في مشهد غريب تحت قبة البرلمان المصري، قام النائب السكندري كمال أحمد، بضرب زميله توفيق عكاشه بالحذاء، وسط ذهول جميع أعضاء المجلس، ورئيس المجلس الذي قام بطرد العضوين من الجلسة، أمام الجميع. لم تكن المرة الأولي التي يستخدم فيها الحذاء تحت قبة البرلمان المصري، ولكنها كانت الأعنف. كمالأحمد الذي دخل في وعكة صحية، برر قيامه بضرب عكاشة بالحذاء، بأنها رسالة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لتوفيق عكاشة الذي قام بعقد لقاء مع السفير الإسرائيلي في منزله بالدقهلية وهو ما أثار ردود فعل متباينة، واتهامات بالعمالة والخيانة لعكاشة، الذي استفز أعضاء المجلس العاضبين، بدخوله مرفوعًا علي الأعناق من بعض أنصاره. "بوابة الأهرام" ترصد محطات مثيرة في حياة عكاشة وصعوده السياسي، بداية من شتيمته علي الهواء من بعض المواطنين، واتهامه بالجنون والهتاف ضده، ونهاية بطرده من البرلمان وضربه بالحذاء تحت القبة، والمطالبة بشطبه. لم يكن "عكاشة" قبل الثورة بالإعلامي أو السياسي المعروف، ولكن الظرف السياسي والفوضي الإعلامية، حولته لشخص معروف في أوساط البسطاء، اتهمه البعض بالجنون، والبعض الآخر بالانحراف وتأجيج الفتن بسبب مواقفه التي وصفت بالغريبة، وأدائه التمثيلي أثناء تقديمه لبرنامجه علي شاشة قناة الفراعين، التي يشغل رئيس مجلس إدارتها. تسبب عكاشة في الكثير من الأزمات، ومنع من الظهور علي شاشات التلفزيون بموجب حكم قضائي، لكنه عاد مرة أخري للظهور، ليتم الحكم عليه في 2012 بالسجن لمدة ستة أشهر، بعد قيامه بسب وقذف ليلي مرزوق والدة خالد سعيد، والذي وصفه عكاشة بأنه كان يدخن البانجو. تحول عكاشة لمادة خصبة للسخرية في البرامج الكوميدية، وأشاد به الإعلام الإسرائيلي، بسبب سبه لأهل غزة في برامجه أثناء الحرب علي غزة في 2014، استغلال عكاشة لقناة الفراعين، في السب والقذف ومحاربة خصومة السياسيين، انتهت بصدور قرار بغلق القناة، وأنذرت بسحب ترخيصها. أطل عكاشة مرة أخري علي المشاهدين، من خلال برنامج "مصر اليوم" علي قناة دريم، ولكن بعد بث أول حلقتين فقط، فسخت القناة تعاقدها معه، وأكدت في بيان لها، أن حديثه والموضوعات التي يتناولها من شأنها إثارة الفتن. عاد عكاشة للشاشة عن طريق قناة كايرو سينما، وحدث خلاف آخر بين فريق إعداده وبين إدارة القناة، بالرغم من ذلك استمر عكاشة بالقناة، حتي تم إعادة بث قناة الفراعين. الجدير بالذكر، أن واقعة استخدام الحذاء للضرب أو إسكات الخصوم السياسيين تحت قبة البرلمان لم تكن الأولي، فقد سبق أن قام النائب الراحل طلعت السادات، في عام 2006 برفع حذائه في وجه أمين السياسات بالحزب الوطني المنحل أحمد عز، اعتراضا علي سياساته وتلاعبه بالبورصة. وتكرر المشهد في عام 2009 عندما رفع أشرف بدر الدين، نائب جماعة الإخوان المسلمين الحذاء في وجه زميله نشأت القصاص المنتمي للحزب الوطني، خلال مناقشة قضية إغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة.