تحت عنوان الاتفاق النووي يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا اشارت فيه الي ان الاتفاق النووي الذي ابرم بين إيران ومجموعة5+1. والذي ينص علي وقف طهران لتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز5% والتخلص من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة20% أو تحويله وكذلك وضع نشاطاتها تحت مراقبة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل يومي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها, من شأنه ان يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط, مشيرة الي ان الاتفاق لا يقل اهمية عن اتفاقية كامب ديفيد أو الثورة الإيرانية التي قلبت موازين القوي في المنطقة. واكدت الصحيفة ان الاتفاق التاريخي الذي ابرم أمس الأول من شأنه ان يخلق تحالفات جديدة في المنطقة وابرزها عودة علاقات التعاون بين طهرانوواشنطن وهو ما يثير غضب كثير من دول المنطقة كالسعودية التي خرجت رافضة لهذا الاتفاق, مؤكدة انه سيقوض من نفوذها في المنطقة وسيمكن طهران من مد سيطرتها علي منطقة الخليج العربي التي خرجت غير مستوعبة مدي خطورة هذا الاتفاق لترحب بالدبلوماسية الايرانية التي صنعت تاريخا جديدا, مشيرة الي ان السعودية تشعر بقلق بالغ خاصة وان واشنطن لم تستشيرها قبل اجراء هذا الاتفاق الذي رفضته طهران لمدة تزيد عن10 سنوات, معربة عن مخاوفها من ان يطلق العنان لطهران لتعبث بأمن واستقرار الخليج العربي خاصة وان السعودية تعتبر نفسها مصدر الامان في تلك المنطقة الغنية بالبترول. وأشار المحللون إلي أن طهران قد تكون تخلت عن طموحاتها النووية مقابل صفقة كبيرة مع القوي العالمية قد تسمح لها بالتدخل في شئون الخليج العربي الذي سيصبح عاريا امام تنامي قوة ايران النووية والسياسية, وهو الأمر الذي يهدد بتعكير صفو العلاقات بين واشنطن ودول الخليج التي تخشي ان تكون ضحية مؤامرة أمريكية اعتمدت علي الثقة الخليجية الزائدة, مؤكدين ان الاتفاق يعد انتصارا كبيرا لطهران قد يجبر دول الخليج علي مواصلة التسلح والدخول في السباق النووي. وتكمن مخاوف السعودية من زيادة النفوذ الايراني بشكل ملحوظ خلال الاعوام الأخيرة اذ ان اصابع طهران تلعب في سوريا واليمن والبحرين ولبنان بشكل كبير وهو ما يقوض دور السعودية التي تسعي الي الحفاظ علي توازن القوي الإقليمية وحماية المملكة ودول الخليج. واكد المحللون انه علي الرغم من ان الاتفاق اغلق الباب اما طهران في تصنيع قنبلة نووية الا إنه علي واشنطن ان تطمئن حلفاءها في المنطقة خاصة بعد تطبيع علاقاتها مع طهران بعد34 عاما من الحرب الباردة الدائرة بينهما وهو الامر الذي يحتاج إلي جهد كبير من الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي اكد في كلمته عقب الاتفاق بأنه انتصارا حقيقيا وان جنيف هو بداية الطريق,وهو ما قال عنه المحللون انه انتصارا لأوباما ووزير خارجيته التي قالت عنه وكالة فرانس برس جوكر السلام في الشرق الأوسط بعد نجاحه في اقتناص فرصة تاريخية لم تكن واشنطن تحلم بها, مشيرين إلي ان موقف أسرائيل الرافض للاتفاق ليس له اي داعي. رابط دائم :