مثل فوضي الموتوسيكلات في الشوارع, ينطلق الشباب في المصايف علي الجيتس كي بسرعات كبيرة يركبون الأمواج ولا يعبأون بمن يمارس رياضة السباحة, ومثلما يقع الكثيرون ضحايا استهتار راكبي الموتوسيكلات من أبرياء يعبرون الطريق, يتعرض غيرهم لخطر الموت بمحركات اللنشات والجيتس كيز علي سواحل المصايف ممن ذهبوا للترويح عن أنفسهم وسط المياه الزرقاء. طبعا من حق المغامرين ركوب البحر والاستمتاع بألعابه الخطيرة في حدود عدم تعريض حياة المصطافين للخطر, ومن حق ملاك اللنشات وموتوسيكلات البحرالاسترزاق من تأجير هذه المعدات الخطيرة للشباب وغيرهم من هواة المغامرة, تماما مثلما من حق هواة السباحة ممارسة رياضتهم من دون تعريض حياتهم للموت, ومن حقهم الاستمتاع بالمياه بطريقتهم التي لا يؤذون بها أحدا. منذ أكثر من عشر سنوات أو يزيد لقي شاب في بكالوريوس الهندسة حتفه متأثرا بإصابة خطيرة أحدثها له نجل رجل أعمال معروف علي شاطئ مارينا خلال استمتاعه بقيادة لنش بسرعة كبيرة, مات الشاب من دون ذنب ولا جريرة إلا وجوده في طريق سائق اللنش المستهتر. لم تكن اللنشات منتشرة علي الشواطئ العامة وقتها, واعتبرنا أن الحادث فرديا يصعب تكراره لعدم شيوع ثقافة ركوب اللنشات والجيتس كي. الآن اللنشات يفوق عددها العشرات علي البلاجات المفتوحة علي طول الساحل الشمالي وحتي محافظة مطروح, والموت يطارد المصطافين في عرض البحر, والضحايا يفقدون حياتهم بمنتهي السهولة والبساطة واليسر! هذا العام قتل أحدهم شابا علي بلاج البوسيت في محافظة مطروح بمحرك لنش أرعن, وسبقه العام الماضي شابان في نفس المحافظة, وعشرات السباحين يلقون حتفهم وسط صمت مريب من وسائل الإعلام وسلبية غير مفهومة من المحافظين والمسئولين في المحافظات الساحلية, وكأن حياة الشباب أصبحت بلا ثمن, وكأن ما يتحقق من مصالح ضيقة لملاك هذه اللنشات أهم من حياة المصريين. الموت أصبح مكتوبا علي رقاب المصطافين في كل وقت يمرح فيه هؤلاء القتلة العابثين باللنشات والجيتس كيز, ولا يتردد أحدهم في القول بأن هذه اللنشات مرخصة من جهات عليا, فهل هناك جهة في مصر من حقها منح تصريح بالقتل بحجة اللعب؟ ننتظر ردا من المحافظين وكل الجهات المسئولة عن منح هذه التصاريح قبل أن نفقد المزيد من أرواح شبابنا وأطفالنا في المحافظات الساحلية كلها.