قال الكاتب الصحفي الكبير حمدي قنديل، إنه تحمس للتكريم الذي تلقاه من مبادرة "ميدياتوبيا" لشباب الإعلاميين خلال حفل إطلاق موقعها الإلكتروني، قبل أسبوع، لأنها تتضمن مجموعة شباب أنقياء، معتبرًا إياه أهم من التكريمات الأخرى التي تلقاها. وأضاف قنديل، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر"، أن السلطة تتعامل مع الإعلام بتدليل الإعلاميين المخطئين، وتابع "عندما يكون هناك صحفي يثير المشكلات مع كل رحلة سفر برفقة الرئيس، لا نشعر ببهجة المشهد الراقي مثلما حدث يوم حضور الرئيس قمة المناخ في باريس بصحبة زعماء العالم، لأن الصحفي خطف الأضواء"، مشيرًا إلي أن تجاوزات الإعلام تؤثر على عقول ونفوس المواطنين. ويرى قنديل، أن تجربة البرلمان إيجابية حتى الوقت الحالي، وتحتاج مزيدًا من الوقت لتقييمها، مشددًا على أنه يمتلك نقدًا لمجلس النواب في الوقت الذي يترفق به ويمنحه الفرصة. ولفت قنديل إلى قلقه بشأن دعوة الحكومة لجنة خاصة لدراسة قانون للإعلام، بعد القانون الذي اجتمع عليه الإعلاميون في التنظيم الموحد للعمل الإعلامي، وكذلك من استمرار إدارة الدولة للإعلام بشكل غير مباشر بعد إلغاء وزارة الإعلام، ودعا إلى سرعة إنشاء نقابة جامعة للإعلاميين. ومن جانبه، قال كريم بيبرس، أحد أعضاء مبادرة "ميدياتوبيا"، إن فكرة المبادرة تقوم على إيجاد بيئة كاملة لتنشئة الإعلاميين الشباب على القيم السلوكية الصحيحة والمعايير المهنية للعمل الإعلامي، من خلال المعسكر الذي ينعقد مرتين كل عام، والمشروعات التدريبية المتنوعة. فيما قالت رحاب إسماعيل، إحدى عضوات مبادرة ميدياتوبيا، إن المعسكر يبدأ بالطابور الرياضي وتحية العلم، ويتبع ذلك اجتماع تحريري لكل مشروع تدريبي للاتفاق على خطة اليوم، ويتكرر ذلك لمدة 5 أيام حتى حفل ختام المعسكر وتحكيم المشروعات المنتجة. كان الإعلامي حمدي قنديل قد ألقى كلمة خلال الحفل الذي أقيم بمؤسسة الأهرام 11 فبراير الجاري؛ احتفالا بإطلاق موقع مبادرة "ميدياتوبيا"، والتي كانت بمثابة وصية قال فيها لشباب المبادرة كان نصها كالتالي: تكريمكم هذا قيمته عندى أغلى من كل الجوائز التي تلقيتها، ذلك أنه أتى من جماعة شابة نقية، تحمل لنا الأمل في إعلام أفضل من ذلك الذي يسممنا الآن، وأملى وثقتى أن تظلوا على ما أنتم عليه، عنوانا للثقة وشعلة لا تنطفئ.. أرجوكم ألا تيأسوا مهما تدنى المشهد الإعلامى حولكم، تمسكوا بالقيم التي أرسيتموها في بيانكم عام 2014، قيم النزاهة والموضوعية والدقة والإنصاف. واصلوا تحريضكم على التغيير والإصلاح والتحديث والنهضة، ومشاغبة الداعين إلى التحنيط والتقديس والاستقرار الذي يغتال التقدم والحركة، لا تخادعوا ولا تداهنوا وقولوا كلمة الحق إذا جار السلطان. ، أصدقوا الناس في قولكم، ولكى تصدِقوهم اصدِقوا أنفسكم، تواضعوا دون مذلة، وثقوا في أنفسكم دون غرور، إذا خالفكم أحد في الرأى تفهموا دوافعه، وإن خاصمتم فخاصموا بخلق، وإن انتقدتم فانتقدوا بعفة، إن أخطأتم فاعتذروا وصححوا الخطأ بتبيان الحقيقة.. حافظوا على الحريات، وعلى مبادئ الأديان، وعلى الأخلاق العامة، وعلى الانتماء الوطنى، وعلى إشاعة الثقافة، وعلى حماية اللغة العربية، وعلى توطيد أركان العلم، وانبذوا إعلام الإثارة والخزعبلات والدجل والجنس والفضائح، واحترموا مواثيق شرف المهنة، حتى وإن رأيتم من حولكم بعضا ممن يسمون أنفسهم نجوم الإعلام يتنابزون ويتبارزون بالسباب والسفالة والصوت العالى، فلا يخدعنكم أحد أن هذا هو الطريق إلى المجد. أنتم لستم وحدكم.. كثيرون معكم يسيرون في نفس الاتجاه.. انظروا يمينا ويسارا في هذه القاعة ستجدونها ملأى بوجوه لشباب ناهض مفعم بالحماس.. أنتم وهؤلاء سوف تنتصرون على اليأس، وعلى الوجوه الكالحة التي تطل من الشاشات كل ليلة، وليس لديها إلا بضاعة الخسة والحقد والتلون، والتعالى الزائف وتشويه الحقيقة.. أنتم الرجاء للخلاص من كل هذا وغيره.. أنتم الأمل. يذكر أن ميدياتوبيا، هي مبادرة أطلقها الدكتور محمد سعيد محفوظ، مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، في 3 فبراير 2014، وتهدف إلى تنشئة جيل من الإعلاميين الملتزمين أخلاقيًا ومهنيًا.