يبدو أن قطاع الانتاج باتحاد الاذاعة والتليفزيون وشركة صوت القاهرة ومدينة الانتاج الاعلامي تمر بمرحلة أزمة في الانتاج بدليل أنها لم تنتج عملا بمفردها منذ عدة سنوات وتقوم بمشاركة شركات الانتاج الخاصة بعد أن كانت هذه الكيانات المصدر الرئيسي لجميع الأعمال الدرامية في العالم العربي كله لكنها بدأت العد التنازلي في عملية الانتاج لكنها وبسبب الخسائر الكبيرة التي تتكبدها نتيجة عدم القدرة علي تسويقها أو نتيجة منافسة الانتاج السوري واخيرا التركي. ومنذ عامين تقريبا بدأ قطاع الإنتاج في التعافي من الأزمة الإنتاجية التي كان يمر بها, والتخبط الذي عاشه لسنوات طويلة, خاصة أنه لم يعد الجهة الوحيدة المنتجة للدراما, بعد المنافسة الشديدة سواء من الداخل من شركات الإنتاج الخاصة أو من الخارج عن طريق شركات الانتاج العربية حيث هيمنت هذه الجهات بمشاركة القطاع الخاص بنسبة تتراوح مابين20% و30% في ميزانية المسلسلات مقابل دعم هذه المسلسلات أمام لجنة السياسات الإعلامية بالاتحاد التي يرأسها وزير الإعلام, لعرضها علي شاشة التليفزيون المصري خلال رمضان. ورغم أن حجم الدراما هذا العام يبدو كبيرا, إلا أن مؤشرات الأزمة المالية العالمية والتي لم نشعر بها بشكل واضح قد أثرت في الكم الإنتاجي هذا العام رغم أن العرض أكثر من الطلب سواء العام الماضي أو هذا العام والمؤشرات تؤكد أيضا أن التراجع في الكم الدرامي سيستمر في العام القادم أيضا. وهو مايتوقعه كثير من المنتجين الذين يتوقعون الا يزيد حجم المنتج العام القادم علي30 عملا فقط لاغير,باعتبار أن هناك أعمالا متجمدة من هذا العام كما ان ظاهرة العزوف عن الشراء لم تقف عند هذا الحد بل وصلت إلي تخفيض سعر شراء الأعمال, فبعد أن كان العمل تصل قيمته الشرائية الي مابين500 ألف دولار و2 مليون دولار وصل هذا العام الي مابين250 ألفا و350 ألف دولار ولذلك ومع اختفاء ظاهرة الحصري لن يكون هناك مايعوض المنتج عن تكلفة أعماله. أنتجنا20 مسلسلا سواء كانت إنتاجا مباشرا أو مشتركا مع القطاع الخاص, واشترينا معظم مسلسلات النجوم, ونجحنا في شراء بعضها حصريا, مثل مسلسلات بالشمع الأحمر ليسرا وملكة في المنفي لنادية الجندي وبره الدنيا لشريف منير وامرأة في ورطة لإلهام شاهين و قصة حب لجمال سليمان وغيرها, مبررين بأنه قبل تعاقد التليفزيون مع النجم يكون قد اتفق مع احدي جهات الانتاج الخاصة, وفي بعض الأوقات يفضل النجم التعامل مع جهة إنتاج بعينها. في الوقت الذي يكلف الحصري القطاع ميزانية أكبر من المتزامن, وسعر كل مسلسل يختلف عن الآخر حسب الشركة المنتجة والبطل والقضية التي يطرحها. اشتري التليفزيون العام الماضي مسلسلات بمبلغ تخطي200 مليون جنيه ولم يتمكن من تحصيلها ووكالة صوت القاهرة هي الوكيل الإعلاني للتليفزيون, وهي تسوق الأعمال التي تنتجها فقط, أما مسلسلات قطاع الإنتاج فمازال تسويقها يتبع القطاع الاقتصادي. عشرة أعمال هي حصيلة إنتاج مدينة الإنتاج منها ستة أعمال بالانتاج الذاتي للمدينة وهم مسلسلات اختفاء سعيد مهران وأكتوبر الأخر واغتيال شمس وبابانور ورجل من هذا الزمان ونصف أنا ونصف هو. أما الإنتاج المشترك فيتمثل في ريش نعام واللص والكتاب وماما في القسم وبيت العيلة. وبالمقارنة بأعمال العام الماضي فكان فيهاوكالة عطيةوالأشرارووتر مشدود واغتيال شمس وقلبي دليلي ونساء لاتعرف الندم وعصابة بابا وماماو زهرة برية و أحلام نبيلة وبيت العيلة الجزء الأول وعبودة ماركة مسجلة. أما قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون فقد اعتمد المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون