عندما يقوم فنان أي فنان بتمثيل دوره في أحد الأفلام وينتظر بفارغ الصبر ان يري نتيجة عمله وتلقي ردود الفعل.. ثم يذهب ليلة العرض ليفاجأ بعدم وجوده في الفيلم من الأساس كيف يكون احساسه؟ وماهو رد فعله؟! هذا ماحدث للفنان سامي مغاوري في فيلم عسل اسود والذي تحدث عن الموقف بأستفاضة خلال حوارنا معه:. * في البداية.. كيف جاء اختيارك للمشاركة في عسل اسود؟ أنا لي عدة أعمال مع الفنان أحمد حلمي آخرها نأسف علي الازعاج الذي شاركت فيه بدور محوري ومهم.. وهذا ماجعل حلمي يتصل بي ويعرض علي مشاركته في عسل اسود وعندما قرأت الدور بصراحة لم أعجب به وشعرت بأنه أقل من المطلوب وعندما أخبرت حلمي بهذا أصر علي وجودي في الفيلم لدرجة أنه تم تعديل الدور وزيادة مساحته فوافقت وبالفعل قمت بتصوير مشاهدي كاملة. * كم كان عدد المشاهد؟ ثلاثة مشاهد لكنها طويلة ومؤثرة حيث قمت بدور طبيب يخالف ضميره ويستغل عمله الحكومي. * ولماذا تم حذفها؟ لا أعلم علي وجه الدقة لكنني سمعت السيناريست يقول أنهم اضطروا لحذفها لطول مدة الفيلم. * هل اتصل بك أي أحد من صناع الفيلم ليخبرك بهذا الحذف؟ للأسف لا!! فحتي الآن لم يتصل بي أحد ولم يهتم أحد بأبسط قواعد اللياقة والأصول فهم يتعاملون مع الممثلين فيما عدا النجوم طبعا كأنهم حشرات أو لاقيمة لهم! * حتي الفنان أحمد حلمي الذي اختارك ورشحك لم يتصل بك؟!! أنا لا ألوم أحمد حلمي فأنا أحبه واحترمه واعلم أنه فنان محترم.. وماحدث ليس مسئوليته وعدم اتصاله بي قد يكون انشغالا أو قد يكون محرجا مما حدث أنا لست غاضبا من أحد.. لكن المسألة مسألة مبدأ وهي طبعا متعلقة بكتاب السيناريو.. زمان في الثمانينيات كنت اتعامل مع كتاب محترمين بمجرد قراءة الاسكريبت وابداء موافقتي عليه لايتم تغيير كلمة واحدة فيه ولايسمحون لأحد بالتدخل فيه.. أمام فقد أصبحت مهنة من لا مهنة له فقد أصبح كل كاتب يقول أنا عندي تيمة فيكتبها ثم يتدخل المنتج فيضيف والمخرج يشيل والممثل يعدل حتي يصبح السيناريو مهلهلا ليتفاجأ المخرج بأشياء غريبة ويضر للقص واللزق.. لكن لو كان هناك سيناريست يدافع عما كتب لن يحدث كل هذا. * كيف كان شعورك عندما علمت بحذف دورك؟ مثل أي انسان يجتهد ويعمل عملا ثم يجده قد تبخر في الهواء.. طبيعي أنني شعرت بالحزن عندما اتصل بي اصدقائي بعد رؤيتهم للفيلم ليستفسروا عن الامر. * وما الذي تنوي عمله؟ أنا في الأصل خريج كلية الحقوق وأساسا محام.. ولي اصدقاء كثيرون يعملون بالقضاء وأستطيع أن أحصل علي حقي لو أردت ذلك.. لكنني قررت أن أكتب بندا في تعاقداتي القادمة أنه لو تم حذف دوري سأقاضي المسئولين. * هذا البند غير موجود في العقود الحالية؟ يؤسفني أن أقول ان العقود الحالية هي عقود إذعان بالنسبة للممثل.. وكل بنودها لصالح الطرف الثاني وهذا شيء مؤسف فإذا كنت أنا قادرا علي الحصول علي حقي فهناك المئات من الممثلين الذين يرضخون لهذه العقود لإنهم يريدون أن يعملوا ويبحثوا عن أي فرصة للوجود. * إذن ماهو الحل في رأيك حتي لاتتكرر هذه المواقف؟ الحل في يد النقابة التي لابد أن تتدخل لحماية الممثلين وذلك بمراجعة العقود وتعديل البنود الظالمة إلي بنود تحافظ علي حقوق الممثل.. فليس من المعقول أن يقوم الفنان الذي هو وظيفته التمثيل باللجوء لمحام عند كل تعاقد له علي عمل فني.. فتكفي الضغوط الشديدة التي يعمل تحتها معظم الفنانين خاصة بعد أن رفعت الدولة يدها عن صناعة السينما وأصبحت تتعامل مع الفن مثل تعاملها مع الصابون!