قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الجمعة، إن المفاوضات التي أدت إلى التوصل لإطار اتفاق نووي هي "خطوة أولى" نحو علاقات أفضل بين إيران والعالم بعد أن استقبل الإيرانيون الإعلان بالاحتفالات في الشوارع. وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أيضًا بالاتفاق ووصفه بأنه "تفاهم تاريخي" رغم أن دبلوماسيين حذروا من أن عملًا صعبًا ينتظر الأطراف قبل إبرام اتفاق نهائي. ويشمل هذا العمل الصعب، مساعي أوباما لإقناع المنتقدين بالداخل، وكذلك حليفة واشنطن الوثيقة إسرائيل، بقبول الاتفاق النهائي، بعدما نددت بالاتفاق المبدئي وطالبت بمزيد من الضمانات في المفاوضات المقبلة. والاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه، أمس الأول الخميس، بعد محادثات دامت ثمانية أيام في سويسرا، يمهد الطريق أمام مفاوضات لتسوية تهدف إلى تهدئة مخاوف الغرب من احتمال سعي إيران لصنع قنبلة ذرية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. ويمثل الاتفاق أهم خطوة باتجاه حدوث تقارب (إيراني - أمريكي) منذ الثورة الإيرانية عام 1979، كما قد ينهي عقودا من العزلة الدولية لإيران. وفي خطاب نقله التلفزيون على الهواء مباشرة، أمس الجمعة، قال روحاني، وهو شخصية معتدلة نسبيًا، انتخبت بأغلبية كبيرة قبل عامين على وعد بتخفيف عزلة إيران، إن المحادثات النووية هي مجرد البداية نحو سياسة انفتاحية أوسع نطاقا. وأضاف: "هذه خطوة أولى نحو التفاعل البناء مع العالم". وتابع بقوله: "هذا اليوم سيخلد في الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية، يرى البعض أنه ينبغي علينا إما محاربة العالم أو الاستسلام للقوى العالمية، نحن نقول إن هناك طريقا ثالثا، يمكننا أن نتعاون مع العالم". لكن الأمر مازال يتطلب عمل الخبراء على تفاصيل صعبة على مدى ثلاثة أشهر، فيما قال دبلوماسيون إن الاتفاق قد ينهار في أي لحظة قبل انقضاء المهلة في نهاية يونيو. وأثار الاتفاق غضب إسرائيل، أقوى حلفاء واشنطن في المنطقة، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن الاتفاق سيمهد الطريق أمام الانتشار النووي والحرب، بل وحتى دمار بلاده. وأضاف نتنياهو، الذي يحظى بدعم كبير وسط الجمهوريين الذين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي، أن القوى التي تتفاوض مع إيران يجب أن تضيف مطلبًا جديدًا، وهو أن تعترف طهران بحق إسرائيل في الوجود. ويبدو من غير المرجح، الاستجابة لمطلب نتنياهو، حتى وإن تعاطفت إدارة أوباما مع مخاوفه.