ليس لأحد أن يقلل من التأثير السلبي للصيام علي لاعب كرة القدم في المباريات الرسمية خاصة إذا أدي قبل الإفطار مباشرة. وهو أمر قال العلم والطب فيه كلمة أخيرة، ولكن لا يمكن استخدامه كشماعة لهزيمة الأهلي والزمالك أمس في دوري أبطال أفريقيا أمام فريقين كانا يصيبهما الرعب لمجرد ذكر اسمي الفريقين الكبيرين في ربوع القارة الأفريقية، كما أن اللاعب المصري كان يتغلب علي هذه السلبية بالروح التي لم تعد موجودة الآن، وهي أيضا أي الروح السبب في فوز الأهلي باللقب الأفريقي في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد منذ ثورة 25 يناير 2011، بما يعني أنها أي ظروف البلاد ليست السبب الثاني لما حدث في الجونة والكونغو، وإن كان لا مفر من الإعتراف بأن دولة لا تقام فيها مسابقات حقيقية منذ عامين لا يمكن أن تحتفظ بوجودها كاملا في الساحة القارية. الأهلي حامل اللقب في ظل ظروف البلاد الصعبة. وصاحب أكبر الانتصارات في شهر رمضان وصل إلي هذه الحالة لأسباب ما كان للاعبين ولا للجهاز الفني رغم الأخطاء أن يصمدوا أمامها، فهو أمام مجلس إدارة أصيب بداء الكرسي، وفقد صوابه منذ أن صدرت لائحة الثماني سنوات، وخصص وقته لإصدار البيانات وعقد المؤتمرات والندوات ورفع الدعاوي القضائية، ولما تغيرت الدنيا وجاء "واحد من الشلة" وهو العامري فاروق وزيرا للرياضة وتلاعب باللائحة وأصدر أخري وجدوها فرصة لتجديد الحرب التي قال القضاء كلمته فيها بعد أن اضطر الوزير الملاكي إلي تشديد اللائحة بأمر الإخوان في السنة التي حكموا فيها البلاد! المجلس المتهم رئيسه في قضية كسب غير مشروع وضع كرامته جانبا وذهب إلي طاهر أبوزيد عندما أصبح وزيرا للرياضة لعل وعسي يلغي لائحة العامري ويؤجل الانتخابات وهو ما كان وإن لم يعلن التعديلات الجديدة ونسي أن فريق الكرة كان يحتاج إلي بعض الوقت حتي لا يلعب صائما في الجونة وترك الأمر لمدير كرة ليس لديه من المؤهلات إلا الولاء والسمع والطاعة والضلوع في "البيزنيس" فكانت المهزلة التي لن ينساها تاريخ الأهلي! وتتشابه الأوضاع في الزمالك، ويزيد عليها القرار الغريب باستبعاد أحمد حسن وعبد الواحد السيد من مباراة ليوبار الكونغولي، فهي عقوبات عفا عليها الزمن. خسرنا ولكن يمكن أن ننهض مرة أخري شريطة أن تغور الوجوه التي نهبت مال الشعب بوجوه فاضحة، كالحة، جامحة. وهذا هو دور الألتراس الحقيقي! رابط دائم :