قال الشاعر فارس خضر الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر إنه لا يتوقع أن تجد توصيات المؤتمر المزمع انعقاده في ديسمبر المقبل، صدى لدى الجهات التنفيذية لتنفيذها في ظل الوضع الراهن الذي لم يختلف مطلقا عن نظام مبارك القديم، مهما بدت تلك التوصيات متلاحمة مع الواقع الثقافي والسياسي الحالي. وأوضح في تصريحات ل"بوابة الأهرام": عندما تقيم مؤتمرًا وتطلق توصيات،فأنت تتحدث من منطق المثقف والمخطط وتوجه رسالتك لجهات التنفيذ لتنفيذ تلك التوصيات، لكن للأسف مازالت آلية النظام السابق نفسها هي السائدة، حتى في وزارة الثقافة برغم الثورة، لكن من يعرف ماذا سيحدث في الأيام المقبلة، لعل الأوضاع تتغير للأفضل وحينها يكون للمؤتمر أمل في تنفيذ توصياته. وأضاف: في الماضي كانت تقام مثل هذه المؤتمرات الأدبية كنوع من الزينة والكرنفالية، لأن السياسي كان يركب على كتف المثقف ويسوقه، أعتقد أن الوضع أصبح الآن مختلفًا، وأصبح على السياسي أن يجتمع بالمثقف ليصلا إلى حالة من التفاهم، وفي مؤتمرنًا هذا العام، سيكون صوت المثقف عاليًا، ومتلاحمًا مع الجمهور، ولن تجد تلك المنصة التي تلقن الجمهور، بل ستكون ورشًا للعمل تفاعلية، وستصدر توصياتها معلبة كما كان في السابق. وعن عنوان مؤتمر هذا العام "سقوط نص الاستبداد..الثقافة والثورة مراجعات ورؤى"، يقول "خضر": أردنا ألا نكتفي فقط بعنوان الثقافة والثورة لأنه عنوانً فضفاضً للغاية، لأننا في لحظة سائلة سياسيًا، وفي حالة ولادة مستمرة للأحداث، لذا رأت لجنة الأبحاث برئاسة الدكتور صلاح الراوي أن عنوان الثقافة بمفرده لا يؤدي الغرض حتى لو تم تناوله بمعنى المراجعة النقدية، وهل كان المثقف معرقلًا للثورة أم مبشرًا بها؟، لكن قضية سقوط نص الاستبداد ستجعل الأمر أكثر تحديدًا، وعلى ذلك الأساس قررنا طبع كتاب "طبائع الاستبداد" لعبد الرحمن الكواكبي ضمن مطبوعات المؤتمر، كما ستعقد حلقة نقاشية على هامش الفعاليات حول مفاهيم ذلك الكتاب وسيقدم الكاتب عبدالغفار مكاوي قراءة نقدية له. وعن الانتقادات التي وجهت كثيرًا للأوراق البحثية التي يقدمها المؤتمر واتهامها بالضعف، قال خضر: عادة ما يتم تكليف الباحثين بأعينهم لتقديم أبحاثهم للمؤتمر، لكن هذه المرة سنترك المجال مفتوحًا أمام الجميع، فضلا عن أنه سيكون على أدباء أندية الأدب بالمحافظات والفروع ضرورة المشاركة فى المؤتمر بورقة عمل موجزة عن شعارات الثورة، مما سيتيح أمامنا أوراقًا بحثية عديدة قد يصل عددها إلى 200 في هذه النقطة فقط، مما سيمكننا من اختيار الأفضل وطرحه للمشاركة. يذكر أن لجنة الأبحاث، قد أوضحت في بيان لها خطة المؤتمر البحثية لهذا العام، بحيث يشمل المؤتمر عدة محاور فرعية هي: الأدب والثورة، المثقف والثورة، المؤسسات الثقافية نحو واقع جديد، الثورة والميديا التفاعلية، نصوص الثورة فى المحافظة المضيفة.