حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دول العالم اجمع من استمرار اتخاذها مواقف سلبية تجاه مايحدث في مصر من أعمال حرق دور العباد وقتل الآمنين. مؤكدا أن هذا سينعكس علي كل من ساهم في الاضطرابات التي تجري علي الأراضي المصرية متهكما علي الموقف الأمريكي من قطع المعونات عن مصر. وقال الأمير سعود الفيصل لوكالة الأنباء السعودية أمس: لتعلم كل الدول التي تتخذ المواقف السلبية تجاه مصر بأن السعير والخراب لن يقتصر علي مصر وحدها بل سينعكس علي كل من أسهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري علي أرضها اليوم. وأضاف أن ما نشهده اليوم وللأسف الشديد من مبادرة المناوئين لحرق المساجد والكنائس والمنشآت العسكرية وأقسام الشرطة وترويع الآمنين ومحاولة تحويل الأزمة إلي حرب شوارع, وتزامن هذا النشاط الغوغائي مع العمل الإرهابي في سيناء يؤكد أن المنبع واحد, مؤكدا ان هذا الامر يدعو للأسي والحزن ولا تقبل به جميع المبادئ والقوانين المحلية والدولية. وشدد الوزير الفيصل في تصريحه أن هذا يتنافي مع سلمية الاحتجاجات, مع الأخذ في الاعتبار أن جميع قوانين دول العالم تمنع وبشكل قاطع أي تظاهرات مسلحة أو تهديد لأمن المواطنين أو المساس بالممتلكات العامة أو تعطيل الحياة ومصالح المواطنين. وقال إننا نري اليوم للأسف الشديد مواقف دولية أخذت مسارا غريبا في تجاهل هذه الحقائق الدامغة وركزت علي مبادئ عامة وكأنها تريد التغطية علي ما يقوم به هؤلاء المناوئين من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن, مؤكدا أن هذا الموقف يشجع هذه الأطراف علي التمادي في هذه الممارسات. وقال الفيصل للأسف الشديد, فإننا نري أن الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفها تجاه الأحداث في سورية, فأين الحرص علي حقوق الإنسان وحرمة دمه والمذابح التي تجري كل يوم في سورية والتي أدت إلي قتل أكثر من مئة ألف سوري دون أن نسمع همسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان حسب ما تقضي به مصالحه وأهوائه. وأكد وزير الخارجية السعودي أن هذه المواقف إذا استمرت لن ننساها في المملكة ولن ينساها العالم العربي والإسلامي, مؤكدا أن هذا الزمان سيوصم بأنه الزمان الذي انتهكت فيه الحقوق وبررت تبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إليها ضمير. وشدد الامير علي أن بلاده لن تأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والأكاذيب الواهية وإنما سنأخذها علي أنها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية, مشيرا إلي أن مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقي السعودية والأمة العربية صامته. وقال إزاء هذه المواقف الدولية السلبية تجاه مصر, كان لابد للمملكة أن تقف وقفة عز وحق معها, مؤكدا أن مصر تعتبر أهم واكبر دولة عربية ولا يمكن أن تقبل المملكة أن يرتهن مصيرها بناء علي تقديرات خاطئة. وقال الفيصل أؤكد للجميع أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا وقفت وستقف دائما مع مصر وأن الدول العربية لن ترضي مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها. واعرب الفيصل عن أمله من المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره. وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا العرب يوم الجمعة إلي الوقوف معا ضد محاولات زعزعة استقرار مصر. وتهكم الوزير الفيصل علي الدول التي لوحت بقطع المساعدات عن مصر في إشارة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وقال أما من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر, مؤكدا أن مصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك. وأوضح الوزير السعودي أن زيارته لباريس ولقاءه بالرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند أمس الأحد جاءت للبحث مع الأصدقاء في فرنسا الأوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤي علي ما يجري فيها من أحداث مبني علي حقائق وليس علي فرضيات. وقال الفيصل حقيقة الأمر أن ما تشهده مصر اليوم يعبر عن إرادة ثلاثين مليون مصري في30 يونيو, معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. رابط دائم :