جاء تصريح سوزان رايس مستشارة الأمن القومي بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لصحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي والتي قالت فيه إن أولويات الإدارة تجاه منطقة الشرق الأوسط تتمثل حاليا في إيران وسوريا والمحادثات العربية الإسرائيلية ليوضح تغير في الرقصة الدبلوماسية لأوباما والتي تتمايل إلي تجاهل مصر بعد الضربات المتتالية للغطرسة الأمريكية بسبب تحدي الحكومة المصرية الجديدة ورفضها للتبعية لأي دولة مهما كانت قوتها عالميا. ورأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن تحركات أوباما المترددة تارة والعدوانية تارة في التعامل مع الوضع في مصر أدت إلي المزيد من التوترات في العلاقات وهي واحدة من حلفاء الشرق الأوسط الرئيسيين للولايات المتحدة والتي أدت إلي إحياء العلاقات مع روسيا حيث كانت تربط القاهرة وموسكو علاقات وثيقة خلال الخمسينيات والستينيات تحت حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في حين أعاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ترتيب السياسة الخارجية المصرية نحو الغرب والولايات المتحدة في السبعنيات واعتبرت الصحيفة زيارة رؤوف سعد السفير المصري السابق في روسيا الأيام الماضية للكرملين إشارة واضحة لواشنطن بشأن اهتمام القاهرة بالدب الروسي حيث اوضح سعد لشبكة صوت روسيا أن فلاديمير بوتين كان لديه مخاوف كبيرة خلال السنوات الماضية من التأسلم السياسي وأكد خطورته علي العالم حين يضلل الساعون وراء السلطة الشعوب باسم الدين وأشار إلي أن هناك هجمة غير مفهومة من الغرب وعدم رغبة في إدراك ما حدث في30 يونيو نافيا أن تكون العلاقة الحالية بين مصر وروسيا خطوة للبحث عن شريك جديد وإنما خطوة لتجديد العلاقة مع شريك قديم. وأشارت الصحيفة أيضا إلي إن الكرملين يستوعب الخطر الذي يواجه روسيا ومصر من الجماعات الإرهابية التي تتصل بتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين واتباعهم لسلسلة من أعمال العنف وخاصة في سيناء بعد عزل الرئيس محمد مرسي في حين أن موقف البيت الأبيض يترنح تجاه مصر ويبدو مرتبكا وغامضا حيال وهذا ما وضع واشنطن في موقف محرج, مشيرة إلي خيبة الأمل التي شعر بها بوتين من صعود الإخوان في مصر في الوقت الذي كان أوباما يؤيد وبشدة نظام الإخوان بل حاول جاهدا بعدة طرق إحباط ثورة30 يونيو والتي أطاحت بالنظام الفاشي. ومن جانبها رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن أوباما مازال في حالة من التخبط حيال مصر حيث أكدت الصحيفة أن إدارته طلبت من الكونجرس بإيجاد طريقة للإبقاء علي المساعدات العسكرية والاقتصادية للقاهرة لإنها تعد من أهم الركائز للحفاظ علي المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط موضحة أن الإدارة الأمريكية قد بدأت في عملية التفاوض مع مسئولي المخصصات في الكونجرس بشأن المساعدات في الأسابيع الأخيرة في ضوء القوانين الأمريكية التي تمنع واشنطن من تقديم أموال للحكومات التي جاءت علي السلطة بالقوة وبذلك سيحتاج البيت الأبيض إلي قانون تشريعي جديد للإبقاء علي المساعدات العسكرية وبرامج المساعدة المدنية لمصر. ولفتت الصحيفة إلي جلسة الاستماع التي عقدت بالكونجرس أمس الأول والتي اعترض فيها معظم النواب علي قرار البيت الأبيض بتعليق جزء من المساعدات لمصر ونقلت رأي النائب إدوارد رويس رئيس اللجنة الذي الذي فضل وجود شريك أمريكي للحفاظ علي المصالح الأمنية العديدة في المنطقة ويجب أن يكون هناك شد وجذب للنفوذ الذي تمتلكه أمريكا وأوضحت الصحيفة ما قاله النائب إليوت إينجل الذي رأي أن التعليق الجزئي للمساعدات لن يشجع علي الإصلاحات الديمقراطية في القاهرة ولكن سيكون له تأثير عكسي مضيفا أن التعاون العسكري هام للغاية مشير إلي أن مسئولي البنتاجون راغبون في الحفاظ علي العلاقات العسكرية مع مصر ويخشون من أن يؤدي تعطيل المساعدات إلي تداعيات طويلة المدي رابط دائم :