أشاد سفير النرويج لدي مصر توماس هوف بالجهود التي يقوم بها الرئيس حسني مبارك لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق المصالحة الفلسطينية, مشيرا إلي ان دور الرئيس مبارك حيوي وفعال للغاية في هذه العملية, مؤكدا دعم النرويج للجهود المصرية علي صعيد تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضاف هوف أن النرويج تتابع عن كثب دوما كل المبادرات المصرية الرامية لدفع الحلول السلمية لمشكلات الشرق الاوسط, وترحب بها, كما تتابع عن كثب العديد من المسائل ذات الصلة بعملية السلام, التي تلعب مصر فيها دورا كبيرا ومهما يشهده العالم بأسره. وأكد السفير النرويجي في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس متانة العلاقات المصرية النرويجية, مشيرا إلي أن الجانبين يعملان بشكل وثيق علي مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية لتعزيز التعاون المشترك. وأشاد بالتعاون والتنسيق السياسي بين البلدين في العديد من الموضوعات السياسية وبخاصة في المنظمات والهيئات الدولية, مشيرا الي أن هناك تشاورا مستمرا بين مصر والنرويج علي مستوي كبار المسئولين في وزارتي الخارجية خاصة فيما يتعلق بملف السلام والتطورات في منطقة الشرق الأوسط وهي موضوعات ذات أهمية خاصة للنرويج. وقال السفير توماس هوف إن النرويج ترأس لجنة الاتصال الدولية الخاصة( مجموعة المانحين) للفلسطينيين, وتلعب من هذا المنطلق دورا فعالا في تنسيق المساعدة للجانب الفلسطيني والتعمير والتنمية الطويلة الأجل لقطاع غزة وتري ضرورة التركيز علي دعم السلطة الفلسطينية. وتحاول النرويج من خلال هذه اللجنة تنسيق جهود الدول الأعضاء من أجل تطوير المؤسسات في المناطق الفلسطينية وتعزيز النمو الاقتصادي. وأضاف أن النرويج تقوم بهذه الجهود انطلاقا من ايمانها بأن اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تتطلب اقتصادا قويا ومؤسسات سلطة قوية مشيرا إلي أن النرويج تقدم مساهمات قوية للشعب والسلطة الفلسطينية سنويا وأن أفغانستان والسلطة الفلسطينية هما أكبر دولتين تتلقيان مساعدات نرويجية حيث تقدر مساهماتها للجانب الفلسطيني بنحو120 مليون دولار سنويا عبر آليات من بينها لجنة الاتصال الدولية.. وعما إذا كانت النرويج تركز مساعداتها للسلطة الفلسطينية علي الجانب الاقتصادي قال السفير توماس هوف إن بلاده تعمل أيضا عن كثب من خلال أجندة لجنة الاتصال الدولية لكنها تري كذلك أن التنمية الاقتصادية والسياسية يجب أن تتحركا معا من أجل الوصول إلي نتائج مهمة للفلسطينيين مشيرا إلي أنه بالرغم من أن النرويج تتابع كل أوجه عملية السلام لكنها تسعي للعب دور أهم من خلال لجنة الاتصال. وشدد علي أن النرويج تدعم اقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين وفقا للقرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة. وبالنسبة للوضع في السودان قال السفير إن بلاده لديها سفارة في الخرطوم وقنصلية عامة في جوبا, مشيرا إلي أن النرويج شريك مساهم في اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام2005, وتتابع التطورات في السودان عن كثب خاصة ما يتعلق بالاستفتاء المقرر العام المقبل. وأشار ألي ان النرويج ستحترم نتائج الاستفتاء في السودان, وتحاول تقديم المساعدة لحل المشكلات القائمة هناك. وعلي الصعيد الثنائي أشار السفير توماس هوف إلي أن العام الحالي شهد العديد من الزيارات للمسئولين النرويجيين إلي مصر انعكاسا للحرص علي تبادل وجهات النظر والتنسيق مع الجانب المصري في العديد من الملفات السياسية مثار الاهتمام المشترك وفي مقدمتها عملية السلام.. وأوضح أن وزير خارجية النرويج قام بزيارة مصر ثلاث مرات بالاضافة إلي زيارة وزير الدولة والعديد من الزيارات لمسئولين ووزراء وشخصيات ثقافية نرويجية. وأعرب السفير النرويجي عن ثقته في وجود امكانات كبيرة لتعزيز وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين بشكل أكبر في المستقبل, قائلا إنه من الممكن تطوير التجارة ومضاعفتها بشكل مستمر عن مستواها الحالي, والذي يناهز بليون جنيه مصري سنويا. ونوه بان التجارة بين البلدين شهدت تطورات ايجابية ملموسة عقب اتفاقية التجارة الحرة بين مجموعة الافتا ومصر عام2007, مشيرا إلي أن تجمع الافتا يضم في عضويته النرويج وايسلندا وليخنشتاين وسويسرا, لافتا إلي ان النرويج وسويسرا هما الدولتان الكبيرتان في اطار هذا التجمع في مجال التجارة مع مصر.. وقال توماس هوف إن مصر والنرويج تتعاونان بشكل جيد للغاية, لكنه أكد أن القطاع الخاص يتعين عليه القيام بدور أكبر من أجل استكشاف المزيد من الفرص المتاحة لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي, كما أن شركات الجانبين يجب أن تستغل الفرصة من خلال هذه الاتفاقية وهذا هو التحدي الذي يقع علي عاتق الجانبين. وأشار في الوقت نفسه إلي أهمية تجارة الخدمات, لافتا إلي أن فرص التعاون في مجال الخدمات بين البلدين أكثر اتساعا, خاصة في مجال النقل البحري في ضوء وجود قناة السويس كشريان حيوي للتجارة في العالم في مصر, وذلك بالاضافة إلي مجال السياحة, حيث يفد إلي مصر سنويا نحو أربعين ألف سائح نرويجي. وأضاف ان النرويج تولي أهمية خاصة للتعاون في المجال الثقافي مع مصر, وارسال العديد من المثقفين والفنانين النرويجيين إليها, مؤكدا أن التعاون الثقافي يمكن أن يحقق مزيدا من التفاهم المشترك بين الشعبين وبين المنطقتين اللتين يوجد بهما البلدان. وأشار إلي أن النرويج لديها برنامج للتعاون الثقافي مع مصر وتعمل في الاطار الثقافي مع مصر من خلال مشروعات متواصلة معظمها يتم خلال شهري أكتوبر ونوفمبر وسيقوم في هذا الاطار قائد أوركسترا نرويجي مرموق بزيارة مصر للعزف مع أوركسترا القاهرة السيمفوني بدار الأوبرا وعلي مسرح سيد درويش بالاسكندرية. وأضاف أنه سيتم خلال الأسبوعين الأولين من شهر نوفمبر المقبل تنظيم ورشة عمل للموسيقيين النرويجيين بالتعاون مع' المورد الثقافي' للموسيقيين المصريين الشباب من الهواة لتعلم العزف الجماعي علي يد موسيقيين نرويجيين. وأشار إلي أن التعاون القائم بين الجانبين لحفظ التراث الثقافي والتعاون في مجال الترجمة والذي تضمن ترجمة أعمال الكاتب النرويجي العالمي هنريك ابسن إلي اللغة العربية وترجمة رواية الجوع للكاتب الكبير النرويجي كنوت هامسون, والذي يعد أول كتاب تتم ترجمته مباشرة من النرويجية للعربية بمناسبة مرور150 عاما علي ميلاد الأديب الكبير.