دخل مقاتلو تنظيم "داعش" الأربعاء، للمرة الأولى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبدمشق، وسيطروا على قسم كبير منه، فيما شنت فصائل مقاتلة هجومًا جنوب البلاد استهدف آخر المعابر الخاضعة لسيطرة النظام على الحدود الأردنية. وبات تنظيم "داعش" للمرة الأولى قريبًا من دمشق بهذا الشكل. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا، أنور عبد الهادي لوكالة فرانس برس "اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته" مشيرًا إلى أن "القتال لا يزال مستمرًا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن "اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصيل إسلامي في الشوارع الواقعة عند أطراف المخيم" لافتًا إلى "معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم". وقال المرصد، إن الاشتباكات تزامنت مع قصف لقوات النظام على مناطق في المخيم والحجر الأسود. وأشار ناشط فلسطيني داخل المخيم لفرانس برس ، رافضًا الكشف عن هويته إلى "معارك اندلعت صباح اليوم مع كتائب أكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الأسود المجاور". ولا يتمتع تنظيم "داعش" بنفوذ داخل المخيم، الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من عام، وفق ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، لكنه أشار إلى "وجود خلايا نائمة اتهمت باغتيال مسئول في حماس قبل أيام". وقال الناشط الفلسطيني من جهته، إن الاشتباكات مرتبطة بإقدام كتائب "أكناف بيت المقدس" وهي فصيل فلسطيني قريب من حركة حماس على "اعتقال عدد من عناصر التنظيم داخل المخيم بعد يومين على اغتيال القيادي (في حماس) يحيى حوراني على يد ملثمين في المخيم". وأعلنت حركة حماس مقتل الحوراني الناشط في المجال الطبي والإغاثي في المخيم -الاثنين الماضي- بعد تعرضه لإطلاق نار. وتوترت العلاقات بين حركة حماس التي كانت قيادتها تتخذ من دمشق مقرًا، والقيادة السورية، بعد اندلاع النزاع ونقل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مقر إقامته إلى العاصمة القطرية في 2012. ويعاني مخيم اليرموك نتيجة حصار النظام، نقصًا فادحًا في المواد الغذائية والأدوية، مما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفًا قبل اندلاع النزاع إلى نحو 18 ألفًا. وفي يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، مما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار. في جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح الأربعاء بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا. ويعد معبر نصيب ،المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن، بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى على معبر الجمرك القديم في أكتوبر 2013. وذكر المرصد أن "منطقة نصيب ومحيطها تعرضت أمس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي" التابع لقوات النظام. وأوضح عبد الرحمن لفرانس برس أن "الكتائب المقاتلة بدأت هجومها منذ أمس،في محاولة للسيطرة على المعبر" لافتًا إلى أن تمكنها من السيطرة عليه "ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الأردنية". وتأتي الاشتباكات في منطقة نصيب، بعد سيطرة كتائب إسلامية قبل أسبوع على مدينة بصرى الشام بالكامل، إثر طردها قوات النظام ومقاتلين موالين لها من أحيائها، مما أعطى دفعًا للفصائل المقاتلة بعدما بات ميزان القوى لصالحها، وفق عبد الرحمن. ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب، المعروف باسم معبر جابر، من الجهة الأردنية، لكن مقاتلي المعارضة يوجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. من جهتها أعلنت السلطات الأردنية اليوم الأربعاء، إغلاق هذا المعبر الحدودي الإستراتيجي مع سوريا "مؤقتًا" إثر الاشتباكات العنيفة على الجانب السوري من الحدود. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن باستثناء المعبر. وفي ريف دمشق، تواصل قوات النظام مدعومة من مقاتلي حزب الله تقدمها في منطقة الزبداني بعد شنها هجومًا بريًا قبل نحو أسبوع. وقال عبد الرحمن، إن قوات النظام وحلفاءها حققوا "انتصارًا استراتيجيًا في المنطقة بعد محاصرتهم مقاتلي المعارضة داخل مدينة الزبداني، ومنع تحركهم باتجاه منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية".