تتوجه الأنظار اليوم إلي معركة خط الوسط التي ستضع نجمي هولندا ويسلي شنايدر واريين روبين في مواجهة نجمي اسبانيا تشافي هرنانديز واندريس انييستا, فلمن ستكون الغلبة في هذه المعركة المفتاح للفوز باللقب المرموق يعتبر تشافي وانييستا القلب النابض لمنتخب لافوريا روخا الساعي لأن يكون ثاني منتخب يتوج بلقب كأس أوروبا ثم كأس العالم بعد عامين, وقد سبقه إلي ذلك المنتخب الألماني( كأس أوروبا1972 ومونديال1974) الذي ذهب ضحية الأسبان في الدور نصف النهائي. شكل هذا الثنائي شراكة قل نظيرها في ملاعب كرة القدم وأصبحا من أفضل لاعبي الوسط في العالم. إذا كان تشافي وانييستا القلب النابض لاسبانيا فإن شنايدر هو بطل هولندا بامتياز لأنه لعب الدور الأساسي في وصولها إلي مباراة الحلم بتسجيله خمسة أهداف حتي الآن, بينها ثنائية في مرمي البرازيل(1/2) خلال الدور ربع النهائي, ثم هدف التقدم الثاني علي الأوروجواي(2/3) في الدور نصف النهائي ليقود البرتقالي إلي النهائي للمرة الأولي منذ32 عاما. قد لا يكون شنايدر بحجم هالة النجومية التي تمتع بها يوهان كرويف ويوهان نيسكينز أو ماركو فان باستن, لكنه أصبح النجم الذي سيتذكره العالم بأنه اسقط المنتخب البرازيلي في موقعة نيلسون مانديلا باي في بورت اليزابيث وأطاح بأبطال لا يمكن تحديد أهمية تشافي وانييستا بتمريراتهما البسيطة والسلسلة والمتقنة وحسب, بل الذكاء الذي يتمتعان به هو ما يميزهما عن لاعبين آخرين وهو الذي أسهم في قيادة أسبانيا إلي لقب كأس أوروبا للمرة الأولي منذ1964 وبرشلونة إلي الظفر بستة ألقاب خلال عام2009. يعتبر تشافي محرك المنتخب الاسباني وهو قائد بامتياز ونادرا ما يخسر الكرة أو يقوم بتمريرة خاطئة, إنه قائد أوركسترا خط الوسط ويملك قدرة مذهلة علي قراءة اللعبة ويستطيع أن يفرض بصمته علي مجرياتها. لكن كأس العالم ستكون التتويج الأعظم بالنسبة لتشافي أو لنصفه الثاني انييستا الذي لا يقل شأنا عن زميله وهو الذي التحق بأكاديمية النادي الكاتالوني حين كان في الثانية عشرة من عمره, وقد أظهر ابن مدينة الباسيتي منذ تلك الفترة قدرة هائلة علي التحكم في الكرة وسط الميدان, وعن ذكاء خارق للعادة. يمتاز انييستا بالقدرة علي شغل العديد من المراكز في وسط الملعب, إذ بإمكانه اللعب علي الأطراف وفي المحور ويتميز بسرعته ونظرته الثاقبة وحدسه المتقد.