أكدت المناقشات المبدئية للجنة ال50 لتعديل الدستور أمس بعد انتخاب السيد عمرو موسي رئيسا لها ان التوافق بين أعضاء اللجنة سيكون هو الفيصل في صياغة مواد الدستور والموافقة عليه وقد بدأت اللجنة أعمالها برئاسة الدكتو عبد الجليل مصطفي أكبر الأعضاء سنا بالاشراف علي انتخابات رئيس لجنة ال50 بحضور لجنة الخبراء ال10 التي اعدت مشروع الدستور. ووسط حضور مكثف عقدت لجنة الخمسين المعنية بكتابة الدستور اجتماعها الإجرائي الإفتتاحي الأول في القاعة الرئيسية لمجلس الشوري امس. ووسط حضور48 عضوا فاز عمرو موسي برئاسة اللجنة بعد حصوله علي30 صوتا وذلك مقابل16 لسامح عاشور نقيب المحامين وبطلان صوتين صوتا ب لا أحد. وقد قام عمرو موسي بتقديم نفسه كمواطن مصري ووزير خارجية سابق لمصر و أمين عام سابق للجامعة العربية وقيادي في الجبهة الوطنية للإنقاذ و عضو سابق في لجنة سابقة لصياغة الدستور. ولأول مرة وبصورة مختلفة عما كان يجري في الجمعيات التأسيسية التي قامت بكتابة دساتير الإخوان والسلفيين جرت عملية انتخاب رئيس اللجنة بشفافية كاملة وعلي الهواء مباشرة بدلا من الغرف المغلقة. وقد قام محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب والعضو الأساسي للجنة بالتأكد أولا من عدم وجود أحد من الأعضاء الإحتياطيين و أن العدد الموجود فعلا هو48 عضوا. وبعد التأكد من صحة عدد الحضور جرت عملية فرز الأصوات علي الهواء مباشرة وحصل موسي علي30 صوتا وعاشور علي.16 وفي كلمته بعد فوزه توجه موسي بالشكر لسامح عاشور وقال إننا بالديمقراطية جميعا رابحون وجميعنا في خدمة مصر. وقال موسي أنه يشعر بالمسئولية عالما بخطورة الموقف الذي تمر به مصر إلا أنه يشعر بالتفاؤل وأن الدستور الجديد سوف يحافظ علي مصالح الشعب بكل فئاته وأننا بصدد إعداد صيغة جديدة لدستور مصر يؤكد ترسيخ الديمقراطية الحقيقية والتعددية السياسية و يكرس الفصل بين السلطات. وقال موسي أننا نريد دستورا يعبر عن مصر واحدة جزءا من الأمة العربية والإسلامية والأفريقية ومصر الجديدة و مصر الثورة و مصر المستقبل ومصر الشابة العافية ومصر يناير الخالد و مصر يونيو العظيم وأن الشعب هو مصر السلطات وينادي بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وقال موسي أن العيش معناه التنمية الشاملة و الحرية هي الديمقراطية الكاملة و العدالة هي الحق المتساوي في ثروة بلادنا. كما قال أن الحرية هي احترام حقوق الإنسان وكرامة الإنسان وتأكيد مصر لدورها التنويري ووثيقة الأزهر التي انتهت إلي مباديء رئيسية علي رأسها حرية العقيدة والرأي. ووسط رحابة صدر في الاستماع لمختلف الآراء المختلفة نجح عمرو موسي في بلورة اتفاق علي اختيار ثلاثة نواب فقط لرئيس اللجنة هم الدكتور الجراح العالمي مجدي يعقوب و الدكتورة مني ذو الفقار والمفكر الإسلامي كمال الهلباوي. وقال الأنبا بولا ممثل الكنيسة القبطية أن هذا الاختيار يمثل رسالة مهمة للعالم الخارجي وللشارع المصري بأن التيار الإسلامي غير مستبعد و أن هناك سيدة نائبة لرئيس اللجنة وهناك أيضا مسيحي معروف نائبا لرئيس اللجنة. كما نجح موسي وبسلاسة كبيرة في اختيار مقرر عام للجنة وتم الاستقرار علي الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة