يوجه الرئيس حسني مبارك كلمة الي قمة مجموعة الثماني الاسلامية الاكثر نموا والتي تعقد اجتماعات دورتها السابعة في العاصمة النيجيرية' أبوجا' ويلقيها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذي يصل إلي أبوجا غدا علي متن طائرة خاصة. وتتناول كلمة الرئيس مبارك العديد من قضايا التعاون المشترك, خاصة في المجال التجاري والتنسيق لعبور الأزمة الاقتصادية واحتواء آثارها, بالإضافة الي دعوته للتوسع في إنشاء المناطق التجارية ذات الميزات التفضيلية وإلغاء الحواجز الجمركية أمام المبادلات التجارية وغيرها من القضايا التي تتناولها الكلمة. ويشارك في القمة رؤساء إيران وتركيا إلي جانب رؤساء وزراء مصر وماليزيا وبنجلاديش. وقبيل بدء أعمالها شددت السلطات النيجيرية من إجراءاتها الامنية بالشوارع المحيطة بمركز المؤتمرات الذي ستعقد فيه القمة بالعاصمة أبوجا. كما تم نشر قوات أمن إضافية بالمناطق الحيوية والمطارات. وعلي صعيد الاجتماعات التحضيرية تعقد اليوم اجتماعات وزراء خارجية دول الثماني ويشارك فيها السفير محمد العرابي مساعد وزيرالخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية نيابة عن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط الذي بدأ اليوم زيارة إلي إثيوبيا ترافقه خلالها فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي ووفد من رجال الاعمال. وبشأن رؤية مصر للتعاون بين دول مجموعة الثماني قال مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية: إن مصر تتطلع لحجم تجارة أكبر بين دول المجموعة, وتشجيع القطاع الخاص, إيمانا منها بأن مستوي التعاون الحالي لا يتماشي مع تتمتع به دول المجموعة من مقومات. وأشار إلي أن التعاون بين دول مجموعة الثماني يأتي في إطار تعاون أكبر بين الجنوب, والجنوب يتسم بالصبغة الفنية ويبتعد عن أي أبعاد عقائدية إيمانا بأن البلدان النامية عليها أن تتحرك بما أوتيت من مقومات ذاتية أولا, وانتظار المساعدات الخارجية, لكن هذا لا يعني إعطاء المبرر لبلدان الشمال لكي تتملص مع التزامها الواجب تجاه نقل التكنولوجيا المتقدمة للجنوب النامي. وحول تداعيات الأزمة المالية العالمية علي جهود التنمية في بلدان العالم النامية التي تمثلها مجموعة الثماني قال مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية: إنه بسبب هذه الأزمة لم تستطع البلدان المتقدمة الوفاء بتعهداتها الإنمائية للدول الفقيرة وفقا لإعلان أهداف التنمية في الألفية الجديدة, لافتا إلي أنه بسبب الأزمة بقيت جميع تعهدات الدول المتقدمة مجرد أرقام علي أوراق لا يقابلها شيء علي أرض الواقع. ونوه بأن فرنسا قد فطنت إلي خطورة هذا الوضع الذي جعل مصداقية برامج المساعدات لدولية موضع تشكك من جانب البلدان النامية, مشيرا إلي أن فرنسا عندما ستتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي ستضع معالجة هذا الأمر علي صدارة أولوياتها, وستعطي قوة دفع في هذا الاتجاه. وأشار السفير العرابي إلي أن مصر استضافت ثالث قمة لدول المجموعة في القاهرة عام2001, وهي الآن مسئولة عن ملف التعاون التجاري بين بلدان المجموعة, لافتا إلي أن إعلان أبوجا الذي ستصدره القمة في ختام أعمالها يحتوي علي أفكار تتعلق بإلغاء تأشيرات رجال الأعمال حال انتقالهم بين