قال السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إن تاريخ هيكل يجب أن يكون مادة للأجيال الجديدة، فقد أشارت كل الكتابات إلى أن "هيكل" عندما كان في العشرينيات، كان نابغة، وقد أسهم في تشكيل الحكومات، وبدأ حياته بالتعرف إلى الكبار. وأضاف "الفقي" أنه عندما سُئل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لماذا "هيكل"؟، أجاب بأن الصحفيين يأتوننا ليعرفوا الأخبار والمعلومات، أما "هيكل" فقد كان يعطيني ما أريد، مشيرًا إلى أن سر شموخه، تعامله دائما بندية مع الملوك والرؤساء والحكام، وكان يتصرف كما لو كانوا هم الأدنى وليس العكس. ورأى الشاعر فاروق جويدة، أن "هيكل" لم يكن صحفيًا أو كاتبا أو إنسانًا عاديًا، بل كان مشروع إنسان، كانت لديه أحلام كثيرة، ومغامراته وهو شاب صغير تنبأت بأننا أمام نموذج متفرد، وقال: كنت أضحك عندما يُقال إن هيكل سرق مننا الفرص لقربه من السلطة. وأضاف "جويدة"، أنه كان موهوبا، حتى ولو لم يكن قد ظهر في عهد "عبد الناصر"، فقد كان نموذجا متفردا، وحالة غير متكررة، وكان القيمة الحقيقة، ولم تصنعه الثورة. وقال الكاتب هاني شكر الله، إن فقد "هيكل" فقد شخصي، عرفته لأكثر من 20 عامًا، وكل دقيقة قضيتها في صحبته، كانت حافلة بالمعرفة، وخفة الظل، والذهن الثاقب بحد مذهل، وكانت لديه قدرة فائقة في المعرفة، والعلم. وروى الكاتب صلاح منتصر، أبرز ثلاث محطات في حياة "هيكل"، الأولى، دخوله للأهرام، والثانية،رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والثالثة، خروجه من الأهرام. وأوضح "منتصر" أن "هيكل" أعطاه درسًا في أن القيمة في الإنسان وليست في الكرسي، فقيمتنا في أنفسنا، واصفًا إياه بأنه جملة متفردة جدًا في الكتابة، يستطيع أي شخص أن يعرف أسلوبه من بين 500 كاتب، بالإضافة إلى قدرته على السرد والتحليل والتعامل مع اللغة بعبقريته الشديدة، فاستطاع أن يضع نفسه في المكان الذي يليق به. واعتبر الكاتب مرسى عطا الله، أن "هيكل" كانت له عين ثاقبة تُحسن الانتقاء والفرز، فصك عبارة الرجل المناسب في المكان المناسب، وكان أحد أهم أسباب دخول صحيفة "الأهرام" إلى ساحة العالمية. وأضاف الكاتب السيد ياسين، أن "هيكل" كان رائدًا للتجديد المؤسسي، وحين عُهد إليه برئاسة تحرير "الأهرام"، فأعاد بناءها وفقًا لرؤية حضارية متكاملة، وهو لم يكتف بتجديد الجريدة، كمؤسسة صحفية عصرية ولكنه التفت مبكرًا إلى أهمية الاستعانة بمجهود شباب الصحفيين الذين تخصصوا في الإعلام وأصبحوا من بعد من نجوم الصحافة. وأوضح "ياسين" أن الرؤية الحضارية المتكاملة للأستاذ تتجلى في أنه حول جريدة "الأهرام" إلى منبر للتنوير الثقافي لأنه ضم إلى هيئة تحريرها كوكبة من كبار الأدباء والمفكرين الذين يعبرون عن اتجاهات فكرية شتى. وأشار "ياسين" إلى أن "هيكل" كانت لديه نزعة أكاديمية علمية، فقد أنشأ مركز الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية لأنه أراد أن يؤسس لخطاب علمي ويدرس الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة النظر التاريخ، ومن وجهة نظر علم السياسة والعلاقات الدولية والنظريات الاستعمارية بالإضافة إلى الدراسة المتعمقة للجانب الإسرائيلي. كذلك رأى "الأستاذ" ضرورة تحويل هذا المركز ليصبح مركزًا للدراسات السياسية والاستراتيجية حيث تتعمق دوائر أبحاثه للدوائر العربية والمصرية، إيمانًا بعمق البحث العلمي. جاء فى مقدمة حاضرين أمسية تأبين هيكل بمؤسسة "الأهرام": د.نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، وجلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وأحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، ومحمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام، والمفكر د.مصطفى الفقي، وأشرف العربي وزير التخطيط، ومحمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ود.مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق، ود.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة،وغيرهم. ومن الكتاب والمثقفين: مرسى عطا الله، وسناء البيسي، وآمال بكير، وعائشة عبد الغفار، والشاعر فاروق جويدة، ومصطفى الضمراني، وجمال زايدة، وعزة الحسيني، وزينب الإمام، وفنان الكاريكاتير فرج حسن، وسهير هدايت، وسوسن عز العرب،وغيرهم.