سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 18-6-2025 مع بداية التعاملات    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 18 يونيو بسوق العبور للجملة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 18 يونيو 2025    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    مصادر إيرانية: 585 قتيلا سقطوا منذ بدء الضربات الإسرائيلية على طهران    ملخص وأهداف مباراة مونتيرى ضد الإنتر فى كأس العالم للأندية    الإمارات تحذر من مخاطر خطوات متهورة قد تتعدى حدود إيران وإسرائيل    تلجراف: الصين أرسلت سرا طائرات نقل إلى إيران    زوجة أشرف داري تنشر صورًا رومانسية لهما احتفالا بهذه المناسبة (صور)    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    انهيار منزل الفنان نور الشريف بالسيدة زينب    الآن.. موعد نتيجة الشهادة الإعدادية بالسويس 2025 وخطوات الاستعلام برقم الجلوس    هل يعتزم ترامب تمديد الموعد النهائي لبيع "تيك توك" للمرة الثالثة؟    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    من الكواليس.. هشام ماجد يشوّق الجمهور لفيلم «برشامة»    تركي آل الشيخ تعليقًا على أغنية إبراهيم فايق ومحمد بركات: الفن في خطر    أخيرا على "آيفون": "أبل" تحقق حلم المستخدمين بميزة طال انتظارها    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    7 مصابين جراء حريق هائل بشقة سكنية في الإسماعيلية    إمام عاشور يوجه رسالة لجمهور الأهلي بالفيديو    ترامب يختتم اجتماعه بفريق الأمن القومي الأمريكي وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران    «طلع يصلي ويذاكر البيت وقع عليه».. أب ينهار باكيًا بعد فقدان نجله طالب الثانوية تحت أنقاض عقار السيدة زينب    سعر الجمبري والكابوريا والأسماك في الأسواق اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    نجوم الزمالك يشعلون حفل زفاف ناصر منسي بالشرقية ورقص الأسطورة يخطف الأنظار (فيديو)    إعلام إسرائيلى: صفارات الإنذار تدوى فى منطقة البحر الميت    معدن أساسي للوظائف الحيوية.. 7 أطعمة غنية بالماغنسيوم    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    التضامن الاجتماعي: إجراء 2491 عملية قلب مجانية للأولى بالرعاية بالغربية    طريقة عمل الآيس كوفي، بمكونات اقتصادية واحلى من الجاهز    كأس العالم للأندية 2025| باتشوكا يواجه سالزبورج بصافرة عربية    إيران تطلق 20 صاروخًا باتجاه إسرائيل وصفارات الإنذار تدوي في تل أبيب وحيفا    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    أعمال الموسيقار بليغ حمدي بأوبرا الإسكندرية.. الخميس    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    أسعار الزيت والسلع الأساسية اليوم في أسواق دمياط    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    سي بي إس: لا يوجد توافق بين مستشاري ترامب بشأن إيران    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حرب النفظ والرقمنة: إيران تتعرض لهجوم سيبرانى واضطرابات محتملة لإمداد الوقود الإسرائيلى.. الخليج يتحسب لضرب أمريكا لطهران ويجلى ناقلات النفط ويؤمن الحدود وغزة تئن    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    رسميًا.. فتح باب التقديم الإلكتروني للصف الأول الابتدائي الأزهري (رابط التقديم وQR Code)    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    الغرفة التجارية تعرض فرص الاستثمار ببورسعيد على الاتحاد الأوروبى و11 دولة    «الربيع يُخالف جميع التوقعات» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأربعاء    النفط يقفز 4% عند إغلاق تعاملات الثلاثاء بدعم من مخاوف ضربة أمريكية لإيران    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    علي الحجار يؤجل طرح ألبومه الجديد.. اعرف السبب    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    جامعة دمياط تتقدم في تصنيف US News العالمي للعام الثاني على التوالي    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    محافظ الأقصر يوجه بصيانة صالة الألعاب المغطاة بإسنا (صور)    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إحسان يلمظ: الشعب التركي غاضب من أردوغان بسبب موقفه من مصر
