دعت مصر إلى ضرورة التنسيق بين الحكومات العربية لإنشاء "هيئة عربية لتصنيع مستلزمات الإنتاج الزراعي"، و"شركة عربية لإكثار البذور المحسنة"، من أجل الحد من الفجوة الغذائية بين إنتاج واستهلاك الغذاء والتي تصل إلى 50% في العالم العربي. جاء ذلك في كلمة ألقاها دكتور صلاح الدين هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اليوم الخميس، أمام المؤتمر الرابع حول "تطوير زراعة القمح والشعير في المنطقة العربية" الذي ينظمه المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة التابع لجامعة الدول العربية (أكساد)، والذي يستمر يومين. وأكد هلال ضروة إعداد خطة مستقبلية لإدارة المنظومة البحثية والتطبيقية للمناطق الجافة وشبه الجافة في العالم العربي وذلك من خلال التنسيق والتعاون بين الحكومات لإنشاء "شركة عربية لإكثار البذور المحسنة"، لافتا إلى أهمية دور الأمانة العامة للجامعة العربية في هذا الصدد. وشدد وزير الزراعة على ضرورة التوسع في استعمال الميكنة الزراعية والسعي لدى هيئات التمويل والاستثمارات العربية لإقامة هيئة عربية لتصنيع مستلزمات الإنتاج الزراعي من آلات وملحقاتها، وتطبيق تقنية الاستشعار عن بعد في المجال الزراعي واستخدام الحاسب الآلي في تحليل نتائج البحوث الزراعية وحفظ المعلومات والبيانات المستخدمة في عمليات الإحصاء الزراعي وسهولة معالجتها. كان هلال قد افتتح في وقت سابق أعمال المؤتمر، الذي يشارك فيه لفيف من المسئولين وخبراء البحوث العلمية والإرشاد في مصر والدول العربية، لبحث الجهود المبذولة لاستنباط أصناف جديدة من القمح والشعير المحسنة والقادرة على تحمل التغيرات المناخية والطبيعية بالمنطقة، ومن بينها 19 صنفا تم اعتمادها وزراعتها في الدول العربية. كما يناقش الخبراء، على مدى يومين، سبل توفير الكميات المطلوبة من بذور السلالات المحسنة في المناطق العربية التي لم تصل إليها من أجل الإسهام في إكثار وانتشار زراعة هذه الأصناف والسلالات التي أثبتت كفاءة إنتاجية متميزة في مناطق أخرى. ويستعرض الخبراء مشروع "أكساد" لتحسين إنتاج القمح في الدول العربية بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية الذي نجح حتى الآن في إكثار 120 طنا من أصناف وسلالات القمح، القاسي والطري، المستنبطة من برنامج تربية القمح (16 سلالة من النوع الطري و22 من النوع القاسي) تم توزيعها على الدول العربية المشاركة في المشروع.