أكتب هذا المقال قبل ساعات من انطلاق صفارة بدء المباراة النهائية لكأس العالم بين اسبانيا وهولندا, العديد من الظواهر شهدتها بطولة هذا العام, قد يكون اهمها ان بطل هذا العام أيا من كان, هي المرة الأولي له التي يحصل فيها علي بطولة كأس العالم. تابعت مباريات كأس العالم علي قدر ما أسعفني الوقت, وكنت من المشجعين القلائل منذ اللحظة الأولي لفريق غانا, لا لشيءإلا لأنني لم أجد من يشجع هذا الفريق الإفريقي من الأفارقة في البداية وتوزع التشجيع بين فرق جنوب افريقيا والجزائر وكوت ديفوار ونيجيريا والكاميرون ولم يقف أحد مشجعا لغانا من بين من أعرف في البداية سواي... وكنت محظوظا بأن أجد الفريق الغاني يتقدم ويحصد التشجيع فيما بعد في الأدوار التالية حتي خرج بسبب العارضة وثقة' جيان' الزائدة في التعامل مع الكرة. الظاهرة الأكبر حضورا هذه المرة هي ذلك الاخطبوط الذي ظل يتنبأ بمباريات المانيا خلال البطولة وصدق في تنبؤه فيها جميعا, حتي هزيمتها من اسبانيا, وذلك عن طريق اختيار علبة الطعام التي تحمل علم الدولة التي تفوز. اصبح' بول' الأكثر شهرة حتي أن السؤال الذي بدأ يسأله المتابعون لمباريات كأس العالم قبل المباريات خلال الفترة الاخيرة, ماذا يتوقع الاخطبوط بول ؟. توقع بول الاخير أن تفوز اسبانيا بكأس العالم, حتي هذه اللحظة لحظة كتابة المقال فالنتيجة غير معروفة, ولكن ظاهرة الاخطبوط بول في حد ذاتها شغلت الكثيرين, هناك من اعتبر أنها عودة للخرافة, وهناك من اعتبرها نكتة سخيفة أو طريفة حسب أي فريق يشجع. لكن الامر الأكبر أن المانيا صاحبة هذا الاخطبوط صاحبة فريق الماكينات الشهيرة لم تعش علي بركات الاخطبوط بول, والأكيد أن كل من لديه عمل قام بعمله وكل من لديه مهمة لم يفكر في أن يستعين بالاخطبوط ليساعده. والسؤال الذي يراودني: لو أن هذا الاخطبوط في بلادنا ماذا كان رد الفعل ؟ وأستطيع أن اتوقع بعض ردود الفعل هذه ما بين التشكيك في أن الاخطبوط' قابض' من الحكومة من أجل شغل الناس بالخرافة, أو أن الكثيرين سوف ينددون بأجهزة الإعلام التي تنشر الخرافة وتشجع علي الهلوسة أو أن البعض الاخر سوف يتهم بأن من يؤوي هذا الاخطبوط هو كافر ينبغي تطبيق الحد عليه, والآخرين سوف يتهمون بأن هذا كفر لأن الدين نهانا عن الاستعانة بالكهنة أو العرافين, والاكيد أيضاان سواء آمن البعض ببركات الأخطبوط أم لا فسوف يطالبون بحظهم وحقهم من بركات الاخطبوط, وقد يطلبون وجوده في مناطق مختلفة من البلاد حتي تعم بركته, ولا يستبعد أن يطلب البعض بناء مقام للاخطبوط البركة. وكل كأس عالم وأنتم بخير. [email protected]