نشر في الأهرام المسائي يوم 06 - 04 - 2014

قال إحسان يلمظ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الفاتح والمستشار الأكاديمي لوقف الكتاب والصحفيين إن رئيس الوزراء التركي أردوغان يرى نفسه خليفة المسلمين مبيناً بأن 5% فقط من الأتراك يؤيدونه في سياساته تجاه مصر. وكشف عن أن أردوغان يعد للهروب الكبير من تركيا خوفا من ملاحقته بتهم الفساد. وأضاف بأن الشعب التركي غاضب من أردوغان بسبب موقفه من مصر. ولفت إلي أن أردوغان كان يصف الاتحاد الأوروبي بالنادي النصراني والآن يحارب للانضمام إليه. وبيّن بأن أردوغان أغلق "تويتر" حتى لا تتسرب فضائح أكثر. وقال إن موقفة من إسرائيل ظاهرة العداء وباطنه ود . وأزاح النقاب عن أن ابنته سمية قامت بتهريب طائرة كبيرة محملة بعملات عديدة إلى لوكسمبورج، وأن ابنه براق له خط ملاحي بين تركيا وإسرائيل. وذكر أن أردوغان وافق على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تركيا لحماية إسرائيل.
الدكتور إحسان يلمظ شخصية علمية وأكاديمية تركية ولد فى شرق تركيا وتربى فى مدينة إسطنبول وأكمل دراساته حتى التحق بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة اسطنبول وحصل على الدكتوراه من جامعة لندن ثم عمل أستاذا مساعدا بجامعة لندن وجامعة أكسفورد ومنذ عام 2008 يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة الفاتح وهو المستشار الأكاديمي لوقف الكتاب والصحفيين الأتراك، ويعتبر من أهم قادة حركة الخدمة والمقرب من فتح الله كولن، ، حاورنا الدكتور إحسان يلمظ عن المشهد الحالي للعلاقات المصرية التركية وحركة فتح الله كولن أو(حركة الخدمة) والسبب في غلق المراكز التعليمية للحركة وتقييمه للسياسة الخارجية لتركيا في الفترة الراهنة، وتقييمه للموقف الشعبي التركي تجاه مصر وتحدث عن الكثير في هذا الحوار.
- صف لنا المشهد الحالي للعلاقات المصرية التركية؟
هناك توتر بالفعل بين مصر وتركيا، وهذا التوتر سببه ما تقوم به حكومة أردوغان خاصة أن المستشارين ممن حوله لا يوجهون أردوغان بشكل سليم ويشعرونه دائما بأنه زعيم العالم الإسلامى والمنطقة العربية، وقد اقتنع بالفعل بهذا الأمر حتى أنه عندما يقوم بإلقاء أي خطاب جماهيري بالميادين يقول(سلاما على القاهرة- سلاما على القدس- سلاما على البوسنة،...وهكذا) واعتنق هذه الفكرة، هذا إلى جانب أنه يتدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول وهذا شيء خطير، فمثلا القضية الفلسطينية لا يتدخل فيها بشكل محايد ولكنه يظهر دعمه لحركة حماس أكثر من أي طرف آخر مع العلم بأنه لم يقدم أي حل أيحابى لهذه القضية، فضلا عن موقفه السلبي من ثورة يونيو وتدخله غير المشروع إذ يدعم طرفا دون الآخر، ربما تحدث اختلافات في الرأي وهذا شيء طبيعي وكان بوسعه أن يقوم بجمع الطرفين على طاولة واحدة لبدء مفاوضات بينهما وتحل المشكلة مما أدى إلى تضخيم المشكلة، ولكن عندما ننظر إلى الشعب التركي فإنهم غير راضين عما يقوم به أردوغان ضد مصر، ولذلك قل رصيده أمام الشعب التركي إلى 30%من الذين يدعمونه وكثير منهم يدعمونه لأسباب اقتصادية خاصة بمصالحهم، وبالنسبة لسياساته الخاطئة مع مصر وهى تمثل قلب المنطقة فلم يدعمه سوى 5%فقط .
