قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن "مقاتلي حركة طالبان يركزون على التجمع في أماكن مهمة مثل مدينة قندوز الأفغانية سعيًا وراء دعم موقفهم التفاوضي قبل الدخول في محادثات سلام محتملة مع الحكومة". وأضافت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني - أن "قوات طالبان كانت أمس على بعد أقل من أربعة أميال من هذه المدينة الشمالية الاستراتيجية بعد أن فرضت سيطرتها على مقاطعتين رئيسيتين خلال الأيام الماضي مما أثار مخاوف باحتمال استيلائهم على أول مدينة أفغانية منذ أن أطاحت القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة بنظام طالبان المتشدد في أواخر عام 2001". وذكرت أن السبب في ذلك يعود أيضًا لأن عاصمة إقليم قندوز هي آخر مدينة كبيرة كانت تسيطر عليها الحركة قبل سقوطها في أيدي قوات المجاهدين المدعومة من الولاياتالمتحدة بعد شهرين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والهجمات التي أدت إلى التدخل الأمريكي. ولفتت الصحيفة إلى أنه ابتداء من ربيع هذا العام، تركز حركة طالبان جهودها على كسب أرض في قندوز وغيره من الأقاليم الشمالية، مبتعدة بذلك عن ساحاتها التقليدية للقتال في الجنوب والشرق إدراكًا منها أن أي طرف يسيطر على قندوز، وهي منطقة زراعية غنية وشاسعة وكانت معقلاً سابقًا لطالبان، يتحكم في الطرق المؤدية إلى شمال شرق أفغانستان، فضلاً عن طرق التهريب والتجارة المؤدية إلى طاجيكستان وبقية آسيا الوسطى المجاورتين. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة في كابول أرسلت بتعزيزات، من بينها قوات خاصة أفغانية، ومستشاريهم ومدربيهم الأمريكيين من أجل رد المتمردين وإنقاذ نحو 75 جنديًا وضابط شرطة محاصرين داخل المدينة. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تزداد كثافة إراقة الدماء في قندوز، وهي مدينة يتواجد بها 300 ألف شخص، خاصة مع رحيل معظم القوات الأمريكية والدولية وفتح قوات الأمن لجبهات متعددة في القتال. ونقلت الصحيفة عن حجي أمان الله عثمان زاي، أحد شيوخ القبائل، قوله إن "المدينة تتعرض لضغط من كافة الأرجاء"، ولفتت الصحيفة إلى أن آلاف المدنيين وجدوا أنفسهم في وسط إطلاق النار أو نزحوا بفعل النزاع، مما أدى إلى أزمة إنسانية أسوأ بالفعل من أي أزمات شهدها شمال البلاد منذ عام 2001. يذكر أن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على مقاطعة جهاردره في إقليم قندوز من حركة طالبان صباح اليوم، ولا يزال هناك أيضًا تخطيط لاستعادة منطقة داشتي أرشي التي كان مقاتلو الحركة قد شنوا هجومًا استولوا به عليها.