عن الدار للنشر والتوزيع صدر ديوان الشاعر/ عبد العزيز موافي إيماءات في93 صفحة من الحجم الجائر وفي تسع قصائد استولد عبد العزيز الشاعر والإنسان من داخل ذاكرة مموهة تماما إيماءاته بأقل جهد وأكثر قدرة علي الاطلاق حيث لكل ندبة ظل من واقع وحقيقة يخشي معها أن تهرب في لحظات من معتقل الكلمات. وها أنا ذا أعرض عن النسج بحصافة ناقد أو رواية للشعر أو حتي عارض ومعارض وأتوه معه في أسماء قصائده البسيطة فصام, خطي, نساء وليل وموت ثم قمر.. سماء فوردة وشجرة. أية أغراض تلك الإيماءات.. آيتها دلالة أغرقها في معان مزدوجة لتشارك نسق الآخرين من ذاته ولذاته وحتي فرحه دون مبرر من أشياء تأتي فجأة وتقع أعيننا عليها فندهش وكأننا نستكشفها للمرة الأولي لنا في هذه الحياة فرحة تشاكل فرحة الأطفال حين يقبض بظفر علي فراشة بارقة الألوان وتصبح نشوته ونزوته الرائعة الخفية.. ليس للنساء ربيع تزهر فيه أو خريف تذبل به قرأتني للوهلة الأولي إذ أدركت النزوات الغافية في صوتي/ فصارت مبذولة لي أيعقل أن تسرح في خاطرك الكلمات الصماء فتجد بها نصالا قد فتقت جدران ذاكرة الشبق الأول فيك ونحتت من خاطرك تراكمات الطين المنهمر علي وجدانك منذ سنين.. فأصبحت في التو تذكر هذا الذي انطمر تحت ركام سعي الحياة. هكذا تضرب الوردة بجذورها في الفردوس كلما تقصف عبيرها تدرك أنها نسيت أن تموت. تلك تعابير النفس وقد عذبها السؤال اللغز حين طرح بغتة علينا كأحياء؟ من منا يملك فك اللغز وتركيب الأمثولة واصطناع أدوات الحل ويجيبك أن الوردة صامدة لا تفكر حتي في تغيير وضع ساقها وعليك أن تعيد قراءة ما قال حرفا حرفا حيث يمتد اللون إلي أعلي/ أبعد قليلا من الشذي, بحجة أن الندي غائر فيه. أنت ومن شاكلت من الناس في داخلك تدرك أن الوقت أزف لا محالة وأنك رغم السعي تفقد نضرة ورحيق وعبق وبريق الروح وأتساءل عندما تموت الوردة إلي أين يمضي عطرها. هل يتبدد في الفضاء فيصبح عسيرا علي الجمع وكأنه والعدم سواء؟! أيعقل حقا أن تفني الأشياء.. أيعقل؟ عودة لنساء.. امرأة لا غيم فيها تلك التي بخفة الضوء كانت تشبه فرحة طفلية حين تقول.. أتراه يتذكرها الآن وقد أمعن في العمر وسقط في شرك خداع المرة تلو المرة.. أتراه يغمض عينيه ويذكر أو يحاول ذلك فلا يراها إلا مرة.. نضرة أبدا.. أو مرة في الصوت وفي الحلقوم.. يأسا أن فرط فيها.. لتوه.. وقد كانت يده تبصرها وتملك أن تمتد حتي نخاع العظم.. أما الآن فحين تعود.. تعود من غياهب الذكريات ولا تراها إلا وأنت مغمض العينين.. يا شاعر.. ايماءاتك قد أري تقلبها إلي اليمين واليسار.. وأخيرا أدرك لم يتعذبون لأجله.. الشعراء أحمد محمد عبده جلبي باحث معهد البحوث والدراسات الافريقية جامعة القاهرة