علي مدي عقود ظل حلم الخلافة الإسلامية يراود قيادات جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها علي يد حسن البنا حيث يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب علي المسلمين التفكير في أمرها، والاهتمام بشأنها حتى ولو كان ذلك علي حساب الأوطان وهو ما سعت إليه الجماعة لتحقيقه فور وصولها لسدة الحكم في مصر وتونس بعد ثورات الربيع العربي. ويري الخبراء السياسيون والعسكريون والنشطاء الحقوقيون أن تساهل الرئيس المعزول في بعض الأمور التي تخص سيادة الدولة المصرية عند حدودها الجنوبية "حلايب وشلاتين" وفي شبه جزيرة سيناء بداية لتحقيق الحلم الإخواني الذي لا يعترف بالحدود في سبيل تحقيق الحلم الأكبر إلا أن الشعب المصري رفض هذا الحلم الذي استتر تحت عباءة المشروع الإسلامي لتحقيق حلم الجماعة بتأسيس الخلافة الذي يضم نحو 60 دولة يتواجد فيها التنظيم. وأكد اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا أن فكرة الخلافة والعمل لإعادتها علي رأس منهاج جماعة الاخوان المسلمين وهم مع هذا يعتقدون أن ذلك يحتاج إلي كثير من التمهيدات التي لابد منها، وأن الخطوة المباشرة لإعادة الخلافة لابد أن تسبقها خطوات تعاون ثقافي واجتماعي واقتصادي بين الشعوب الإسلامية كلها، يلي ذلك تكوين الأحلاف والمعاهدات. وقال إن الجماعة سعت خلال السنة التي وصلت فيها إلي الحكم إلي السعي لتطبيق ذلك إلا أن الشعب المصري في 30 يونيو أفشل مخططهم بل نجح الرئيس المعزول وقيادات الحرية والعدالة فيما فشل فيه ثلاثة رؤساء سابقين هم عبد الناصر و السادات وحسني مبارك في إقصاء الجماعة خاصة في ظل استمرار المظاهرات والعنف الذي تقوده أو سمحت بوجودة لمجرد إيمانها بفكرة الخلافة علي حساب الوطن. وقال: "منذ ظهور جماعة الاخوان إلي العلن في شكل شبه بقانوني بعد أن نجحوا في اختطاف السلطة والحكم بعد ثورة 25 يناير بعقد الصفقات والمؤامرات وقياداتهم ظلت تسعي لتحقيق هدفهم الأسمى وهو الخلافة الإسلامية تحت زعم تحقيق المشروع الإسلامي الذي كانوا يتحدثون عنه دون وجود أي ملامح واضحة عنه". وأضاف "للأسف كلمة المشروع الإسلامي هي كلمة مطاطة يجيد الإخوان تطويعها لتحقيق أغراضهم فحتى القسم الخاص بالجماعة لا يحتوي علي كلمة "وطن" مما يؤكد أن مسمي الدولة ككيان غير موجود عندهم بخلاف الخلافة التي يؤمنون بها وهو ما تؤكده اجتماعات التنظيم الدولي التي تعقد في كل بلد يوجد فيه تنظيم للإخوان المسلمين". من جانبه قال حافظ أبوسعدة الناشط الحقوقي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: "من المهم جدا أن نعرف إن مفهوم الدولة عند أعضاء الجامعة وقادتها إن وجد فهو يتناقض مع مفهوم الدولة الحديثة التي تقوم علي ثوابت محددة منها ثوابت جغرافية ومؤسسية بشكل يجعلها تعمل علي تطوير مواردها وتحسين أوضاع سكانها والتعامل الدولي علي أساس المصالح المشتركة وهذا يغيب عن مفهوم دولة الإخوان الذي يقوم علي الدولة الأمة أي أن يجعل من كل الدول الاسلامية دولة واحدة وهو ما يصعب تحقيقة". وأضاف أن تنظيم الاخوان لا يعتبر من دروس التاريخ فالدولة "الأمة أو الخلافة" كما يطلقون عليها سعت لها دول مثل بريطانيا قبلهم باسم الصليب ثم تلتها ألمانيا حينما فردت سيطرتها علي أوروبا وفشلت أيضا بسبب الصراعات التي دبت في مفاصل الدولة ليحاول مرشح الإخوان "محمد مرسي" تكرار ما فشلت فيه دول حينما لم يراع الحقوق المصرية الحدود الجنوبية مع السودان وفي سيناء. وأكد اللواء عادل سليمان المدير التنفيذي لمركز الدراسات المستقبلية والإستراتجية أن جماعة الإخوان تعرضت لظروف الحظر والحل في مراحل انشائها وظلت إقامة الخلافة الإسلامية علي يد الجماعة حلم يراودها ولكن لم يتحقق إلا أنه ورغم كل ذلك لم يتم القضاء علي الجماعة لأنها ليست تنظيما سياسيا إنما هي "فكرة" من الصعب إقصاؤها بالحظر وان كان من الصعب تطبيق فكرة دولة الخلافة التي يؤمن بها الإخوان. ورأي سليمان ضرورة أن يقود الجيل الثاني للجماعة عملية مراجعة لأفكار الجماعة وان يعترفوا بأخطائهم علي ما اقترفوه خلال السنة الماضية. رابط دائم :