وصف نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أمس التفجيرات التي شهدتها مدينة طرابلس بالكارثة الوطنية والإنسانية بكل معني الكلمة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ميقاتي عقب اجتماع للبحث في تداعيات التفجيرين اللذين استهدفا مدينة طرابلس أمس الأول وأوقعا عشرات القتلي ومئات الجرحي. وأضافأن الاجتماع خصص للبحث فيما يمكن اتخاذه من إجراءات لتعزيز الأمن في طرابلس من قبل القوي الأمنية وتعزيزها بالمعدات والتجهيزاتلتقوم بدورها. وشدد علي أنه تم التأكيد خلال الاجتماع عليالتمسك بالدولة وبمؤسساتها ودعم كل الأجهزة الأمنية بما يلزمها لتتمكن من القيام بواجبها كاملا. وأكد أنه بعد تشييع الشهداء سيكون للجيش والقوي الأمنية تدابير فاعلة لضبط هذا الموضوع. ومن جانبه, ندد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بالتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في مدينة طرابلس بشمال لبنان أمس الأول.. داعيا لإعلاء صوت الوطنيين العقلاء فوق أصوات التطرف والعصبيات الفئوية والالتزام بجوهر الدين والوحدة الوطنية لأنهما السبيل الوحيد لمواجهة الإرهاب. ووصف شاتيلا في بيان أمس تفجيرات طرابلس بأنها رسالة عن استمرار وضع لبنان ضمن دائرة الشرق الأوسط الكبير الذي يضرب المنطقة. وشدد التمسك بدور الجيش الوطني الحافظ للسلم الأهلي وتعزيز قدراته للمحافظة علي الاستقرار وصيانة وحدة البلاد.. محذرا من أن عملاء إسرائيل وشبكاتهم لن تتوقف مؤامراتهم لإشعال فتنة مذهبية وأزمة طائفية. وفي واشنطن, اعتبرت مجلة تايم الأمريكية أن تفجيرات لبنان الأخيرة تعد أحدث علامة علي تزايد حدة الأحقاد والكراهية في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت المجلة الأمريكية في تعليق أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس أن التفجيرين اللذين شهدتهما مدينة طرابلس اللبنانية عقب صلاة الجمعة أمس يأتيان عقب مرور أسبوع علي انفجار سيارة مفخخة في حي شيعي يقع في جنوببيروت, كرد فعل علي ما يبدو- علي تصاعد حدة الكراهية الطائفية,التي تشكل الحرب الأهلية الوحشية في سوريا. ولفتت المجلة إلي أنه ولعدة أشهر, شهدت مدينة طرابلس الشمالية اندلاع عدة معارك بين الميليشيات السنية المحلية والقوات اللبنانية وفي مكان آخر, توافد المقاتلون الذين ينتمون إلي جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت المجلة أن هذه الأعمال الوحشية إنما تؤكد علي الطابع الذي تميزت به الاضطرابات التي اجتاحت أجزاء من العالم العربي منذ ثورات الربيع العربي عام2011, وهو تصاعد التوترات الدينية. ونقلت المجلة عن التقرير الصادر عن مركز بيو للأبحاث في20 يونيو الماضي قوله إن ثورات الربيع العربي قد أضافت المزيد من القيود المفروضة علي الدين, مع تجلي التصاعد في الأعمال العدائية الاجتماعية المتعلقة بالدين. ومنذ عام2011, اعتبر بعض الخبراء أن سبب هذا الأمر هو عدم الاستقرار السياسي الذي تمخض عن الثورات التي شهدتها المنطقة حسبما أبرزت المجلة. ورأت المجلة أنه بالرغم من انتشار الفساد في الشرق الأوسط قبل الربيع العربي, إلا أن المنطقة كانت تشهد نوعا من الاستقرار النسبي, ونتيجة للحيلولة دون أن تستمر الدول كمصدر للهوية, فإن الشعوب تتجه للبحث عن مصدر آخر للهوية لإعادة الاستقرار. وتابعت قولها: وهذا يؤدي بدوره إلي تسييس الهوية الدينية التي باتت تحل محل النظم السياسية في المنطقة, مشيرة إلي أن ما وصفته بفتنة الربيع العربي نجم عنها الفراغ السياسي الحالي والذي أطلق العنان للأعمال العدائية الكامنة, وفضح مدي هشاشة وضعف الترتيبات السياسية التي كانت قائمة في بعض هذه البلدان. وأردفت تقول ويتجلي هذا بشكل أكثر وضوحا في سوريا, حيث الحملة القمعية الدموية التي أطلقها نظام الأسد, كما يقول النقاد, حيث تفاقمت الانقسامات الطائفية, الاستقطاب والصراع, والتي أدت جميعها إلي ظهور الجناح الراديكالي في صفوف الثورة, مما أثار قلق المجتمع الدولي وفي هذه الأثناء, تسبب صعود الإسلام السياسي في الديمقراطيات الوليدة الربيع العربي في خلق مجموعة جديدة من المخاوف لدي البعض واختتمت مجلة تايم الأمريكية- تعليقها- قائلة إنه وفي ظل تصاعد أعمال العنف في المنطقة, فإنه بات من الصعب معرفة متي أو كيف سيتم وقف هذا العنف, قبل أن يلحق المزيد من الأضرار بمنطقة الشرق الأوسط. رابط دائم :