يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الخميس في البيت الأبيض لتأكيد متانة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكندا "الحليفين، الشريكين، الجارين والصديقين". ويشكل اللقاء مع الرئيس الأمريكي الذي يغادر السلطة بعد أقل من عام، فرصة لرئيس الوزراء الكندي الشاب، الذي لا تزال شعبيته في أوجها في استطلاعات الرأي بعد أربعة أشهر على توليه منصبه، لتسليط الضوء على التغيير في النمط والأسلوب اللذين اعتمدهما سلفه المحافظ ستيفن هاربر. وزيارة الدولة هذه- الأولى منذ 19 عامًا- تهدف إلى تعزيز العلاقة الخاصة بين البلدين اللذين يتقاسمان الحدود الأطول في العالم وتربط بينهما علاقات اقتصادية وثيقة، إذ تستورد الولاياتالمتحدة 75% من صادرات جارتها في الشمال بينما تشكل كندا الوجهة الأولى لصادرات 33 ولاية أمريكية. وقال مارك فيرشتاين من مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الزيارة يفترض أن تظهر أيضًا نوعًا من التعاون بين "قائدين شابين لديهما رؤية مماثلة وتقدمية". خلال لقاء أوباما للمرة الأولى مع ترودو في نوفمبر في مانيلا، حذره من صعوبة المهمة التي تتظره. وقال "أعرف أن حديثك عن الأمل والتغيير هو مصدر إلهام كبير للكنديين. أريد فقط الإشارة إلى أنني أيضًا لم أكن أعاني الشيب قبل سبع سنوات". وأعدت الإدارة الأمريكية استقبالًا حافلًا يبدأ في حدائق البيت الأبيض، حيث سيكون أوباما مع زوجته بانتظار الزوجين ترودو في الصباح، ثم يشارك رئيس الوزراء الكندي في غداء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل مأدبة عشاء رسمية يليها حفل استقبال داخل فندق كبير في العاصمة الأمريكية. وسيناقش ترودو خلال زيارته واشنطن، مع الرئيس الامريكي، اتفاقات تجارية وسبل الحد من الاحتباس الحراري. وعمل وزراء الداخلية والبيئة الأمريكيون والكنديون، في سياق تحضيرهم لهذه القمة، على تشديد القوانين المتعلقة بالتلوث المنبعث من السيارات وتطوير مركبات كهربائية، ووضع قواعد ضابطة للغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من البلدين، فضلاً عن مسألة إدارة حدودهما المشتركة. ويأمل الجانبان في تسهيل التبادلات بينهما، وكذلك الإجراءات الأمنية المتخذة بعد 11 سبتمبر 2001 والتي أعاقت بشدة حركة التنقل الحدودية. ويحاول البيت الأبيض التقليل من الاختلافات، خصوصًا فيما يتعلق بمكافحة تنظيم "داعش" مع إعلان اوتاوا سحب مشاركة ست مقاتلات تابعة لها من طراز اف-18 من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وصرح فيرشتاين أن "كندا من الدول المؤسسة للتحالف ضد تنظيم داعش، وهي تظل شريكًا أساسيًا ونحن راضون عن مساهمتها".