أمس, تنبأ الإخطبوط الألماني الشهير' بول' بأن إسبانيا سوف تفوز علي هولندا في نهائي كأس العالم, وعندما تنتهي المباراة سيكون الأمر قد اقترب من الحسم فيما يتعلق بهذه الأسطورة الجديدة, فلو فازت إسبانيا ستسود موجة خفيفة من التفكير الخرافي في العالم, ولن يصدق أحد بسهولة أن المسالة ترتبط بالتفسيرات العلمية المتعلقة باتجاه عين الاخطبوط إلي الخطوط الأفقية أو الألوان اللامعة, لأن الناس تحب أن تعيش لفترة في تلك الأجواء التي تشبه العصور الوسطي, لكن ذلك سيستفز أيضا الاتجاهات العقلانية التي تركز علي المنطق, وستظهر تفسيرات أكثر إقناعا مما جري حتي الآن, بشأن الطريقة التي اتجه بها بول إلي أعلام الدول الفائزة, وستكون هناك معركة لطيفة تجد خلفياتها في أن العالم يتجه أصلا إلي تلك النوعية من' الماورائيات', حاليا, في الوقت الذي يحاول فيه آخرون ضبط إيقاع ماتبقي من العقل فيه. أما إذا فازت هولندا, فإن المسألة ستكون قد حلت, فقبل المباراة أكدت مصادر الفريق الهولندي أنهم ينوون أن يلقنوا بول درسا برفع لافتة تقول له' إخرس', لكن من المتصور أن هناك من سيحاولون إيجاد تفسير مضاد لما جري يحتفظ بالخرافة علي ماهي عليه, وإن كان موقف هذا المعسكر سيكون ضعيفا إلي حد ما, هذه المرة, وسينتهي الأمر إلي برامج الحوارات التي ستحول المسألة إلي' ليلة لطيفة' بدلا من الكآبة اليومية التي بدأ معدو تلك البرامج في إدراكها حاليا. بالنسبة لي, أتمني أن تنتهي الأمور بطريقة مختلفة, بأن تتم تجربة الوسائل المصرية الشهيرة مع الإخطبوط, وذلك بإرباكه إلي أقصي حد, فالإخطبوط لايعرف أن كأس العالم قد انتهي, وبالتالي يمكن أن يوضع أمامه مرة أخري صندوقان زجاجيان لمباراة لن تحدث بين البرازيل وكوبا مثلا, أو أن يتم وضع صندوقين يحملان علم دولة واحدة, أو أن يتم تكرار الصناديق بنفس الأعلام مع الإخطبوط عدة مرات, أو أن يتم وضع أعلام متشابهة كما هو قائم في المنطقة العربية, علي غرار أعلام سوريا والعراق, مع الفارق, وكان من الممكن أصلا أن توضع أمامه منذ البداية أعلام لفرق لن تلعب مع بعضها البعض, لنري مالذي سيفعله الإخطبوط, باختصار فإن تجربة مثل هذه الأساليب سوف تجعل الإخطبوط ينتحر في النهاية, المهم أنني متأكد أن أحدا ما سيفعل مثل الأمور في المستقبل القريب, فلن يترك الأخطبوط لينجو بما فعله في كأس العالم. [email protected]