواقف سياسية دون إدخال العامل المذهبي, مشددا علي وأد الفتنة وعلي منع دعاتها من أن يجدوا مجالا لترويجها والوصول إليها. وعن موقف حزب الله من تصريحات المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد من القضاء..قال الشيخ قاسم: إن اللواء جميل السيد تحدث عن معطيات ومواقف يمكن الرد عليها بمعطيات وأدلة ومواقف. واعتبر قاسم أن هناك استثمارا سياسيا للقضاء عبر استخدام قدرة الدولة لمنع الصوت من أن يرتفع ولمنع صاحب المظلمة من أن يتحدث حول مظلمته أو صاحب الرأي من أن يقول رأيه. وطالب بأن يتم الرد علي جميل السيد بالأدلة والبراهين, رافضا تكميم الأفواه واستخدام مؤسسات الدولة في هذا الاتجاه.