نشأت مثل أبناء جيلي, نسمع عن سيناءالمحتلة, لا نستطيع أن نراها أو نزورها, وكل علاقتنا بها ترتبط بصور الحرب وجيش الاحتلال, تحاصرها مياه قناة السويس غربا ودولة الاحتلال شرقا. كنا نطالع في قصاصات صحف أجنبية نادرا ما كانت تصل لأيدينا صورا لمنطقة شرم الشيخ والسياح الإسرائيليين والغربيين يلهون ويمرحون فيها ونحن محرومون منها, يديرها الاحتلال ويتمتع بخيراتها. في فترة الاحتلال كانت حرب الاستنزاف التي شهدت ضمن قافلة إنجازات استرداد الثقة والكرامة, عبور جماعات من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة إلي سيناءالمحتلة لتنفيذ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال والعودة مرة أخري عبر القناة في جنح الليل إلي الضفة الشرقية. عمليات العبور وتنفيذ العمليات بنجاح و العودة مرة أخري, ما كانت لتتم لولا مساعدات من أبناء سيناء الذين إنتظم العديد منهم في منظمة سيناء العربية, هؤلاء المجاهدون الذين قدموا للوطن خدمات جليلة مازالت حتي الآن جزءا من ضمير الوطن وتاريخه الناصع. تعامل جيش الاحتلال مع أبناء سيناء بكل الوسائل و السبل لاستقطابهم ضد الوطن الأم, لكن تلك المحاولات لم تنجح في تغيير الروح الوطنية والانتماء لبلاد النيل والتضحية في سبيلها بمساندة القوات المسلحة وإمدادها بالمعلومات و الدعم اللوجيستي. لا أثق في أن كثيرا من أبناء الجيل الحالي يعلمون عن منظمة سيناء العربية, ولا عن المجاهدين, ودور مشايخ سيناء في دعم خطة استعادة الروح والكرامة وإنجاح حرب الاستنزاف ثم المساهمة في تنفيذ خطة العبور. هؤلاء هم أبناء سيناء, وهذا هو تاريخ' السيناوية' جزء من تاريخ الوطن ليس منفصلا عن شرق القناة, أو كما يحلو للبعض التفرقة بين المصريين بالقول' أبناء البادية وأبناء الوادي'. سيناء وأهلها جزء من الوطن وتاريخه ويجب التعامل معهم وفقا لهذه القاعدة. [email protected]