تعرضت الثروة السمكية ببحيرة قارون بمحافظة الفيوم، إلى تراجع رهيب في إنتاجها، وصل إلى أقل من 25% هذا العام، عن ديسمبر عم 2014، بعد أن تزايدت معدلات التلوث في مياه البحيرة وزادت نسبة الأمونيا في مياهها، مما أدى إلى نفوق كميات من الأسماك، وضعف إنتاجيتها وهجرة الصيادين وعددهم أكثر من 5 آلاف صياد. وقال المهندس صلاح نادي مدير عام منطقة وادي النيل لتنمية الثروة السمكية بالفيوم خلال زيارة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية واللواء حمدي بدين، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إلى بحيرة قارون اليوم الأحد، وبرفقتهما المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، أن إنتاج بحيرة قارون من الأسماك، انخفض إلى 1000 طن فقط هذا العام، وهو ما يعادل 25 % من إنتاجها في ديسمبر 2014، حيث كان إنتاج البحيرة 455 ألف طن من الأسماك. وأرجع نادي، ذلك إلى ارتفاع معدلات التلوث بمياه البحيرة، مؤكدا أن الطبقة العضوية المتراكمة في قاع البحيرة نتيجة التلوث "الحمئة" بلغت 40 مليون متر مكعب، عند منطقة مصرف البطس بالبحيرة. فيما أكد اللواء هشام عطية، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة، خلال الزيارة، أن 82 قرية تصرف مياه ملوثة على بحيرة قارون، مما أدى إلى زيادة معدلات التلوث بالبحيرة، وأشار عطية، إلى أن معالجة التلوث بالبحيرة، وتوصيل خدمات الصرف الصحي بالمحافظة، تحتاج إلى توسعات في 18 محطة معالجة للصرف الصحي، وإنشاء محطتين جديدتين، بقرية قصر الباسل، ومركز يوسف الصديق، بتكلفة إجمالية، 2 مليار و497 جنيها. بينما أكد المهندس أمان الله فريد وكيل وزارة الري بالفيوم، أنه يلقى ما بين 300 إلى 400 متر مكعب يوميا من مياه الري، في بحيرة قارون وأن هذه المياه التي تصرف على البحيرة، تقلل نسبة التلوث فيها. ومن جانبه، انتقد علي عبد الحفيظ الزيات، نقيب الصيادين بمحافظة الفيوم، تخاذل المسئولين بالحكومة، في مواجهة تلوث مياه بحيرة قارون وانهيار الثروة السمكية بها وقال إنه وعدد من الصيادين، خرجوا في رحلات لصيد الأسماك اليوم، بحثا عن الرزق ولم يصطادوا شيئا، سوى الجمبري "أبو ليفة" والذي يباع الكيلو منه ما بين 80 قرشا إلى جنيه للكيلو الواحد. وأكد نقيب الصيادين، أن الجمبري "أبو ليفة"، صنف عديم الفائدة لهم، على حد قوله، وأشار إلى أنه لم يعد هناك إنتاج سمكي من البحيرة، حيث امتنعت الهيئة، عن إنزال زريعة هذا العام، وبالتالي تراجع الإنتاج السمكي، خاصة مع تزايد معدلات التلوث بالبحيرة، بشكل غير مسبوق. وأوضح نقيب الصيادين بالفيوم، أنه سيذهب مع وفد من الصيادين، غدا الإثنين، لمقابلة وزير الزراعة في الوزارة، لمناقشة مشاكل بحيرة قارون وتلوثها، ووضع الثروة السمكية فيها، مشيرا إلى أنه سيكون معهم رخص المراكب الخاصة بهم، لتسليمها إلى الوزارة، بعد أن أصبحت تمثل أعباء مالية على الصيادين، في ظل تراجع الإنتاج السمكي للبحيرة إلى أدنى مستوياته وقال: "نحن ندفع ضرائب وتأمينات ورسوم تجديد رخصة المركب التي تبلغ حوالي 400 جنيها سنويا، للمركب الواحد ولا نحصل على أي إنتاج". وطالب الدولة، بتعويض الصيادين عن خسائرهم الفادحة، التي تعرضوا لها منذ نهاية عام 2014، مشيرا إلى أنهم يدفعون 185 ألف جنيها سنويا لتجديد رخص مراكب الصيد، دون أن يجنوا من البحيرة شيئا، وطالب بضرورة تدخل المسؤولين بشكل عاجل لإنقاذ بحيرة قارون. وحذر الأستاذ الدكتور ديهوم الباسل أستاذ الطفيليات بكلية العلوم بجامعة الفيوم، من قيام المسئولين بتنفيذ أعمال تكريك بالبحيرة لإزالة الطبقة العضوية في قاعها والتي تسبب نفوق الأسماك، قائلا: إن أعمال التكريك ستؤدي إلى تهييج القاع وزيادة المشكلة لأنها تنتج تفاعلات وعكارة تتسبب في خنق البيئة المائية وطالب الباسل، بإنشاء قاع جديد للبحيرة، باستخدام الجير الحي، مما يحسن من جودة المياه، ويقاوم الطفيليات.