وباعتباره أستاذ قانون دستوري والذي كان مثله مثل عمرو موسي- عضوا أيضا في الجمعية التأسيسية لدستور الإخوان والسلفيين وأنسحب منها اعتراضا علي إدارة المستشار حسام الغرياني لهذه الجمعية وانحيازه لتيار الإخوان. كما تم الاتفاق علي اختيار محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب كمتحدث إعلامي للجنة وذلك بعد تنازل ضياء رشوان نقيب الصحفيين و المحلل السياسي عمرو الشوبكي ومحمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر. وبذلك وبعد هذه الاختيارات أصبح هناك انسجام واضح بين قيادات لجنة الخمسين حيث يجمع تيارا فكريا واضح بين عمرو موسي والوكلاء الثلاثة ومقرر اللجنة الدكتور جابر نصار و المتحدث الإعلامي محمد سلماوي. والمعروف أن سلماوي: كان من أكبر المؤيدين لانتخاب عمرو موسي رئيسا للجمهورية في انتخابات.2012 وقد ظهر الإختلاف واضحا علي اجتماع اللجنة حيث اختفت الذقون بصورة ملحوظة وتميزت المناقشة بالهدوء وبعيدا عن العصبية التي كانت تميز جمعية الإخوان والسلفيين. وقال عمر وموسي ردا علي تخوفات من الدكتور محمد غنيم أستاذ زراعة الكلي أن ما نبحثه ليس دستورا سابقا ولا توجد شبهة بطلان ونحن لا نعدل الدستور السابق ولكننا ننظر مشروعا جديدا أعدته لجنة الخبراء وبالتالي لا توجد شبهة بطلان. وقد غاب عن الجلسة أحمد محمدين رئيس جامعة قناة السويس لسفره للخارج, و بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور الذي قرر المشاركة في اللجنة ولكنه لم يتمكن من الحضور بسبب تأخر الحزب في اتخاذ قرار حول المشاركة من عدمه. وحول نقل جلسات اللجنة مباشرة علي الهواء وقبل طرح الأمر للتصويت قال الدكتور جابر نصار أن هذا الأمر مختص باللائحة الداخلية والتي ستضع تصور عام لجميع الأمور وعلي رأسها موضوع نقل الجلسات مباشرة علي الهواء ويوجد حاليا متحدث إعلامي للجنة. وقال محمد سلماوي المتحدث باسم اللجنة إن نقل ما يدور داخل الجمعية بصورة رسمية لا يحجر و لا يجور علي حق الأعضاء في التحدث عن أنفسهم وأن فكرة بث الجلسات علي الهواء مسألة تحتاج لمناقشة لأنها ليست لجنة جماهيرية ولكنها لجنة خبراء وتعرض أرائها علي الرأي العام ضمانا للشفافية. واعترض خيري عبد الدايم أن إذاعة الجلسات موضوع حيوي والشعب ينتظر لتلافي النقد الذي وجه للجنة العشرة بأنها لجنة سرية ولذلك من الأفضل أن تذاع الجلسات علي الهواء مباشرة, وحتي لا يقول أحد الأعضاء أن آراءه لم تنقل بالصورة الكاملة. وأيد ذلك عمرو الشوبكي إذاعة الجلسات علي الهواء. ونظرا لضيق الوقت المحدد ب60 يوما اقترح عمرو موسي جلستين عامتين في الأسبوع بينما تعمل اللجان طوال الأسبوع. ورفض عمرو موسي الانتظار علي صياغة اللائحة ولا بد أن تنتهي في يوم واحد علي أن يتم الاجتماع اليوم للانتهاء من موضوع اللائحة. واقترح عمرو موسي أن تبدأ الجلسة في الساعة العاشرة صباح أمس. وقال أنه سيدعو مكتب المجلس لتهنئة أعضائه. واقترح سلماوي توزيع مشروع اللائحة الذي أعده الدكتور جابر نصار و الدكتورة مني ذو الفقار علي الأعضاء لقراءته قبل جلسة اليوم. ووافق عمرو موسي علي هذا الاقتراح علي أن تقوم أمانة مجلس الشوري بتوزيع مشروع اللائحة علي الأعضاء.