قال أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن الكاتب محمد حسنين هيكل، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام، كان "أسطورة، وقدم رسالته بطريقة بديعة، تجعل أي قارئ يحتمل كتاباته مهما طالت، فقد كنا نقرأ عملا أدبيا رفيع المستوى، وليس مجرد كتابة سياسية". جاء ذلك خلال حفل التأبين الذي تقيمه مؤسسة الأهرام للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، بحضور كل من د.نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، وجلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وأحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، ومحمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام، والمفكر د.مصطفى الفقي، وأشرف العربي وزير التخطيط، ومحمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ود.مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق، ود.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة. ومن الكتاب والمثقفين: مرسى عطا الله، وسناء البيسي، وآمال بكير، وعائشة عبد الغفار، والشاعر فاروق جويدة، ومصطفى الضمراني، وجمال زايدة، وعزة الحسيني، وزينب الإمام، وفنان الكاريكاتير فرج حسن، وسهير هدايت، وسوسن عز العرب. وأضاف النجار، أنه هو "الرمز الأعظم، على الصعيدين المصري والعربي، والقيمة الكبرى، كان مفكرا وكاتبا كبيرا، قام بإصلاح على المستوى المؤسسي والإداري، وقد استلم المؤسسة وهي وشك الانهيار. وقال النجار إن هيكل سيظل حاضرا في المؤسسة". من جانبه، قال محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام: لم يمر بخيالي أن أكون في موقف مثل هذا، أن أقول كلمة لأستاذي، خسارة كبيرة على المستوى العام والشخصي، فقدان الأستاذ هيكل خسارة كبيرة، ولكنه ما دام موجودا بكتبه وأفكاره، فإننا بالتأكيد سنستفيد منه. وتابع: من خلال قربي من الأستاذ تعلمت أن الصحفي يجب أن يكون لديه كبرياء وشموخ، ويتحقق ذلك بالاطلاع والمواقف، وأذكر أنه قال لي: "لن أدخل تاريخ الإخوان بطلب مقدم للجماعة". واستطرد: منه تعلمت قيمة الأهرام في احترامها لقارئها، وفي إرساء قيم العلم والعدالة من خلال العمل الصحفي. وأضاف: كان غاية في التواضع، سألته ذات مرة عن أن قيمة الصحفي تتراجع في بنية المجتمع، أجاب بأن الصحفي يقدم إجابات أكثر مما يطرح أسئلة، وما تركه لنا من أعمال هو إرث سنتعلم منه. وفي كلمته قال جلال عارف، رئيس المجلس الأعلى للصحافة: مهما قلنا ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه، هذا الرجل الذي أعطى للمهنة والوطن ما أعطاه، ثم ظل لآخر لحظة في عمره، يريد أن يستكمل العطاء، ويريد من الجميع أن يسيروا على هذا النهج في عطاء المهنة والوطن، وفي ابتغاء الخير لوطن يستحق أن يصنع التاريخ، لا أن يخرج منه، كما ألمح في حواره الأخير. وأضاف عارف: على مدى عمره الطويل يرتبط بمؤسسة كالأهرام، تسلمها وهي تتراجع في التوزيع وتوشك على الإفلاس، وإذ به يجعلها واحدة من أكبر عشر صحف في العالم، وإذ به ينقلها من المحلية إلى العالمية، وينتقل بها إلى هذا المبنى الذي حرص عند إنشائه على أمرين، ألا يقتصر الأمر على المبنى، بل يتحول إلى مؤسسة كاملة تكون صرحا للاستنارة، وتكون قائدا للصحافة المصرية والعربية. وأردف: كافح في سبيل استقلال الصحافة في وجه تيار كان يريد أن يلحق الصحافة بأجهزة الدولة، معركة طويلة خاضها الأستاذ وخاضها معه الصحفيون في بعض الفترات، حتى استقر الوضع على استقلال الصحافة، وحتى دعمه بالانحياز للحريات والدفاع عن أبناء المهنة وأصحاب الرأي.