أكد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن هناك رغبة وطنية في ضرورة أن يكون للعمل التطوعي دوره في مجتمعاتنا خاصة في ظل هذه المرحلة التي يمر بها العالم العربي ومصر من تغيير جذري في الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها موسى اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في افتتاح المؤتمر السابع لأعضاء الاتحاد العربي للعمل التطوعي بمشاركة مسئولين من مصر والدول العربية، من بينهم د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، ود.عمرو عزت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، ومسئولو منظمات المجتمع المدني وجمعيات العمل التطوعي في الدول العربية. وشدد موسى على أنه في ضوء المعطيات الراهنة وفي ظل التغيير الحادث، فإن الطريق واضح بأنه لا عودة للماضي وللحكم الديكتاتوري، بل الكل يتطلع إلى الحكم الديمقراطي بيد الشعب واختياره لرؤسائه ومن يمثله بما يتيح للمجتمع التحرك للأمام. وأشار موسى إلى أنه على الرغم من الفساد الكبير الذي شهدته مصر وتم مجابهته، والصعوبات البالغة في الوقت الراهن، إلا إنه لا يمكن القول بأننا عدنا لنقطة الصفر، فرغم الأخطاء الكبيرة لكن لابد أن نبني على ما تبقى من أجل العبور نحو مستقبل أفضل. وأكد موسى أهمية تضافر جهود المجتمع المدني ومؤسسات العمل التطوعي لدعم الشرارة التي انطلقت من تونس إلى باقي البلدان العربية تحت بند التغيير، لافتا إلى أهمية التناغم الحادث بين منظمات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الطوعي للنهوض بأوضاع المجتمعات وهو ما تدعمه الجامعة العربية من خلال اهتمامها المتزايد بهذه المنظمات. من جانبه، أشاد د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء بالدور الذي يلعبه العمل التطوعي العربي والذي يعكس رغبة حقيقية في تعميق الانتماء والدفع قدما بالعمل العربي المشترك في كل المجالات، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كونه يأتي في ظل الربيع العربي الذي قاده الشباب من أجل التغيير، واستطعنا من خلاله أن نهدم نظاما جبارا ونأمل مواصلة المسيرة وصولا للتقدم وإقامة الدولة المدنية وتحقيق سيادة القانون. وأشار الجمل إلى أهمية العمل التطوعي بإعتباره أفضل الأعمال التي لا ينتظر الإنسان عليها جزاء إلا من ربه ووطنه، معربا عن أمله في نشر الوعي به لتحقيق الازدهار للأمة العربية ومواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها مكافحة الأمية. وبدوره أكد د. عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا أن المؤتمر يشكل تظاهرة بمشاركة عربية واسعة لمناقشة حاضر ومستقبل العمل الطوعي العربي، والذي يشكل الأساس المتين للنهضة الشاملة. ولفت د.عمرو إلى أن الثورة المصرية جسدت نموذجا رائعا للعمل التطوعي، وشكل الشباب نواة صلبة للثورة المطالبة بالعدالة والإصلاح ونجحت في تحقيق التغيير الشامل عبر عمل تطوعي أكسب الشباب المصري احترام العالم. ودعا د.عمرو إلى تكاتف قوى المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية للنهوض بالعمل التطوعي وتحقيق التنمية القائمة على القيم الرفيعة للمجتمعات العربية ونشر التوعية بهذا العمل. وأشار إلى أهمية تكثيف الجهود عبر العمل الطوعي لمكافحة الأمية التي تشكل 30 % من عدد سكان الوطن العربي الذين قد يتضاعف عددهم إذا تم إهمالهم، مؤكدا أهمية وضع اجراءات للتصدي للأمية ووضع إطار زمني للتخلص من هذه المشكلة ومكافحة ظاهرة التسرب من التعليم والتوجه بقوة نحو بناء مجتمع المعرفة ونشر ثقافة الجودة.