جمال رباني أصيل.. وتاريخ إنساني تفوق سنواته سبعة آلاف عام.. لوحة فنية نقية تطهر الروح من شوائب المدنية وإزعاج العاصمة... هواء طلق ومياه في غاية النقاء تري فيها قاع البحر وكأنه بين يديك بأسراره وخباياه.. إنها فاتنة البحر الأبيض وطريق' الإسكندر' للإله' آمون'.. حمام' كليوباترا' معشوقة أنطونيو... إنها' براتينيوم' الرومان.. و' أمونيا' الفراعين.. إنها' مرسي مطروح'... مطروح تلك المدينة التي تقع علي بعد290 كم غربي الإسكندرية و524 كم من القاهرة.. ميناء صغير علي ساحل البحر المتوسط, تشتهر بشواطئها الممتدة لنحو سبعة كيلومترات والتي تعد من دون أدني شك أحد أجمل شواطئ العالم. رمال ناعمة بيضاء ومياه شفافة هادئة تحميها سلسلة من الصخور الطبيعية.. وفي قلب هذه اللوحة الربانية تمر السفن الخفيفة الصغيرة التي ترك لها الله سبحانه وتعالي بإبداعه وعظمته مجالا للمرور. يرجع تاريخ هذا الشاطئ الجميل الي عصر الإسكندر المقدوني و كانت تسمي حينها براتينيوم وكانوا يطلقون عليها ايضا امونيا, ويقال ان الإسكندر الأكبر قد توقف في هذا المكان أثناء رحلته التاريخية لتقديم فروض الولاء للإله أمون بسيوة حتي يصبح ابنا له وليكون حكمه امتدادا تاريخيا لحكم الفراعنة الذين لم يتبق منهم سوي أطلال ورفات لمعبد من عصر رمسيس الثاني يرجع لعام1200 ق.م ويوجد بها أيضا حمام كليوباترا والذي يقع فوق بعض تلال مرسي مطروح البيضاء وهو عبارة عن صخرة في البحر علي بعد50 م من الشاطئ ويمكن الوصول اليها بقارب بخار او شراعي او سيرا او بالسيارة وتنتشر به الصخور المخيفة والجميلة في آن واحد والتي يتسلقها اطفال مرسي مطروح رغم وعورتها ويقفزون منها الي البحر ليصنعوا أجمل اللقطات التي يعجز الإنسان عن وصفها ومشاهدتها إلا هنا في. مرسي مطروح. يصفها أحد الأجانب الذين زاروها بأنهاParadseontheearth جنة علي الأرض وهي في الحقيقة بدأ الاهتمام بهذه المدينة منذ سنوات قليلة.. فقد كنا نعتبرها مدينة علي أطراف مصر ونضعها علي هامش اهتماماتنا, إلا أنها بجمالها الطبيعي فرضت نفسها علي المسئولين فبدأوا يهتمون ويزيدون من جمال هذه المدينة الخصبة بالصور والمشاهد الربانية والتي تصنع ببراءتها وبكارتها نموذجا للنقاء والراحة للعين والقلب والروح.. إنها فاتنة البحر المتوسط.. مرسي مطروح.