أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" عن انطلاق مهرجان كتارا للرواية العربية خلال الفترة من 18 إلى 21 مايو المقبل، والذي يتضمن العديد من الفعاليات والندوات والفقرات الأدبية والفنية، بينما ستكون ذروة المهرجان يوم 20 مايو حيث يقام حفل ضخم لتوزيع جوائز كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، وسط حضور حشد من المدعوين من داخل وخارج قطر. وخلال مؤتمر صحفي في الحي الثقافي استعرض الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، تفاصيل المهرجان وفعالياته المتعددة، مؤكدا أنّ الروائيين والأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والجمهور بشكل عام سيكون على موعد مع مهرجان مميز يحتفي بالرواية العربية وينقلها إلى آفاق رحبة من خلال جائزة كتارا للرواية العربية، التي ليست مجرد جائزة عابرة بل مشروع ريادي فريد من نوعه، ومستدام ومتواصل وليس حدثا سنويا طارئا. وأضاف: "نحن إزاء جائزة تعد الأولى من نوعها من حيث الربط بين الرواية والدراما والترجمة.. ويمكن القول اليوم إن كتارا تشكل محطة جديدة في عالم الرواية العربية". وبيّن الدكتور السليطي أنّ المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" أعدت من خلال اللجنة المنظمة لجائزة كتارا للرواية العربية برنامجا شاملا ومنوعا يرتقي إلى أهمية الجائزة والمستوى الذي وصلت إليه رغم أنها لا تزال في دورتها الأولى، حيث لاحظنا تفاعلا كبيرا مع جائزة كتارا من قبل الأوساط الأدبية والثقافية في مختلف أرجاء الوطن العربي، ولعلّ ما يبين هذا التفاعل هو حجم المشاركة في الجائزة، فقد وصل عدد الأعمال المتقدمة إلى أكثر من 700 رواية منشورة وغير منشورة. وقال المدير العام إن باكورة مهرجان كتارا للرواية العربية ستكون الاجتماع الأول للجنة الدائمة للثقافة العربية بعد الدورة التاسعة عشر لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بالتنسيق مع المنطمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأكسو)، إلى جانب افتتاح مركز كتارا للرواية العربية ومعرض تاريخ الرواية العربية، ومعرض الروائيين القطريين، وندوات الرواية العربية التي تقام على مدار أيام المهرجان، إضافة إلى عروض أفلام لكبار الروائيين ومعرض الدراما والروائيين. وأضاف: سيتم كذلك تدشين طوابع جائزة كتارا للرواية العربية، وعرض مسرحية ملحمة الغدر، إضافة إلى تدشين الدليل الالكتروني للروائيين العرب وكتاب واقع الفن ورهانات المستقبل في الرواية العربية وكتاب الروايات الخالدة. وأشار إلى أنه سيتم توزيع الجوائز على الفائزين في حفل ضخم يقام في مسرح الاوبرا. وبيّن أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي في اليوم الختامي للمهرجان للفائزين بالجوائز، وسيجري خلاله توقيع العقود بين كتارا والفائزين. وأكد الدكتور السليطي أن جائزة كتارا تلتزم بالتمسك بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة، كما تفتح الجائزة باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء بمن فيهم الروائيون الجدد الذين لم يتم نشر رواياتهم. وبشأن رسالة الجائزة قال المدير العام: إن الجائزة تعزز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي، وإطلاق حوار حقيقي يسهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيرا عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي، وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز. بدوره أكد خالد عبد الرحيم السيد، المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، أن الجائزة كتارا هي جائزة لكل العرب، حيث وصلت الأعمال المشاركة إلى 711 رواية من مختلف الاقطار العربية. وأوضح أن اللجنة المشرفة على الجائزة قد تلقت 475 رواية غير منشورة، و236 رواية منشورة، حيث بلغت بذلك نسبة الروايات غير المنشورة 67%، بينما بلغت نسبة الروايات المنشورة نحو 33%. ويشمل حفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية مجالات الجائزة المختلفة وهي، أولا: فئة الروايات المنشورة: خمس جوائز للفائزين المشاركين، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي. ثانيا: فئة الروايات غير المنشورة: خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي. ثالثا: أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات الفائزة: وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. إضافة إلى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر. وكشف السيد أن مصر كانت في صدارة المشاركات من حيث العدد، فقد وصل للجنة أكثر من 240 رواية مصرية غالبيتها غير منشورة. كما لدينا مشاركات مميزة من دول المغرب العربي وفي مقدمتها المملكة المغربية تليها الجزائر، فضلا عن ذلك وصلتنا روايات من دول غير عربية كايران وتشاد واريتريا. وحول المشاركة النسائية في جائزة كتارا للرواية العربية بينت اللجنة المشرفة على الجائزة بالقول: نحن نتحدث عن 157 رواية لاقلام نسائية تقدمت لجائزة كتارا، وهذا الرقم يشكل نحو 22% من حجم الروايات المشاركة في الجائزة وهو ما يؤكد حضور المرأة بقوة، فنحن أمام تفاعل مميز فهذه نسبة لا يستهان بها، وتدلل على تقدم الرواية النسائية تمهيدا لمزيد من النجاح والتميز. وقد شكلت هذه المشاركة دليلا على الحضور القوي للرواية النسائية والمكانة التي وصلت لها، ولا شك أن جائزة كتارا تعد دعما قويا للاقلام النسائية بالنظر إلى هذا التفاعل. وبشأن لجان التحكيم أوضحت اللجنة المشرفة: لدينا ثلاث لجان إضافة الى لجنة الدراما، وتضم لجنان التحكيم أساتذة متعددي الاختصاصات من مثقفين ونقاد وفنانين، وتعمل هذه اللجان على قراءة ودراسة الروايات الواردة في سرية، وتطبق قواعد الترشيح المحددة من قبل لجنة إدارة الجائزة لاختيار عشرة فائزين، ولا يحق لأي عضو في لجان التحكيم الترشُّح للجائزة إلا بعد مرور دورة واحدة. تتكون اللجنة الأولى من تسعة أعضاء مهمتها قراءة وفرز ثلاثين رواية من فئة الروايات المنشورة، وثلاثين أخرى من فئة الروايات غير المنشورة. اما اللجنة الثانية فتتكون من خمسة أعضاء ومهمتها ترشيح عشر روايات من كل فئة. واللجنة الثالثة عدد أعضائها ثلاثة تعمل على اختيار القائمة النهائية للفائزين واختيار خمسة فائزين من كل فئة. اللجنة الرابعة هي لجنة تحكيم العمل الدرامي وعدد أعضائها ثلاثة، ومهمة هذه اللجنة اختيار رواية من الروايات العشر الفائزة الصالحة فنياً للتحول الى عمل درامي مميز. وجائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض. والجدير بالذكر أن شروط وآليات جائزة كتارا للرواية العربية تتمثل في أن الجائزة خاصة بالرواية العربية فقط، وبالتالي لا تقبل القصص القصيرة، ولا المجموعات الشعرية وغيرها، ولا يسمح بمشاركة الروايات العربية المترجمة من لغة أخرى، لا تمنح الجائزة لعمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو أجنبية، ويقدم الروائي أو دار النشر إقراراً يفيد بأن العمل المرشح ليس مقدماً لجائزة أخرى، كما يجب أن يكون الروائي صاحب العمل المرشح على قيد الحياة، ولا يحق للروائي الترشح بأكثر من عمل واحد، إضافة الى ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية وقوانين ولوائح المطبوعات والنشر السارية المفعول في مكان نشر الرواية المرشحة، ويجوز لكل ناشر أن يرشح ثلاث روايات لثلاثة روائيين مختلفين، صدرت في الفترة من مارس 2013 حتى 31 أكتوبر 2014، ويجب إرسال 12 نسخة عن كل رواية مرشحة، مع استمارات الترشيح المعدة لهذا الغرض، إلى المشرف العام للجائزة، وترفع الروايات غير المنشورة مع الاستمارة على الموقع الإلكتروني، علما بان الموعد النهائي للترشح للدورة الاولى كان 31 أكتوبر 2014.