ظاهرة سياسية تستفيد من خبرات الماضي وتعكس رؤية واقعية لأحوالها بعد الإعلان رسميا عن اندماج حزبي المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية لتشكيل جبهة موحدة لخوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة , ثارت العديد من التساؤلات حول إمكانات الأحزاب المصرية في البقاء لاستكمال دورها السياسي بشكل منفرد أم أن عليها الإسراع في الاندماج لضمان استمراريتها في معترك الحياة السياسية. بعض رؤساء الأحزاب رأي أن هذه الخطوة تعد فرصة جيدة لتقوية الأحزاب واستعادة ثقة المواطنين بها بدلا من بقائها ضعيفة ومهددة بالاندثار, بينما حذر خبراء السياسة من اتخاذ بعض الأحزاب لتلك الاندماجات وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية دون أن يكون لديها توافق حقيقي, بينما انقسم الشارع المصري حول فاعلية تلك الاندماجات وفائدتها بالنسبة للمواطنين. وحول ما أثير من جدل بشأن قيام بعض الأحزاب السياسية بالاندماج في الفترة المقبلة قام الأهرام المسائي باستطلاع آراء رؤساء الأحزاب والخبراء والمواطنين في هذا التحقيق. فرصة لاستعادة الثقة وزيادة شعبيتها بالشارع اتفقت آراء رؤساء ومسئولي الأحزاب المصرية حول خطوة دمج الأحزاب ببعضها البعض واعتبروها ايجابية ومنهم من رآها فرصة كبيرة ستعيد الروح في جسد الأحزاب المصرية التي فقدت قيمتها بالنسبة للمواطن المصري بعد أن فشلت في التواصل معه وقالوا إن هذا الاندماج سيجعل جملة الأحزاب الموجودة الآن فقط مابين5 أو6 أحزاب قوية تكون قادرة علي تلبية رغبات المواطنين والتواصل معهم في الفترة المقبلة. وفي هذا الإطار أشار عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي إلي أن الأحزاب السياسية تنشأ في الأساس من اجل الدفاع عن القوي السياسية والاجتماعية التي تتحدث عنها او تخاطبها لذلك يجب عليها ان تعمل من اجل حل مشاكل الفئات التي تتواصل معها من الشعب حتي تتمكن من الوصول اليه ومن ثم الوصول الي السلطة من خلال الانتخابات وتصويت الناس لها وأضاف ولكن للأسف هناك الكثيرين ممن يعملون من اجل مصالحهم الشخصية بعيدا عن الناس وأكد ان تواصل الاحزاب مع الناس والفئات المختلفة من الشعب يحتاج الي ارضيه في الشارع واعتقد ان الدمج سيتيح للاحزاب التواجد بشكل قوي وقال من جانبي اشجع هذه الخطوة بل وأطالب كل حزب بأن يحذو حذوها حتي لا يأتي عليه وقت يجد نفسه غير موجود إلا علي الورق فقط بعد أن يجد5 أو6 أحزاب هي المسيطرة علي الساحة وهو ليس منها. وأوضح شكر أن الدمج سيحدث تبادلا للمنفعة بين كل الجوانب المتواجده داخل إطار الدمج حيث يقدم الجميع برامجه واستعداداته من اجل التواصل الخدمي مع المواطنين وفي المقابل يشارك المواطنين في زيادة شعبية الائتلاف او الجبهة التي تتشكل من الاحزاب المدمجة ووسط هذا سيظهر من الكفاءات والقيادات من يستطيعون تحمل المسئولية وإعلاء المصلحة العامة للمواطن علي المصلحة الخاصة. ومن جانبه قال الدكتور محسن شلبي رئيس حزب الثورة الوطني إن عدد الأحزاب الموجودة الآن كبير جدا ومعظمها معروف علي الورق فقط وليس له قواعد شعبية في الحقيقة,لذلك فإن قرار إندماجها سيكون خطوة جيدة لعدة اسباب أولها تقليل العدد حتي يتثني للمواطن ان يتعرف عليها بشكل واضح ثانيها أن الدمج سيتيح الفرصة لتعدد الكفاءات وهو ماسيسهل المهمة امامها في التواصل مع الجماهير العريضة من اسوان الي الاسكندرية. واستطرد: ومن جانبي أويد الاندماج واري انه ظاهرة سياسية ستنال الرضا مع الجميع وذلك لان الدمج يزيد من انتشار الاحزاب ويجعلها تؤدي دورها المنوط بها بكل سهولة وتتواصل بشكل اكبر واكثر فاعلية مع الجماهير وأعرب شلبي عن رغبته في انضمام حزبه الي ائتلاف الجبهة الوطنية التي تضم داخلها اكثر من40 حزبا سياسيا أو الانضمام إلي الكتلة الوطنية ودعا كل الأحراب للانضمام اليها والمشاركة فيها الي جانب الدكتور علي جمعة ومصطفي بكري واسامة الغزالي حرب وغيرهم من الشخصيات العامة لانها فرصة بلاشك ستقوي الاحزاب ولكن بشرط أن يخلو هذا الدمج من الصراع علي المناصب وان يلتفت الجميع الي مصلحة البلاد بتنصيب الكفاءات والعمل تحت قيادتهم. وأشار نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع إلي أن حالات الاندماج التي تقوم بها الآن القوي الوطنية تعد ظاهرة ايجابية ستعود بالنفع علي كل الأحزاب سواء الكبيرة أو الصغيرة منها, وذلك لأن توحيد الصفوف الحزبية للقوي الوطنية في هذه الفترة التاريخية من عمر البلاد يعتبر خطوة إلي الأمام وهو مايحول دون التفرقة التي يسودها جو الأنانية والعنصرية والتفتت والانقسام والتشرد وبالتالي أؤيدالاندماجات الحزبية والكلام لنبيل زكي وأري انها لفتة مهمة الي كل الاحزاب وبادرة أمام الأحزاب الاخري كي تحذو حذوهم وعلي سبيل المثال هناك العديد من الاحزاب اليسارية الصغيرة التي لابد ان تستفيد من تجربة حزبي المصريين الاحرار والجبهة الديقراطية وان تسعي قادتها للاندماج لكن استمرار هذا الوضع من ضعف للكثير من الاحزاب يشكل ظاهرة سلبية لان آمال المصريين مستقبلا تتجدد ولكنهم يصابون بالإحباط واليأس كلما تابعوا المشهد السياسي ووجدوا الاحزاب أوالقوي الوطنية مبعثرة ومفككة تتشاحن فيما بينها دون مبرر للاختلاف سواء في البرامج أو الأداء وأضاف زكي أن هناك شكلين من اشكال الوحدة بات لزاما علي القوي الوطنية ان تسعي اليهما الأول هو الاندماج بين الأحزاب لاسيما التي تتشابه برامجها,والشكل الآخر هو التوحد تحت جبهة أو تحالف وطني مشيرا إلي أنه سيتم الإعلان قريبا عن تدشين المؤتمر الأول لائتلاف الجبهة الوطنية وهي الاكبر في تاريخ مصر وتضم بداخلها عشرات الاحزاب وسوف يندمج داخلها جبهة مصر بلدي وهذا مايشير الي التفاؤل طالما هناك هدف واحد مشترك وهو قيام الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وأري والكلام لنبيل زكي أن الخطوة الأولي لذلك التوحد هي التعبئة من اجل المشاركة في الاستفتاء والتصويت بنعم يعقب ذلك التنسيق للانتخابات البرلمانية. أما الكاتبة سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية وعضوالهيئة العليا لحزب والجبهة الديمقراطية فقالت اتمني أن تتوحد كل الصفوف المصرية حتي تتخلص مصر في هذه المرحلة الحرجة من حالة الانقسام والتشرذم الواضحين في كل المجالات وحتي نوقف التآمر والخراب الذي يحل بالبلاد من الداخل والخارج ولأننا خسرنا الكثير نتيجة لهذا الانقسام ولعدم وجود قوي وطنية قوية موحدة علي الأرض المصرية متصلة بالجماهير واضافت سكينة فؤاد أن هناك الكثير من الخدمات التي لن تستطيع الاحزاب ان تقدمها للمواطنين إلا بالتوحد والتكاتف المثمر الذي يتيح لها ان تتواصل مع جميع الفئات الموجودة بكل المحافظات ولتكن هذه الشراكة فيما بين الاحزاب والقوي الوطنية هي البوصلة الوطنية لإحداث التغيير الحقيقي والمجتمعي الذي ينقل الشعوب من الظلمة الي الوعي الحقيقي والديمقراطية البناءة واعتقد والكلام لسكينة فؤاد أن مصر الآن تحتاج الي الخروج من بوتقة الحكم الواحد والحزب الواحد بل تحتاج الي شراكة حقيقية تجمع كل المصريين قيادات وشعب لإحداث التعايش المجتمعي الذي يؤتي ثماره العادلة في احداث التوازن بين ابناء الشعب ولذلك فإن هناك فرصة كبيرة لأن تقوي الاحزاب المصرية الضعيفه من خلال الدمج وهو ماسيمكنها من اداء دور حقيقي تجاه ذلك التوازن القائم علي تبادل المنفعة بين الاحزاب والمواطنين. ومن جهته اوضح محمد انور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية أن ماحدث من اندماج بدأ بين المصريين الاحرار والجبهة الديمقراطية هو اشبه بظاهرة متوقعة الحدوث خاصة بعد ان اصبح هناك اكثر من80 او90 حزبا سياسيا لا نري لهم اي دور حقيقي في ظل الاعداد والاسماء التي عليها الاحزاب المصرية ولذلك اري ان الاندماج سيبقي علي هذه الاحزاب بدلا من ان تتحلل وتتلاشي لفقدانها الدور الحقيقي الذي قامت من اجله وهو التواصل مع الشعب وتحقيق مكاسب انتخابية وتويسع قاعدة الحزب الخدمية كما ان الدمج سيخلق حالة من المشاركة بين القيادات والناس تحدث تقوية للطرفين اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واشار انور السادات الي ان الدمج لايعني تقليل العدد لكمي للاحزاب علي قدر ماينجح علي الاقل في استقرارها وتحقيقها مكاسب واضحة تستطيع من خلالها ان تكمل الطريق الخدمي والتثقيفي الذي انشئت من اجله. رابط دائم :