منذ أكثر من أربعين عاما وبالتحديد يومي24 و25 أكتوبرعام1973 دارت معركة طاحنة بين رجال القوات المسلحة المصرية والمقاومة الشعبية في السويس من جانب وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي في قلب المدينة الباسلة من جانب آخر, سجلت آخر مراحل تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. كانت آخر معركة كبري في الحرب قبل سريان قرار وقف إطلاق النار. بدأت المعركة عندما قررت إسرائيل اقتحام السويس اعتقادا منها بضعف دفاعاتها وأوكلت المهمة إلي لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين, ودخلت المدينة دون خطة. تعرض اللواء وقوات المظليين لكمين وتكبدوا خسائر كبيرة وصلت إلي80 قتيلا و120 جريحا. وقتها أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي دافيد بن إليعازر من تل أبيب أنه في ورطة لأنه كان يحتاج لبضعة أيام أخري لإجبار الجيش الثالث علي الاستسلام ومحاصرة الجيش الثاني, والذي سيؤدي إلي انهيار كامل للقوات المصرية علي حد تصوره المريض. شكل رجال المقاومة الشعبية في السويس مجموعات قتال تحت اسم منظمة سيناء العربية للمساهمة في الدفاع عن مدينتهم. كان الغرض من الهجوم علي المدينة الاستيلاء عليها لقطع الإمدادات عن الجيش الثالث. لم تكن القوات المصرية بالمدينة تزيد علي ال5 آلاف ضابط وجندي أغلبها وحدات إدارية للإمداد والتموين, ولا تمتلك إلا أسلحة خفيفة وبنادق هجومية, دعمها العميد الركن يوسف عفيفي قائد الفرقة19 بالصواريخ المضادة للدروع ومجموعات صائدي الدبابات, بينما كانت الأسلحة في طريقها إلي السويس. بدأ الهجوم علي السويس باستخدام تسعة عربات مدرعة مصرية سوفيتية الصنع تم أسرها لاختراق الشارع الرئيسي للمدينة. تحركت كتيبة إسرائيلية في الشارع الرئيسي, علي امتداد طريق القاهرة-السويس بعد تقسيمها إلي ثلاث مجموعات, كل منها يضم ثماني دبابات, يتبع كل منها عربة مدرعة. وصلت الكتيبة إلي مفترق طرق في حي الأربعين وعندها تحركت جموع من المدنيين والجنود وأمطرت الكتيبة الإسرائيلية بوابل من النيران الكثيفة والقنابل اليدوية لتدمر أكثر من20 دبابة من أصل24, واستمرت المعركة عند سينما رويال والمباني المجاورة لها حتي وصلت قوات مظلية إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار كثيف وإصابات بالجملة قبل احتلالها قسم شرطة الأربعين, واضطر قائدها إلي الانسحاب من المدينة سيرا علي الأقدام. هذه مجرد صفحة من صفحات التاريخ المضئ لمدينة السويس الباسلة والجيش المصري. جاء اليوم الذي يفاخر فيه نفر من المصريين بحرق الدبابات والمدرعات المصرية في الميادين بدعوي الجهاد.. فأين ذهب عقل هؤلاء؟ [email protected] رابط دائم :