يظل قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح هو الأقوي والأكثر تأثيرا منذ الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية..وفيما ينشغل العالم بالتصريحات والاجتماعات وتبادل الأوسمة الكلامية والنياشين التاريخية, يستمر شريان الحياة في امداد أهالي القطاع بالمساعدات الإنسانية ويمنح فرصة النجاة للمصابين والمرضي لتلقي العلاج اللازم لهم. ولن نخوض في تفاصيل العلاقة التي تربط مصر بالفلسطينيين والأولوية المطلقة لقضيتهم العادلة علي الأجندة المصرية. ولكننا فقط نشير إلي دلالات وسيناريوهات تكرر نفسها مع الكبرياء والصمت المصري والتعالي عن الصغائر أو السعي للارتزاق السياسي علي حساب القضية.. وقد نكتفي بمثال واحد وهو ما حدث من ارتفاع هائل في أسعار البترول عقب حرب أكتوبر المجيدة عام73 مما أدي إلي طفرة في حياة الدول المجاورة في الوقت الذي كان يعاني فيه الاقتصاد المصري من أوضاع بالغة السوء نتيجة الحروب المتتالية وتدمير مدن القناة وتوقف عجلة التنمية.. وفي كل المواقف التي ارتبطت بالقضية الفلسطينية وكانت مصر الداعمة الحقيقية للشعب المنكوب ووضعت ثقلها السياسي وعلاقاتها الدولية لبناء رأي عام عالمي يدرك ابعاد المأساة ويستعيد وعيه بعد غيبوبة استمرت لسنوات طويلة تحت تأثير الدعايات الإسرائيلية المضللة. في كل تلك المواقف لم تضع مصر ولو للحظة واحدة حسابات المكسب والخسارة في ابعادها السياسية والاقتصادية وإنما انطلقت في مواقفها من مبادئ ثابتة وراسخة تري في استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه قضية مصيرية ينبغي أن تعلو فوق المصالح الضيقة وأن تكون بعيدة كل البعد عن المزايدات والصراعات الاقليمية والدولية. وسوف نري في القريب العاجل ثمرة الاتصالات المكثفة التي تقوم بها مصر مع الأطراف المعنية لكسر الحصار عن غزة بصورة شاملة, ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لمعالجة أوضاع إنسانية لم تعد تحتمل المماطلة والتأجيل. muradezzelarab@hotmailcom