- وما هي الدول الأخرى التي يتدخل فيها غير مصر؟
سوريا حيث شجع المعارضة بالنزول في الشوارع أمام بشار الأسد، وهذا تدخل في الشئون الداخلية للدول حيث ظن أنه يشكل ضغطا من الخارج(أوروبا)،ولكن هذا لم يحدث وتسبب في قتل كثير من المواطنين، وحينما تحدث عن سوريا قال إن الشئون الداخلية الخاصة بسوريا لنا وكانت مشكلة، ونفس الشيء حدث عندما ذهب إلى كوسوفا عاصمة البوسنة والهرسك فأعاد نفس الكلام وقال بأن قضية كوسوفا قضية خاصة بنا مما تسبب فى حدوث أزمة بين الصرب والبوسنة،وتسبب في عدم استمرار الحوار بينهما .
- نريدك أن تعرف القارئ على حركة فتح الله كولن أو(حركة الخدمة)؟
هذه الحركة بدأت برائدها فتح الله كولن والذي كان يربى أجيالا في العلوم الدينية كالتفسير والحديث والفقه، وأجريت دراسات حول منهجه وحول ما يقوم به من خدمات ومشروعات مستقبلية ومشروعة لتربية الأجيال الجديدة فالكل يشهد بعلمه وأنه عالم كبير ويخدم الإسلام والعالم الإسلامي والإنسانية،ومعروف بزهده وتقواه وحينما تنظر إلى أسرته وأقاربه لن تجد فيها أي غنى لأنهم يخدمون المواطنين بدون مقابل،وأقنع كثيرا من رجال الأعمال بفتح مدراس لتربية أجيال جديدة تقوم بتعليم العلوم الفنية كالفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم الفضاء بالإضافة إلى تعليم الأطفال الأخلاق الحسنة والقيم العالمية مثل حرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة والديمقراطية وحقوق الإنسان وغير ذلك،وحينما ننظر إلى الفكرة الأساسية في الحركة فإنها ترتكز على السماحة والأخلاق وحينما يتحدث المواطنون يتحدثون بالحكمة والموعظة الحسنة ويدافعون عن القيم العالمية مثل حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير .
- ولماذا الهجوم المفاجئ من أردوغان على حركة فتح الله كولن؟
- الحركة لم تفاجأ بهذه التصرفات لأن أردوغان عندما ظهر على الساحة السياسية لأول مرة كان يقول بأن الديمقراطية مثل القطار فنحن نركبه ونستقله ونستخدمه وإذا وصل الأمر ولا يعجبنا فننزل من القطار،وكان يقول بأن الديمقراطية نظام طاغوتى وكان يشبه الاتحاد الأوروبي بالنادي النصراني فلماذا ننضم إليه، وكان يشبه المواطنين الذين لا يعطون أصواتهم له بأنهم ليسوا مسلمين فكانت هذه خطاباته وشعاراته قبل ذلك، ثم تغير في لهجته وأصبح يحب الاتحاد الأوربي ويدافع عن حقوقه ثم تحدث عن الحوار والسماحة وحرية الرأى والتعبير وحقوق الأقليات والشعب من جانبه كان يدعمه فى هذه الأفكار والمشاريع، وحينما وصل عام(2012) تغير لأنه في ذلك الوقت أصبح أكثر سلطوية من أي وقت مضى لثلاثة أسباب أولا تغيير نظام المحكمة الدستورية العليا حيث تم تغيير نظامه وكيانه مما