بلدان المجموعة, وإنشاء منطقة تجارة تفضيلية فيما بينها. وفيما يتعلق بنقل رئاسة المجموعة من ماليزيا إلي نيجيريا خلال هذه القمة ولمدة عامين قادمين, أشار مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية إلي أن مصر تتطلع إلي أن تمثل قيادة نيجيريا للمجموعة قوة دفع جديدة, وإحياء لدورها, منوها بأن نيجيريا هي بلد إفريقي واعد, ويمتلك إمكانات كبيرة, وهناك تعاون بين الجانبين المصري والنيجيري في المجالات الاقتصادية يسير علي نحو جيد. وأكد العرابي أهمية أن تتعاون الدول النامية فيما بينها لتجاوز آثار الأزمة المالية العالمية من خلال أفكار عملية ومبادلات تجارية نشيطة, وهو ما تعمل مصر علي تحقيقه من خلال عضويتها في مجموعة الدول الثماني النامية دي 8 وما تبذله من جهود لتحقيق ذلك علي أرض الواقع من خلال رئاستها لأعمال قطاع التعاون التجاري في المجموعة خلال العامين الماضيين. وقال: إن مصر استضافت اجتماعات المجموعة الخاصة بإنشاء بنك للبذور الزراعية لدول المجموعة, وكذلك استضافت خلال العاملين الماضيين اجتماعات متعاقبة لتطوير صناعة الأسمدة, وورشة عمل خاصة بتطوير منظومة تأمينية للمشروعات المتوسطة والصغيرة, مبينا أن ذلك يأتي لمواجهة مشكلات البطالة, وتنسيق الاستفادة من مبادرات التمويل الدولية في هذه المجالات بين دول المجموعة التي تشكل دولها الأعضاء تكتلا بشريا يصل تعداده إلي مليار نسمة, وتضم في عضويتها, بالإضافة إلي مصر, كلا من نيجيريا وتركيا وبنجلاديش وإندونيسيا وإيران وماليزيا وباكستان, كما تشكل اقتصاديات دول المجموعة ما يوازي2.4 تريليون دولار من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وأشار العرابي إلي أنه انطلاقا من هذه الرؤية حرصت مصر علي المشاركة في الاجتماعات التمهيدية لقمة قادة دول المجموعة المقرر انعقادها غدا, لافتا إلي مشاركة مصر في اجتماعات المفوضين التي اختتمت أعمالها أمس وتم خلالها بحث ما تحقق من إنجاز علي مستوي برامج التعاون المشترك بين دول المجموعة في مجالات الطاقة والنقل والسياحة والبنوك والخدمات المالية, والنهوض بالبنية التحتية. وأشار إلي أن قضايا الإنماء البشري وتأثرها بالأزمة المالية العالمية علي صعيد تمويل برامجها, ومدي الاستفادة من تطبيقات العلوم والتكنولوجيا وقضايا العمالة المهاجرة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات, تتصدر أولويات أجندة عمل مفوضي القمة هذا العام. ولفت العرابي إلي أن شعوب مجموعة الدول النامية وحقوقها الإنمائية تضغط الآن بقوة وتطرح نفسها علي خارطة الاقتصاد العالمي, وباتت أوضاعهم المعيشية أشد تأثرا بما يعتري اقتصاد العالم المتقدم من تيارات انكماش وأزمات كالأزمة المالية العالمية الأخيرة بفعل درجة التشابك الذي فرضته العولمة بين بلدان العالم. يذكر أن مجموعة الدول الثماني الناميةD8 يتعدي نطاقها الكيان الإقليمي, وتضم دولا من القارات الآسيوية والإفريقية والأوروبية حيث تضم دولا إسلامية نامية هي: بنجلاديش ومصر, وإندونيسيا, وإيران, وماليزيا, ونيجيريا, وباكستان, وتركيا, ويمثل إجمالي عدد سكانها ما نسبته13.5% من سكان العالم, وقد أنشئت هذه المجموعة عقب قمة اسطنبول التي عقدت في عام1997, وتهدف إلي تحسين الوضع الاقتصادي, وتحسين مستوي المعيشة في الدول الأعضاء.