شهد اليوم الجمعة انهيار أجزاء من شجرة العارف بالله الشيخ نصر الدين، بنجع الأشراف بمركز دشنا في محافظة قنا، وهي الشجرة المعروفة ب"شجرة الدم"، حيث يعتقد البعض أنها تنزف دمًا على موت صاحبها. أدى الانهيار إلى تحولها إلى ما يشبه كهفًا، مما حدا خطيب مسجد الإمام نصر الدين إلى الدعاء من منبره: اللهم اجعل سقوطها نعمة وليس نقمة"، وسط ترديد عشرات المصلين لدعائه. و"شجرة الدم"، من أحد أنواع شجر النبق، وتعد من أشهر الأشجار، شأنها شأن "شجرة دم الأخوين" في إحدى المحميات الطبيعية باليمن، التي كانت تشفي من الجروح والأمراض، كما حدد العالم الطبيب ابن سينا، حيث كتب عن فوائدها الصحية في شفاء الأمراض الجلدية. يرجع تاريخ زراعة تلك الشجرة في قنا إلى 860ه، حيث نزح العارف بالله نصر الدين بن السيد جمال الدين الإسنوي إلى مدينة دشنا، واستقر بنجع الأشراف بالخولي ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه. والشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة غريبة يشبه لونها الدم، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تفرز تلك المادة أو "الدم" على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة. ويقال إنه اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين. وكأن الشجرة تنزف هذا "الدم" حزنا على وفاته. ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة. وقال محمد الصغير نصر الدين "أحد أحفاد الشيخ ناصر" ل"بوابة الأهرام" إن جده العارف بالله قام بزراعة تلك الشجرة وبعد وفاته بدأت مع مرور الوقت في إفراز تلك المادة الغريبة. ومع مرور الوقت بدأ الأهالي يستخدمون تلك المادة لعلاج بعض الأمراض الجلدية. ولفت أنه من العادة أن الأطفال يقومون بتسلق الشجرة لاستخراج "الدم" عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش تمتص "الدم" من داخل شقوق الشجرة، ثم يتم تعبئته لشفاء الأمراض، بحد قوله. من جهته، قال إبراهيم عبد اللاه (باحث زراعي): من المعروف أن شجر النبق يفرز مادة شبيهة باللون الأحمر، وهذه المادة تقوم بشفاء الأمراض الجلدية. وأكد أن الشجرة "ظاهرة طبيعية" وليست "ظاهرة دينية"، فهي مرتبطة بظاهرة طبيعية مثل كافة أشجار النبق المعمرة في مصر، التي تفرز هذه المادة مع مرور الوقت.