أدى إلى غلق كثير من الأحزاب السياسية التي قامت قبل إنشاء حزبه من قبل المحكمة الدستورية وبعد هذه التغييرات أزيل خوفه في هذا الأمر،ثم كان الجيش بين فترة وأخري يقوم بانقلاب عسكري وبعد التغيير في قانون الانقلاب أصبح لديه قناعة بأن الجيش لن ينقلب عليه مرة أخرى ثم في آخر انتخابات برلمانية عام 2011حصل حزبه على (50%) من الأصوات فكل هذه الأمور جعلته أكثر ديكتاتورية وسلطوية فأصبح له ثقل في المجتمع التركي، وبدأ يتحدث عن النظام الرئاسي بدلا من البرلماني، ولكن حينما يكون الرئيس لن يكون مثل أوباما ولكنه سيصبح مثل بوتين لأن أوباما كان ينتقده، ويقول بأن أوباما رئيس لكنه لا يستطيع التحرك إلا بإذن من الكونجرس فلا يستطيع أن يعين سفيرا إلا بإذن وموافقة الكونجرس وبوتين ليس كذلك، ويقول فى العالم هناك زعيمان ونصف زعيم وهما أردوغان وبوتين والنصف زعيم أوباما،وكان مستشاروه ومساعدوه يرمون تقارير الاتحاد الأوروبي فى سلة المهملات أمام المواطنين، وكان يقول للمواطنين نحن لسنا في حاجة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهو نظام فاشل وسنستغني عنه ومن الممكن أن ننضم إلى اتحاد شنغهاي، والسبب الرئيسي في عدم تخلصه من (حركة فتح الله كولن) أنها حركة مستقلة ولم تأخذ أي دعم من أردوغان، ولا من أى حكومة سابقة مع العلم بأن جميع الجماعات الإسلامية الموجودة بتركيا أخذوا من أردوغان دعما ماليا لكي يغضوا أبصارهم عن أى فساد يقوم به، أيضا هناك نقطة أخرى ففي مدنية أطنا قاعدة عسكرية أمريكية بالإضافة لافتتاح قاعدة أخرى خلال الأشهر القادمة، وكان يقول إن هذه القاعدة لحماية تركيا وثبت كذب حديثه حيث قال البنتاجون إن أقامة هذه القاعدة بتركيا لحماية إسرائيل من أى مخاطر تواجهها وليس لحماية تركيا، أيضا في عام2005 حصل على جائزة أكبر زعيم يدعم إسرائيل من اللوبي اليهودي بأمريكا، أيضا هناك ست سفن تجارية لابن أردوغان (براق) تعمل بالتجارة مابين تركيا وإسرائيل وكانت تقوم برحلات مستمرة أثناء إحداث سفينة مرمره .
وما السبب فى غلق المراكز التعليمية للحركة؟
بما أنها حركة مستقلة ولا تدين بالولاء لأردوغان فإنه لا يريد أن تمارس حركة فتح الله كولن نشاطها في تربية النشء بصورة سليمة حيث تجد في هذه المدارس جميع أطياف المجتمع كإسلامي وليبرالي والعلماني وكلهم يدرسون في نفس الفصل ويتعلمون الحب والسماحة ويتعايشون مع الآخر عندما يكبرون وبسبب هذا يريد غلقها .
وهل هي خطر على الأمن القومي التركي كما قال؟
للعلم هذه المراكز موجودة منذ ثلاثين عاما ونسبة الحركة في هذه المدارس(20%) والباقي لشركات أخرى، وحتى الآن لم يخرج من هذه المدارس إرهابي واحد ولم ينخرطوا في أي شبهة فساد.