خطة قطاع الإنتاج الدرامية للعام2010, ويقوم قطاع الإنتاج بتنفيذ عدد من المسلسلات بنظام الإنتاج المباشر وهي خمسة أعمال منها مسلسل أهل الهوي ومسلسل مذكرات سيئة السمعةومسلسل رحيل مع الشمس ومسلسل سي عمر وليلي أفنديومسلسل الصفعة. كما تتضمن خطة القطاع إنتاج عدد من المسلسلات بنظام المنتج المشارك وعددها12 مسلسلا وهي ريش نعام ومسلسل منتهي العشق ومسلسل مملكة الجبل ومسلسل كليوباترا ومسلسل أزواج الحاجة زهرة ومسلسل العار ومسلسلبرة الدنياومسلسل سكر زيادة ومسلسل القطة العميا ومسلسل إلا أمي ومسلسل الكبير ومسلسل نازلي ملكة في المنفي. بالمقارنة بالعام الماضي والذي وصل إلي20 عملا بين إنتاج مباشر ومشترك. وقال يوسف عثمان مستشار رئيس مجلس الإدارة لقطاع الإنتاج: ان الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بالسلب بدليل أن العائد من التسويق لمسلسلات2009 لم نحصل عليه بالكامل حتي ألان وبالتأكيد يؤثر علي الميزانية داخل المدينة وفي عدد الأعمال التي يتم إنتاجها, مشيرا الي أنه تم التركيز هذا العام علي الكيف أكثر من الكم فجاء بالتأكيد علي حساب الكم, لأنه يجب التركيز خلال الفترة القادمة علي الأعمال القيمة التي تفيد المجتمع وتطرح مشكلاته بجانب المتعة والتسلية, خاصة وأن نسبة الأمية في مصر مرتفعة جدا والكثير من الناس تستقي معلوماتها من التليفزيون والدراما والاهمال يسبب كارثة بالتأكيد. وأضاف أن أعمال المدينة تم تسويقها بالكامل العام الماضي ولكن لم يحصل العائد حتي الان مؤكدا أن تقليل عدد الأعمال الانتاجية أفضل لان مسألة تسويق الأعمال أصبحت صعبة جدا بدليل تعثر وتوقف الكثير من الاعمال, معتقدا أن هناك الكثير من المنتجين الذين دخلوا هذه المغامرة سوف يخرجون منها تماما. وحول سهولة تسويق الأعمال المشتركة للمدينة يقول: عملية التسويق في مصر وخصوصا الجهات الرسمية ضعيفة جدا, لأننا تعودنا في الماضي أن التليفزيون هو الجهة الوحيدة التي تنتج وجميع المحطات تشتري, أما الان فأصبح هناك عدد كبير من الشركات والمحطات التي كانت تشتري أصبحت تنتج أعمالا خاصة بها, بالإضافة الي أن الشركات الخاصة أسرع في التسويق لأن عمللية التسويق بها عمولات ودفع لتسهيل أمور كثيرة لاتستطيع أن تقوم بها الجهات الرسمية, وأكد أن السنوات القادمة لن تكون أسوأ ولن يقل عدد الأعمال التي يتم إنتاجها في حالة تحسن الأمور وزيادة السيولة في خزائن المدينة حيث إن لنا مستحقات تصل الي30 مليون جنيه في اتحاد الإذاعة والتليفزيون,وهي من ضمن الأشياء التي تؤثر علي السيولة في المدينة ويؤكد نسبة التفاؤل العام القادم خاصة بعد أن قام رئيس مجلس إدارة المدينة بعرض80 ألف متر من أرض المدينة للبيع بالمزاد وتم بيع جزء منها الأسبوع الماضي, سوف تحقق نسبة سيولة للمدينة وهو المطلوب. ويشير الي أن هناك أزمة أخري تتم دراستها حاليا مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون محورها الرئيسي هو الإعلانات التي تسببت في افساد الذوق العام والدراما والبرامج, مؤكدا أن تليفزيون الدولة لايجب أن يسعي خلف المحطات الخاصة التي تبحث عن الإعلانات كما تشاء, وتليفزيون الدولة مديون ب16 مليار جنيه ويلهث وراء إعلانات ب600 مليون جنيه مقابل تخريب كل الإنتاج الفني والثقافي الخاص به موضحا أن الإعلانات أصبحت تتحكم في الإنتاج وأفرزت مسألة النجم الأوحد, وأصبحت العملية بها خلل والنجم يحصل علي نصف ميزانية العمل بحجة الإعلانات مشيرا الي تجربة التليفزيون الفرنسي الذي اتخذ قرارا مهما بعد طرح أي إعلانات علي التليفزيون الرسمي لأنه يعمل من أجل المواطن والإنسان.