ضمت لجنة الخمسين لإعداد الدستور عددا من المبدعين, الذين يمثلون أكثر من جهة ثقافية وابداعية, فجاء اسم سيد حجاب عن المجلس الاعلي للثقافة, والكاتب محمد سلماوي عن اتحاد الكتاب. والفنان محمد عبلة عن قطاع الفنون التشكيلية, والمخرج خالد يوسف عن النقابات الفنية, والكاتب حجاج أدول كناشط نوبي, والكاتب مسعد ابو الفجر كناشط سيناوي. وهذه المشاركة جاءت بعد كثير من النداءات التي قامت بها النخبة الثقافية من بعد ثورة25 يناير مؤكدين علي ضرورة مشاركتهم في اعداد الدستور كضمير للأمة وجزء منها, مطالبين بان يتضمن الدستور مواد كفل الحريات العامة والخاصة للمواطن والمبدع, وألا يقيد الدستور الفكر والابداع, وهذا ما جاءت تلك الاسماء لتؤكده في حديثها مع الأهرام المسائي بعد اقصائهم من اعداد دستور النظام السابق. سيد حجاب: مواد الحريات تمنع الاستبداد باسم الدين والأمن قال الشاعر سيد حجاب لم أبلغ رسميا بعضوية لجنة الخمسين لكن كمواطن أري أنه ينبغي التركيز علي هوية مصر الثقافية والوطنية, لقطع الطريق علي اي استبداد محتمل وذلك بالتأكيد علي الحريات العامة والخاصة, وتحديد صلاحيات الرئيس القادم, واختيار نائب منتخب له, وبعد ذلك يتم الاعداد لدستور يليق بمصر وشعبها وثورتها يفتح افاق المستقبل, أمام استقرار الإرادة الوطنية والتنمية في طريق العدالة الاجتماعية, ومن المفترض ان نؤكد علي كل الحريات منها حرية العقيدة والفكر والابداع الفردية والمجتمعية, ومن ناحية اخري التأكيد علي الهوية الوطنية وهذه ضمانات حرية الابداع, وهذا بالطبع يقف امام اي استبداد محتمل باسم الدين او باسم الامن, وكلاهما يمكن ان يشكل قيد علي حرية الفكر والتعبير والعقيدة. وأضاف حجاب ما رأيناه في الدستور الذي اسقطته ثورة30 يوليو انه كان يؤسس لنوع من الاستبداد الديني بل ولدولة سنية كي يأخذوا مصر للعبة الشرق الاوسط الكبير والتقسيم بين سنة وشيعة واكراد لتكون هناك اعراف مختلفة داخل الامة العربية, وقد تعلمنا جيدا من الدرس بحيث نمنع العمل بالسياسة باسم الدين ويفصل بين الدعوي والسياسي, ويكتفي بالمادة الثانية التي اجمع عليها المصريون من مسلمين واقباط. محمد عبلة: هدفنا المحافظة علي شخصية مصر وأوضح الفنان التشكيلي محمد عبلة عضو لجنة اعداد الدستور ان هناك ثلاث موضوعات حريص عليهم هي حرية الفكر والابداع والا يتم الاعتداء علي أحد بناء علي رأيه او فكره او ابداعه, ثانيا الحفاظ علي التراث والزام الدولة بذلك وهذا يشمل التراث المادي مثل الاثار والتراث المعنوي معنوي مثل الامثال والحكايات ويكون هناك التزام من الدولة بذلك, والعمل علي ان تكون هناك بيئة حاضنة للافكار والابداعات والتشجيع علي البحث العلمي واطلاق حرية الباحثين دون خوف اذا كانت البحوث علمية أو تاريخية أو دينية تعطي الفرصة كاملة, كما انني حريص ككل انه يكون الدستور معاصرا يعبر عن القرن الواحد والعشرين ولا يعارض في بنوده المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان والحقوق المتعارف عليها. وأضاف محمد عبلة سنقوم بعقد لقاء في نقابة التشكيليين والاتليية والمجلس الاعلي للثقافة وانا سأتحرك لأكثر من مكان منها اتحاد المعماريين والمصممين وكل من له علاقة بالفن والابداع, فنحن نريد حرية الفكر والابداع في المطلق لكن لا تتعارض مع حرية الاخرين وقيم المجتمع الراسخة واحترام الاديان والمقدسات والعائلة, وتخضع لثوابت المجتمع فنريد ان نحافظ علي شخصية مصر احنا مش عايزنها بلد تانية وهذه الثوابت هي الضامن للحفاظ علي الهوية لكن الناس تكتب وتفكر وتبدع كما تريد لكن بوضع تلك النقاط امام اعينهم. سلماوي: متفائل واللجنة تمثل المجتمع كله وقال الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب إنه متفائل بهذه اللجنة ولا يجب ان يكون عددها خمسين لكن يجب ان تمثل المجتمع كله, ورغم ذلك فاللجنة مفتوحة لكل الاقتراحات, واشار سلماوي ان الوضع في هذه اللجنة مختلف عن اعداد الدستور السابق اذ تقدم الاتحاد باسماء لكبار المبدعين ولم يأخذ منها احد, رغم ان لجان الدستور علي مر التاريخ كان بها مبدعين كبار مثل فكري اباظة وعبد الرحمن الرافعي وطه حسين, فتم اقصاء المثقفين والمبدعين من هذه اللجنة, وفي اعتقادي ان هذا الخطأ ما دفع من شكل لجنة الخمسين ان تهتم بالاتحاد والمثقفين وهم ضمير الأمة.