- أردوغان له مقولة بأنه يتم تمويل المدارس من تجارة الحشيش وهل هذا صحيح أم خطأ؟
هو قال إنهم حشاشون ولم يقصد بأنها تمول من تجارة الحشيش أو المخدرات، ولكنه يقصد مثلا منظمة الحشاشين الذين يتبعون حسن صباح ويتاجرون بالمخدرات ويقومون بالاغتيالات الإرهابية كما في التاريخ، لأنه يحاول أن يُظهر نفسه أمام الشعب أنه مظلوم فهو دائما يتحدث عن حركة الخدمة بأنهم إرهابيون ويقومون بالاغتيالات وحتى الآن لم يستطع أن يقدم أي دليل حقيقي ولذلك يصطنع هذا الفكر ثم قد يصطنع اغتيالا مزور أو يقول بأن هؤلاء قاموا باغتيالي وهكذا، فقد ادعى أنه سيتم اغتياله وأشارت بعض الصحف الموالية لأردوغان بأن بعض فرق الاغتيالات دخلت تركيا قادمة من الموساد الإسرائيلي لكي يتم تصفيته، والذي قال هذا الكلام منظم أسطول الحرية، حيث قال بأن هناك ستة أفراد من الموساد دخلوا تركيا لكي يغتالوا أردوغان على حساب "فتح الله كولن" ويقول أحد أعلام حكومة أردوغان إن "فتح الله كولن" أفتى باغتيال أردوغان ومع هذا لم يقدموا أي دليل. - ذكرت بأن "براق " كان يتاجر مع إسرائيل وله أكثر من 6 سفن تجارية ما بين تركيا وإسرائيل نفهم من هذا بأن هناك تجارة رائجة مع إسرائيل حتى بعد أحداث سفينة "مرمره"ة فما حجم التبادل التجاري بينهما؟ لا أعرف كم يبلغ حجم التجارة جيدا، ولكنني أعرف بأنه وصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف ما مضى، وأثناء حكم أردوغان فقد زاد حجم التجارة بينهما، وللعلم أثناء مؤتمر دافوس والذي عقد عام 2010 وأعتراض أردوغان على كلام شيمون بيريز فلم تنقطع العلاقات سواء تجارية أو عسكرية مع إسرائيل فهذه الأمور استمرت كما هي حتى أن تركيا كانت تستخدم طائرات بدون طيار لرصد الإرهابيين في شرق تركيا ولضرب العمال الكردستان، والمهندسين الذين يتولون هذا الأمر إسرائيليون وبعد حادثة سفينة "مرمره"اضطرت إسرائيل لسحب المهندسين المتعاونين مع تركيا كأنه عقاب لتركيا، وهناك نقطة مهمة جدا بأن أغلبية الشعب التركي لم يعرفوا هذا وهى أن أردوغان بعد مؤتمر دافوس قال إنه لم يعترض على شيمون بيريز ولا على إسرائيل، ولكن كل الاعتراض والغضب كان من رئيس اللجنة لأنه لم يعط له حق الحديث كما طلبه وهذه الفقرة كانت موجودة على اليوتيوب وتم حذفها بعد فترة. وحينما رجع إلى تركيا أظهر نفسه كبطل للعالم العربي، وخلال فترة حكمه والتي استمرت 12 عاما لم يتم تأهيل أي فرد يجيد اللغة العبرية ولا أي شخص عسكري يجيدها وكانت علاقته طيبة بإسرائيل ولكنه كان يستخدم هذه الأمور أمام شعبه بشعارات حماسية كأنه بطل عظيم ويتحدث أمام إسرائيل بشكل حاسم ولكنه فى حقيقة الأمر لم تتأثر أي تجارة بين تركيا وإسرائيل ولكنها زادت وأيضا زادت العلاقات العسكرية. - ما تقييمك للسياسة الخارجية لتركيا فى الفترة الراهنة؟ تركيا تلقى تصريحات وتتحدث أكثر من قوتها الحقيقية، لأن أردوغان أراد أن يلعب دورا رياديا أو زعامة في المنطقة، ولكنه ليس في وسعه هذا وهناك بعض الناس القريبين منه اصطنعوا كلمة(العثمانيين الجدد)، أيضا كان لديهم شعار "تصفير المشاكل" مع الدول المجاورة،وهو هدف نبيل وشيء طيب ولم يخترعوه ولكن هذا ما قام به (تورجت أوزال وأتاتورك( حيث كان لأتاتورك مقولة مشهورة يقول فيها الصلح في الوطن والعالم وهذا كان شعاره ،ولذلك كل هذه الأمور توضح ما قاموا به وما فعلوه منذ تاريخ الدولة التركية فهم في علاقاتهم مع سوريا والعراق وإيران فعّلُوا ما يسمونه "إستراتيجية القوة الناعمة" وعلاقتهم مع إيران كانت حميمية جداً،فعلاقته مع إيران لصالح تركيا تضر أكثر مما تنفع،وأما الحرب التي تدور حول سوريا بين إيران وتركيا فهي حرب صورية وبجانب ذلك تتم الاتفاقيات السرية بين أنقرة وطهران هذا جانب آخر، وأما العلاقة التركية الروسية فتركيا لا تستطيع الوقوف ضد روسيا في قضية سوريا، لأن تركيا مرتبطة بروسيا من عنقها "إذا جاز التعبير" فتركيا تشتري الغاز الطبيعي منها وروسيا تشتري البطاطس والدجاج من تركيا، إذا غضبت روسيا وقطعت التجارة مع تركيا و قطعت الغاز الطبيعي في عز الشتاء فتركيا تتجمد من البرد لأن الغاز الطبيعي يستخدم في التدفئة في تركيا.
