لا تزال كل من الولاياتالمتحدةوروسيا في صراع حول التفاصيل التي تحيط بالقرار المناسب تجاه الأزمة السورية والتي تدفع بهما إلي طاولة المفاوضات مرة أخري رغم ارتفاع نسبة التفاؤل العالمي والأمل في التوصل إلي تفاهم لمعضلة الأسلحة الكيماوية ومع ذلك قد يؤدي استمرار لعبة شد الحبل بين موسكووواشنطن إلي تداعيات خطيرة يمكنها تغيير سياسية الشرق الأوسط ومن المرجح أن تستحوذ روسيا علي علاقات غير قابلة للكسر بالمنطقة. ووفقا ليانا كوروبكو المديرة التنفيذية لمنظمة العلاقات الدولية والإستراتيجية والوساطة الدولية لشئون الشرق الأوسط فإن الولاياتالمتحدة تحاول التدخل في المصلحة الإستراتيجية لروسيا في المنطقة وهي سوريا وإذا فقدت روسيادمشق فإنها ستفقد تأثيرها في الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت فإن عيون العالم تراقب عن كثب كيفية إدارة كل جانب للأحداث والموضوعات التي يتناولها كل من الدب الروسي والعم سام علي المسرح السياسي وأضافت كوروبكو في تحليلها بشبكة "فويس أوف روسيا" أن حل الأزمة السورية في الواقع لن يظهر فقط الدهاء والقوة الروسية في العالم ولكن سوف يرسم أيضا خريطة جديدة لنفوذ القوي الغربية في منطقة الشرق الأوسط حيث إن كل الرهانات متاحة علي مستوي البيئة السياسية ورغم ذلك قد تحتاج روسيا إلي توخي الحذر من خلال إقامة توازن دقيق بين شركائها في الغرب ومساعيها في صنع السلام في المنطقة ومن جانبه رأي جوشوا لانديس مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأستاذ بجامعة اوكلاهوما في تحليله بشبكة دويتشه فيله الألمانية أنه قد حان الوقت لتتبع الولاياتالمتحدة نفس الاتجاه الفكري لروسيا ويعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو وزير خارجيته جون كيري الدرس وأن يتعلما من الاتزان السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته الملقب بالثعلب الماكر سيرجي لافروف حيث اصبح لدي الروس اليد القوية بالشرق الأوسط في الوقت الراهن وهي من العوامل الأساسية التي يمنكها إصلاح بعض مشكلات المنطقة وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الأزمة السورية كشفت سعي الدب الروسي لملء الفراغ بالشرق الأوسط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي منذ ما يقرب من 20 عاما وبعد تضاؤل نسبة الهيمنة الأمريكية في المنطقة وتبعية الشعوب العربية لها بعد التخلص من حلفاء واشنطن خلال ثورات الربيع العربي وعجز أمريكا عن التواصل بشكل سليم وفعال لحل المشكلات حيث أدت الجهود الدبلوماسية لبوتين لتعزيز الدور الروسي بالمنطقة وصنع تحالفات جديدة وإحياء تحالفات قديمة والتواجد بشكل قوي داخل منطقة كانت تنتمي للنفوذ الأمريكي وخاصة في مصر والعراق والتي بدأت موسكو في التقرب منهما رغم الاضطرابات الحالية التي تعيشها الدولتان. رابط دائم :