في ظل توتر العلاقات الثانية بين واشنطن والرياض بشكل لم يسبق له مثيل منذ50 عاما رأت مجلة هافنجتون بوست الأمريكية في مقال بعنوان هل تلقي واشنطن بالسعودية في أحضان الصين أن الحضور المتنامي لبكين في منطقة الخليج العربي أصبح يشكل عاملا رئيسيا في الحسابات الأمريكية خاصة بعد فشل سياساتها تجاه أزمات العراق ولبنان وفلسطين وسوريا وشكوك دول الخليج في ضلوعها بإسقاط الأنظمة في ثورات الربيع العربي ودعمها لنظام الإخوان في الشرق الأوسط. ووفقا للصحيفة فإن زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية تأتي في إطار محاولات إدارة أوباما لرأب الصدع في العلاقات خاصة بعد رفض السعودية مقعدها في مجلس الأمن وإعلان نيتها في الحد من العلاقات مع واشنطن وبحثها عن حلفاء كبدائل لحليفتها الرئيسية موضحة أن دول الخليج يرون في الصين حليفا موثوقا به رغم أن العلاقات الصينية مع منطقة الخليج العربي تري حديثة العهد نسبيا حيث تعتبر مصر الدولة العربية الأولي التي أقامت علاقات مع الصين ولم تقم بكين علاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي حتي عام1990 لكن خلال السنوات القليلة الماضية نمت العلاقات الصينية الخليجية بشكل قوي وخاصة في الجوانب الاقتصادية وتعتبر الصين الآن ثامن أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الذي يعتبر بدوره عصب التجارة العربية. وأشارت الصحيفة الي ان الصين تسعي إلي تأمين مصادر الطاقة الضرورية لاقتصادها السريع النمو حيث تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط وثالث أكبر مستورد ويشكل استهلاكها المتزايد نسبة40% من تزايد الاستهلاك العالمي بل أن الاحصاءات تشير إلي تضاعف الواردات الصينية من النفط والغاز مع نهاية العقد الحالي فهي تستورد من الشرق الأوسط58% من حاجتها ويتوقع أن تصل إلي70% مع حلول عام2015 مضيفة أن موارد الطاقة ليست المحرك الوحيد لسعي بكين لبناء علاقات قوية مع الخليج فهي تهاجم دبلوماسيا ليزداد نفوذها في منطقة اتنحسر فيها السياسات والحضور الأمريكي حيث تأمل بكين منافسة واشنطن بل وتحديها في هذه المنطقة الساخنة. ومن جانبها نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تصريحات الأمير بندر بن سلطان أمام السفير الفرنسي وبعض السفراء الغربيين عن إمكانية أن تتحول السعودية إلي حلفاء آخرين غير الولاياتالمتحدة مؤكدا احتمالية أن تتأثر صفقات النفط والسلاح بسبب هذه التحول, وأنه إلي الآن لم يصدر نفي رسمي من الجانب السعودي مشيرة إلي إنه في إطار انهيار العلاقات الأمريكية مع الخليج وخاصة السعودية حاولت روسيا فتح باب جديد ولا سيما بعد اتفاقهما علي مساعدة الجيش المصري في حربه علي الإرهاب ودعم الاقتصاد المصري المنهار. رابط دائم :