صدر مؤخرا عن المجلس الاعلي للثقافة كتاب عبد الرحمن الشرقاوي: الدلالة والشهادة من تأليف الناقد الدكتور مصطفي عبد الغني يتناول حياة الاديب الراحل. يقع الكتاب في جزءين: الاول يحمل عنوان الشرقاوي متمردا ويتناول من خلاله الدلالات الذاتية والاجتماعية والسياسية التي اثرت في تكوين صاحب( الارض) كأحد مثقفي الدولة واحد ناقدي التجربة الناصرية من الداخل وذلك من خلال عدة محاور اعتمد عليها عبد الغني في بحثه منها: رصد الاصول الاجتماعية, والمؤثرات التعليمية, ثم طبيعة التخصص العلمي وفهم التخصص المهني ورصد العلاقة بين المثقف والسلطة اما الجزء الثاني اعترافات عبد الرحمن الشرقاوي فيعرض لاعمال الشرقاوي: من اب مصري الي الرئيس ترومان , و الارض و مأساة جميلة بوحريد و الفتي مهران و وطني عكا والنسر الاحمر. وبجانب هذا يعرض لاعماله الفكرية محمد رسول الله و أئمة الفقه التسعة و علي امام المتقين و عمر بن الخطاب , معتمدا في عرضها علي جلسات متوالية مع الشرقاوي امتدت الي اربع سنوات من1982 الي.1986 يخصص الكتاب الواقع في338 صفحة فصلا كاملا في الجزء الثاني من الكتاب لمسرحية الحسين ثائرا الحسين شهيدا بعنوان الحسين وقضيته وما اثارته في السبعينيات ابان نشرها, والانشقاقات الي اثارتها داخل الازهر وبين السنة والشيعة بالعالم الاسلامي, والضجة الشديدة التي دارت حولها, معتمدا علي حواره مع الشرقاوي الذي كشف انه كتب هذه المسرحية خلال فترة منعه من الكتابة في الصحافة, ويضيف: قبل عرضها مسرحية الحسين بيومين اثنين جاء من السعودية الشيخ محمد حسنين مخلوف مندوبا من رابطة العالم الاسلامي يطالب بمنع عرض هذه المسرحية . كما يورد المؤلف في نهاية الكتاب مجموعة من المقالات النقدية المنشورة عن الراحل, بالاضافة الي نص قصيدته رسالة من اب مصري الي الرئيس الامريكي والتي كتبها الشرقاوي عام1951 الي الرئيس الامريكي انذاك ترومان ونشرت في دار الهلال عام1953 ويقول فيها: اتقرأ هذا الكلام؟ اذا ما تداعيت فوق الطعام فتجرع بترول ارض النبي تسيغ به بعض ما تزدرد وبعض الطعام عصي نكد و مصر وجاراتها لم تعد من اللقم الحلوة السهلة و فيتنام في الحلق كالشوكة و غرب اوربا مرير المذاق شديد السخونة لا يبترد وايران تحرق حلق الإله.. فلابد لابد من جرعة ومن أين.. هل من سوي مكة. المعروف أن الشرقاوي عمل في عدة صحف ومجلات ثم استقر في جريدة الاهرام, كما تولي عددا من المناصب الاخري منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الافريقي وامانة المجلس الاعلي للفنون والاداب ومن اهم اعماله الروائية الارض عام1954 التي تحولت الي فيلم من اخراج يوسف شاهين, و قلوب خالية عام1956 م ثم الشوارع الخلفية عام1958 م و الفلاح عام1967 م ,بالاضافة الي عدد من الاعمال المسرحية من اشهرها مسرحية الحسين ثائرا , والنسر الاحمر واحمد عرابي اما في مجال التراجم الاسلامية فقد كتب محمد رسول الحرية و علي امام المتقين , و الفاروق عمر كما شارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار.