أعز الله الأمة الاسلامية وكرمها تكريما لم يسبق لأمة, فرغم أنها آخر الأمم وأقلها أعمارا فضلها ربها وأعطاها ليلة جعل قيامها وصيام نهارها يعدل قيام وصيام أي عبادة متصلة لمدة83 سنة و6 أشهر وحتي ينال المسلم الثواب العظيم أخفاها الله تعالي في العشر الأواخر من شهر رمضان, وذلك بعد أن أعلمها لرسوله صلي الله عليه وسلم ليبين أثر الخلاف والتشاجر علي الرزق, حيث كان الخلاف بين صحابيين سببا لرفعها.( حول هذه الليلة وفضلها وكيفيك استغلالها) يقول الشيخ فكري إسماعيل أن ليلة القدر هي أعظم ليالي العام كله لقوله تعالي ليلة القدر خير من ألف شهر وقوله صلي الله عليه وسلم قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وقوله أيضا في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم وقوله صلي الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قاله ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قاما ليلة اقلدر غفر له ما تقدم من به, وفي هذه الليلة المباركة تنتشر الملائكة في الأرض فيها وهي خير للبشرية جمعاء ويستمر هذا النزول إلي مطلع الفجر. ويؤكد الشيخ فكري إسماعيل أنه لم يرد حديث يقطع بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان بل إن هناك آراء ثلاثة الأول منها يؤكد أنها العشر الآواخر من رمضان, والثاني أنها في الوتر من العشر الآواخر من رمضان, والثالث أنها ليلة السابع والعشرين, وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة, ويكفي هذه الليلة بأن الله تعالي بدأ نزول القرآن الكريم فيها علي رسول الله صلي الله عليه وسلم واستمر نزول القرآن علي الرسول الكريم أكثر من20 عاما وهي ليلة الشرف والاستقرار وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء, ولذلك عندما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال صلي الله عليه وسلم قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعفو عنيوكان صلي الله عليه وسلم يدعو بدعاء جاء فيه أعوذ برضاك من سخطك وعفوك من عقوبتك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك, ويستحب الاجتهاد في نهار هذه الليلة لأن من هديه صلي الله عليه وسلم استحباب قيام ليلة القدر وذلك بتلاوة القرآن وبكثرة الصلاة علي رسول الله وبالاستغفار حتي صلاة الصبح وعن علامات هذه الليلة يقول لهذه الليلة علامات أن الشمس تخرج صبيحتها مستوية ليس فيها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا مكان للشيطان أ يخرج معها يومئذ كما يقل فيها نباح الكلاب, وتشارك الملائكة المسلمين في إحياء هذه الليلة وتنتشر في الأرض حتي بعد صلاة الصبح مما يستوجب علي المسلمين اغتنام هذه الليلة والحرص علي الإكثار فيها من الدعاء لوطننا وأمتنا وأن يصلح ذات بيننا. ويقول الشيخ محمد حماده إمام وخطيب مسجد الرفاعي أن تحديد ليلة القدر كان قد علمه رسول الله صلي الله عليه وسلم تم نسيه بعد ذلك لما ورد عنه صلي الله عليه وسلم كنت أريت ليلة القدر وعلمت يومها أو ليلتها فجئت أخبركم بها فتناحي التشاجر رجلان فرفعت وأنسيت بعدها وقوله صلي الله عليه وسلم التمسوها في الوتر الأخير من رمضان مما يشير إلي حث النبي صلي الله عليه وسلم أمته علي قيام العشر الآواخر من رمضان ترقبا لفضل هذه الليلة التي قيامها يعادل قيام ألف شهر ما يقرب من83 عاما و6 أشهر فعلي جميع المسلمين والمصريين نبذ العنف والخلافات جانبا والانشغال بالعبادات في هذه المواسم والدعاء برأب الصدع والانشقاق بين أبناء الأمة استجابة لقوله تعالي واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقوله أيضا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم صدق الله العظيم.