رغم أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بأن ماحدث في مصر ثورة ان تدخل الجيش المصري جاء لحماية الديمقراطية يدعم ويساند الثورة المصرية فإن الدور الامريكي في التعاطي مع الأحداث في مصر بات غير مريح ويحمل إشارات غير مطمئنة إذ ان الفهم الحقيقي لتصريحات كيري أنها تأتي في إطار تبادل الأدوار بين أركان الإدارة الامريكية في التعامل مع الأحداث في مصر, ولا تعني تحولا جذريا في استراتيجية واشنطن في المنطقة والتي دفعتها لإقامة تحالف شيطاني مع الإخوان كان يستهدف تصفية القضية الفلسطينية علي حساب الأراضي المصرية في سيناء, حيث إن ماجري تسريبه عبر تقارير مخابراتية دولية خلال الأيام الماضية حول اتفاق سري بين الجماعة والأمريكان وإسرائيل وألمانيا يتم بمقتضاه استقطاع جزء من سيناء وضمها إلي غزة لإقامة دولة للفلسطينيين مقابل حصول إسرائيل علي الضفة, وإنهاء القضية يفسر سر تمسك الأمريكان بالإخوان والدفاع عنهم حتي اللحظة الأخيرة باعتبارهم الكنز الاستراتيجي الذي يعتمد عليه في تنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني في المنطقة. ولعل الشواهد التي تعزز نظرية المؤامرة الأمريكية كثيرة, والبراهين التي تدعم هذا المخطط المشبوه عديدة, وربما يكون الدور الغامض الذي قامت به السفيرةالأمريكية آن باترسون التي عرف عنها انها مهندسة طبخة الاسلام السياسي ومروضة التيارات الاسلامية التي نجحت فيها اثناء عملها بباكستان, كما ان لقاءاتها السرية مع الإخوان ومقترحاتها لهم قبل وبعد30 يونيو يكشف عن دور يتجاوز حدود العمل الدبلوماسي للسفيرة, ثم تكتمل شواهد المخطط الامريكي بالقرار المفاجئ للخارجية المريكية قبل يومين بسحب السفيرة من مصر وتكليف بدل منها سفيرا لا يقل عنها خبثا وهو روبرت فود الذي كان يعمل سفيرا لواشنطن في سوريا ولعب دورا كبيرا في الأزمة السورية و مع المعارصة السورية المناهضة للنظام السوري, والمؤكد ان هذا الاختيار في هذا التوقيت يؤكد اصرار واشنطن علي المضي قدما في مخططها الشيطاني. إذن نحن أمام مؤامرة مكتملة الأركان تستهدف النيل من استقلال مصر وسيادتها, ولعل الضغط الدولي المتصاعد علي مصر منذ ثورة30 يونيو, يضيف بعدا آخر لهذا المخطط, لكن الرهان الأقوي هو الشعب المصري الذي سينجح بصموده, وتماسكة, وحيويته في إفشال هذه المخططات, لأن ثورة الشعب في الثلاثين من يونيو هي التي كشفت هذه المؤامرات, وأسقطت الأقنعة عن المتآمرين.