يفتتح معرض "فرانكفورت" للكتاب، وهو أكبر معارض الكتب في العالم، بعد غد الأربعاء 14 من أكتوبر، مركّزًا نشاطه هذا العام على موضوعات حرية التعبير والنشر، وضيف شرف المعرض دولة "إندونيسيا". وبحسب إذاعة مونت كارلو الفرنسية، فإن جذور هذا المعرض تعود إلى القرون الوسطى، وإلى زمن اختراع المطبعة على يد "غوتنبرغ"، في مكان قريب من موقع المعرض، على ضفاف نهر ماين. وهو بات اليوم أكبر تجمع لعرض الكتب في العالم، يشارك فيه سبعة آلاف و300 دار نشر، منها "الهيئة العامة للكتاب" التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ويزوره أكثر من 300 ألف شخص. ويستضيف المعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي - هندي الأصل - الذي سبق أن أصدرت الجمهورية الإسلامية فتوى بهدر دمه في العام 1989، ومن المقرر أن يقدم مداخلة في المؤتمر الصحفي الافتتاحي غدا الثلاثاء. وأثار حضور "رشدي" في المعرض حفيظة السلطات الإيرانية، فقررت مقاطعة المعرض تماما، داعية الدول الإسلامية إلى أن تحذو حذوها. وقالت وزارة الثقافة الإيرانية في بيان على موقعها الإلكتروني إن "معرض فرانكفورت وبذريعة حرية التعبير دعا شخصا يمقته العالم الإسلامي ومنح سلمان رشدي، مؤلف كتاب التجديف (آيات شيطانية)، فرصة إلقاء كلمة". وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني أصدر في فبراير من العام 1989 فتوى بهدر دم سلمان رشدي البالغ من العمر اليوم 68 عاما، وذلك بسبب كتابه "آيات شيطانية". وأبدت حكومة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي في العام 1998 توجها بعدم تنفيذ هذه الفتوى. لكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني أعاد التأكيد في العام 2005 على أن سلمان رشدي يستحق القتل. وفي العام 2007 أكدت حكومة الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد على أن الفتوى ما زالت قائمة. وسيكون موضوع الحواجز والحدود ومكافحة التشدد في صلب المناقشات التي تمتد على ثلاثة أيام، ويشارك فيها نحو عشرين كاتبا، وتهدف إلى التوصل لخلاصات فكرية ترفع إلى المسئولين السياسيين. وخصصت تذاكر مجانية لدخول المعرض للاجئين الذين يتدفقون بأعداد لم يسبق لها مثيل إلى ألمانيا، وستنظم لهم جولات في المعرض ضمن مجموعات مقسمة بحسب الدول التي هاجروا منها. ومن القضايا التي يثيرها المعرض إيصال الثقافة إلى مخيمات اللاجئين. وفي سياق متصل ستصدر نقابة الكتاب الألمان دعوة للتضامن مع الأشخاص الذين هربوا من العنف في بلادهم. كما يستضيف المعرض الكاتبة الإندونيسية لاكسمي بامونتجاك مع النسخة الأخيرة من كتابها "ذي كويستشن أوف ذي ريد"، الذي يروي قصة حب في زمن القمع ضد الشيوعيين في الستينيات في بلده. وإضافة إلى إندونيسيا، يسلط المعرض الضوء على بلدان آسيوية أخرى مثل ماليزيا وتايلاند وفيتنام وسنغافورة، وتشارك الفلبين للمرة الأولى في المعرض. ويقام هذا المعرض بين 14 و18 أكتوبر الجاري، وهو مخصص في أيامه الأولى للمتخصصين، على أن يفتح أبوابه بعد ذلك في عطلة نهاية الأسبوع أمام الجمهور.