أقامت دار الكتب والوثائق القومية ندوة بعنوان صلاح جاهين ونهضة مصر في اطار احتفالها بثورة يوليو1953, وشارك فيها الناقد مدحت الجيار والشاعرة شريفة السيد, ورئيس الادارة المركزية لدار الكتب د. عبدالناصر حسن وصاحب الندوة عرض غنائي لأشعار جاهين اداها الفنان علي اسماعيل. في البداية قال د. عبدالناصر جاهين: واحد من ثلاثة صنعوا مجد يوليو الفني مع كمال الطويل وعبدالحليم حافظ, وصنعوا وجداننا الثنافي في فترة من أصعب فترات التاريخ المصري, وامتاز جاهين بالبساطة والعبقرية, فكانت اعماله هي السهل الممتنع, وبها عمق وتأثير, وأيضا كان جاهين واحد من الأهرمات الثلاثة الحقيقية لشعر العامية بجوار بيرم التونسي وفؤاد حداد, ولم يكتب جاهين عامية بالمعني المتداول لكنه مصر الفصحي, فجعل لها وجها اخر غير العامي علي مستوي العروبة. ووصف الناقد د. مدحت الجيار الشاعر صلاح جاهين بانه معجزة مصر الشعرية كأنه خلق من شعر. وأكمل الجيار كان جاهين رسام كاريكاتير وممثلا وكاتب مسرح وكاتب سيناريو لكن يظل الشعر هو الثوب الكبير الذي يحتوي علي كل هذه التفاصيل, وكان ايضا شاعر الثورة, ورغم انه تلميذ لبيرم التونسي لكنه يعترف باستاذية فؤاد حداد, وتواضعه جعله متميزا يقرأ ويسمع في كل الاحوال, لذا هو المؤرخ الشعري الغنائي لثورة يوليو, وغير في شكل القصيدة المصرية بشكل مذهل ولكن بكل بساطة وسلاسة, ولكن بعد النكسة خفت صوت صلاح جاهين وظهر جيل جديد من الشعراء يخرج بالقصيدة لشكل اخر منهم عبدالرحمن الابنودي, سيد حجاب, وظل جاهين فترة كبيرة يعاني المرض النفسي ولم يشف منه حتي توفي, ولكنه استطاع ان يجذب الكل برباعياته التي سجلها بصوته والتي لفتت النظر اكثر رغم وجود رباعيات الخيام والتي غنتها ام كلثوم.