- أردوغان كان له تصريح بعدم احتلال جزيرة القرم وانفصالها عن أوكرانيا ومؤيد لأوباما والاتحاد الأوروبي مع العلم بأن هناك مصالح مشتركة ما بين روسيا وتركيا.. فلماذا هذا التغير النوعى في العلاقات بينهما؟ أردوغان شخص برجماتي، فهذه الأمور موجودة منذ أسبوعين أو أكثر، ولكن خلال هذه الفترة سكت ولم يتحدث بكلمة لأنه يخاف وينتظر ردا من أوروبا وأمريكا، أما عن الوضع في الدول العربية مثل مصر وتونس وسوريا والعراق، فكان أول شخص يتحدث بحماس وبكلمات كبيرة وغليظة، لأنه يرى بأن هذه الدول لن يأتي منها ضرر كبير له شخصياً ولكن إذا كان الموضوع بخصوص روسيا فإنه يخاف من قطع إمدادات روسيا بالغاز الطبيعي عن تركيا، بالإضافة إلى شرائها للدجاج والبطاطس بكميات كبيرة، فإن هذه الأمور ليس من سياسته بل من قلقه وخوفه وعدم قدرته على اتخاذ القرار بخصوص مشكلة "القرم". - وما تقييمك للموقف الشعبي التركي تجاه مصر؟ الشعبان المصري والتركي شقيقان ولهما تاريخ مشترك عريق، وتعتبر تركيا ومصر من أكبر دول العالم الإسلامي ولهما مكانة كبيرة، ولكن نعتقد بأن العلاقات التركية المصرية لابد أن تكون علاقة مساواة، فلا أحد أكبر من الآخر، أو أحد سلطوي أكثر من الثاني، وأعتقد أن في مصر نقاطا كبيرة جدا، فعلى تركيا أن تتعلمها، فحينما ننظر إلى تاريخها فإن أول جريدة قد طبعت فيها ثم طبعت في تركيا، وأيضا على ما أعتقد بأن هناك أربعة حصلوا على جائزة نوبل، أما في تركيا فشخص واحد فقط، فهذه الأمور كلها تدل على أننا لابد أن نكون متساويين ونساعد بعضنا ولا يوجد أحد أعلى من الآخر، ولا أحد يقود الثاني ولكن حكومة أردوغان فعلت عكس ذلك، حيث حاولت فرض سطوتها على مصر، ولكن الشعب التركي ليس معه في هذه النقطة والشعب التركي يحب الشعب المصري ، كما أن الشعب التركي لم ينخدع لما فعله أردوغان ولكنهم يحبون مصر وأعتقد أنه في المستقبل القريب ستعود العلاقة المصرية التركية كما كانت بشكل صحيح. - ولماذا يتدخل أردوغان في الشأن المصري؟ الشعب التركي لا يدعم تدخل أردوغان فى الشأن المصري إلا أن هناك فئة محدودة تدعمه والقريبون منه والإعلام التابع له، بالإضافة إلى أحمد داود أوغلو "وزير الخارجية"، وللعلم أغلبية الأكاديميين والإعلاميين الأحرار يقولون إن هذا الأمر لا يقبله العقل، لأن تركيا ليست قادرة على ذلك ولكن الفئة القليلة المعاونة له هم الذين يقنعونه على هذا التصرف فى هذا التدخل. - وما رأيك فى وجود بعض قيادات الإخوان بتركيا ورعايتها لاجتماعات التنظيم الدولي ؟ ليس لدى معلومات حول هذا الموضوع، ولم أتابعه ولا أعرف حقيقته. - ما تعليقك على إعطاء أردوغان تصاريح لبعض القنوات الفضائية التى تبث من تركيا لمهاجمة مصر؟ لم أشاهد هذه القنوات ولا أعرفها، ولكن التدخل فى الشئون الداخلية لأي بلد مرفوض وغير قانوني وشرعي، ولابد لكل دولة أن تحترم قوانين الدول الأخرى ولا تتدخل فى شئونها على الإطلاق. - هل هناك خلاف بالفعل بين عبد الله جول وأردوغان؟ بالفعل هناك خلاف بين عبد الله جول وأردوغان حيث كان أردوغان يريد إزالة عبد الله جول من الرئاسة وبالفعل أصدر قانونا لمنع ترشحه مرة أخرى للرئاسة، ولكن المحكمة الدستورية ألغت القرار، وفى الآونة الأخيرة فهمَ أردوغان بأنه لن يستطيع أن يرشح نفسه للرئاسة ولا يريد أن يترك هذا المنصب للأحزاب الأخرى، وبسبب ذلك يفضل بقاء عبد الله جول في منصبه واتفقوا على هذا الأمر، وعبد الله جول يوقّع على جميع القرارات لأرودغان بدون إبداء أي سبب ومنها إغلاق الإنترنت والتوتير وكل ما يخالف حرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير كأنهما أصبحا توءمين. - هل بالفعل يوجد فساد فى حكومة أردوغان؟ بل أقول لك تصحيحاً أفضل هو هل يوجد وزير لن ينخرط في الفساد، فأردوغان لم ينكر حتى الآن هذا الفساد الذي تم اكتشافه مطلقا، وهناك تسجيلات صوتية تدل على ذلك،منها على سبيل المثال عندما أهدى ل (ظافر شغلان )وزير التجارة ساعة يد مرصعة بالألماس يقدر ثمنها ب100ألف دولار من رجل أعمال إيراني وظهر فى اليوم التالي وهو يرتديها بأحد المؤتمرات الصحفية ومضى على هذه الفضيحة أكثر من شهرين، وهذا الوزير لم يثبت أى فاتورة لشرائها، ومع هذا يريد أن يحمّل المسئولية على حركة "فتح الله" وأنها عميله لإسرائيل وأمريكا، بالإضافة إلى هذا أردوغان يستخدم لهجة جديدة فحواها نحن لم نسرق من مال الدولة، ولكن هذا ما أخذناه من رجال أعمال آخرين وأخذ فتوى من أحد علماء الدين الأتراك بأن هذا ليس رشوة ولا فسادا. - وهل بالفعل أبناء الوزراء الذين استقالوا متورطون فى الفساد؟ بالفعل كلهم انخرطوا فى الفساد، وتوجد أدلة تدينهم وهناك مثال على ذلك تسجيل صوتى لوزير الداخلية عندما يتصل بابنه فى 17 ديسمبر الماضي ويقول له هل لديك مبالغ مالية موجودة بالمنزل؟ قال له مليون دولار، ولكننا نعتقد بأنها أكثر من مليون، وعندما تم فضح أمره قال إن هذا المبلغ نتيجة بيع فيلا لأبنى وسوف أظهر العقد المبرم خلال أسبوع وحتى الآن لم يظهره. - ما حقيقة ما يشاع عن نشر تسريبات صوتية لأردوغان وابنه بلال عن تهريبهما مبالغ مالية كبيرة؟ هذه التسريبات صحيحة وبصوته، وأردوغان قال وقتها إن هذه التسريبات الصوتية خاصة به، ولكن يوجد بها مونتاج ثم قال بعد ذلك إن أحد الأشخاص هو من قام بصوته وحتى الآن لم يقدم أي دليل ولم يرسل التسجيلات إلى معمل محايد ليدل على أن الصوت غير صحيح، ويحاول بشتى الطرق مسح هذه المكالمات بينه وبين بلال من شركات المحمول، بالإضافة إلى لجوء بعض معارضيه إلى إرسال هذه التسجيلات إلى معامل خارجية والجميع أجمع بأن هذا الصوت له ولابنه بلال، وقال إنه سوف يصطنع شريطا مماثلا لرئيس حزب الشعب وابنه خلال فترة وجيزة ولم يتم هذا حتى الآن. - ما المبالغ التي تم تهريبها من تركيا أردوغان وابنه بلال؟ نحو مليار دولا تم تهريبها إلى ماليزيا كما أشار رئيس حزب الشعب المعارض بالإضافة إلى وجود أقاويل كثيرة تزعم بأن ابنة أردوغان "سمية" هربت طائرة كبيرة محملة بعملات عديدة إلى لوكسمبورج. - وهل بالفعل هرب مبالغ مالية لحسابه الخاص إلى ماليزيا لكي يستقر بها؟ هذه شائعات تتردد بكثرة في تركيا، لأنه إن لم يوجد فساد قبل 17 ديسمبر فإن تصريحاته وتسجيلاته الصوتية قد أحدثت مشاكل كبيرة جدا وكذلك تدخله في الإعلام والقضاء وأمور أخر، فإذا تم رفع الحصانة عنه فسوف يعاقب ويُسجن ولعدم سجنه فهو يضطر للهروب للخارج وهذا ادعاء قوى،وأحد الخبراء قال إن الشحنات التي يتم توريدها إلى ماليزيا لا يتم الكشف عليها بالأشعة لفصحها، وبسبب هذا يتم تهريب مبالغ مالية كبيرة إليها، بالإضافة إلى الرحلات الخارجية والزيارات التي يتم تحديدها قبل موعدها بفترة، ولكن زيارته الأخيرة لماليزيا وبعد 17 ديسمبر الماضي، حيث سافر إليها بشكل مفاجئ ودون ترتيب مسبق وبمصاحبته طائرتين وكما يزعم البعض إحداهما كانت مليئة بالأموال. - وهل يمكن أن يهرب إلى ماليزيا؟
نعم هذه من الدول المحتمل هروبه إليها. - وما هو رأيك فيما فعلة أردوغان من غلق توتير؟
أردوغان أغلق توتير حتى لا تتسرب فضائح أكثر من ذلك، وهناك أحاديث منتشرة بتركيا بأنه خلال الأيام القلية القادمة سيتم نشر تسريبات جديدة تسبب له مشاكل كبيرة وإن لم تكن هذه التسريبات صحيحة فإغلاق التوتير يدل على خوفه من شيء كبير لمنع نشرها، فهناك ادعاءات تقول بأن رئيس حزب الاتحاد محسن يزجو أوغلو تم إسقاط طائرته الهيلكوبتر العام الماضي وكان حيا عندما سقطت الطائرة وتم قتله بعد ذلك وكان أردوغان يعلم بسقوط الطائرة وأمر بعض رجاله لكي يغتالوه، ومن المعلوم بأنه كان يريد اغتياله منذ فترة، أيضا على الحدود السورية العام قبل الماضي قامت طائرات تركية بقصف بعض الأفراد الأكراد من الشعب التركي وقاموا بقتل 34شخصا بزعم أنهم إرهابيون ودخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، وهذا غير صحيح لأنهم تجار ويقومون بالتجارة ما بين سوريا وتركيا، وتقول التسريبات بأن أردوغان أمر الجيش بقتلهم، بالإضافة لوجود بعض الصور المسربة والتي توضح تهريب الأموال خارج تركيا فبسبب كل هذه الفضائح تم غلق توتير . - ماذا عن وقف الكتاب والصحفيين؟
هذا الوقف ليس نقابة وغير تابع للحكومة حيث يضم الكثير من الصحفيين والكتاب والمثقفين، ويركزون على القواسم المشتركة فى المجتمع والقيم العالمية مثل حقوق الإنسان والأقليات والديمقراطية وقضية المرأة والحوار بين الأديان والثقافات، وحاليا أنا المستشار الأكاديمي لهذا الوقف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.